المقالات

رحلوا وبقيت قباب الكاظمين

1317 19:12:00 2011-12-15

السيد حميد الموسوي

تصر بعض وسائل الاعلام "والعربية منها" بشكل لافت- عندما يكون الحديث عن العراق- على التمسك بمفردة سقوط بغداد لا سيما في شهر نيسان من كل عام حيث تصاحب هذه المفردة فقرات البرامج الاذاعية والتلفزيونية بما فيها نشرات الأخبار والندوات واللقاءات والتحقيقات وحتى النشرة الجوية وطلبات المستمعين والمشاهدين من "الكليبات والسبوتات" والذي منه. كما تشغل هذه المعزوفة مانشيتات الصحف والمجلات وافتتاحياتها وأعمدتها ومحلياتها وأبراجها وكلماتها المتقاطعة مع ان الجميع شاهدوا بالمباشر وبالنقل الحي من خلال عدسات فضائياتهم الأنيقة المتربصة ان الذي سقط مجرد صنم وان الذي تهاوى مجرد سلطة وان الذي اندثر مجرد حقبة سوداء وان الذي جرى مجرد حادث عابر ليس في تأريخ بغداد وحدها بل في تأريخ شعوب العالم. تهاوى هولاكو وموسوليني وهتلر وقبلهم الفراعنة والأكاسرة والقياصرة وقبلهم وبعدهم وظلت العواصم شامخة بشعوبها وتأريخها وحضارتها. وبقيت البلدان تتحدى عاديات الزمن الى قيام الساعة. وبغداد كانت وستظل دارة المجد ودار السلام شامخة شموخ تأريخها الزاهر وشمم رموزها الخالدين.. فهذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها بغداد للغزو والاحتلال والخراب والدمار وان تعددت الأسباب واختلفت التسميات وتنوعت العناوين والأيدي والأسلحة والأساليب وهذه ليست المرة الاولى التي تهرق فيها دماء العراقيين وتصبغ الشوارع والأنهار ويتهدم عمرانهم وتنهب ثرواتهم ويخرب اقتصادهم. أين هولاكو وتيمورلنك وموجات التتار؟، ما زال نهر دجلة الأزلي الذي أحالوه دما وحبرا يجري مع الدهر بكل إصرار وتحد. أين المغول وأدوارهم المظلمة؟!، ما زال فرات الخصب والنماء يغسل وجه العراق من شماله الى جنوبه ليروي مع دجلة الخير الزرع والضرع فتعشوشب أرضه المعطاء بما أفاض الله تعالى عليها من غلال.. أين العثمانيون وسلاطينهم وولاتهم وفرماناتهم؟!، أين حلف بغداد ومنطقة الاسترليني ومعاهدات الأمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن أملاكها ومستعمراتها؟!، أين.. وأين.. وأين..؟!، تلاشت ولفها الزمن مع ما لفه ويلفه من بدء التكوين وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وطواها النسيان في بطون ذاكرته. وصارت خبرا يُروى!.وظلت بغداد قبلة الشرق وعاصمة العراق بإرثه الحضاري الضارب في أعماق التأريخ بملامحه الآشورية البابلية السومرية، بأطيافه الزاهية وموزائيك شعبه المتآخي، الذي لا تهزه المحن، ولا تهده النكبات بل تزيده اصرارا ورسوخا ومطاولة وستظل بغداد عمق

العرب وزهوهم ومددهم في سرائهم وضرائهم.رحل الدخلاء وسقطت كل مدعيات الحاقدين وابطلت جميع حجج الموتورين ، رحلوا وبقيت قباب موسى الكاظم ساطعة تحت شمس بغداد ..رحلوا وبقيت منارات الجوادين تطاول سماء بغداد وتعانق غمامها الندي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك