صالح المحنه
بعد كل زيارة لدولة رئيس الوزراء او سيادة رئيس الجمهورية ،لأي بلدٍ خارج العراق خصوصا البلدان الأوربية أو أميركا، نسمع نغمةً إعلاميةً تتصدرنشرات الأخبار،وهي أن السيد الرئيس أو دولة الرئيس ،قد ألتقى ابناء الجالية العراقية في البلد الفلاني ،وقد اطلعَ دولته اوسيادته على أوضاعهم وتفهم مشاكلهم والى آخره من التسفيط والتسطير والتطبيل ،الذي تتحفنا به قناة العراقية واخواتها الموالية لدولة الرئيس، او القنوات الكردية الموالية لسيادة الرئيس..وتتوشح بحروف الخبر الكبيرة الصحف الموالية للرئيسين ليكون عنوانها الرئيسي،وللحق نقول الى مشاهدي هذه القنوات، خصوصا في داخل العراق ..أنه لا الرئيس ولادولة الرئيس ومنذ توليهما زمام الحكم في العراق قد التقى أحدهما بجالية عراقية بمعناها الحقيقي ، وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية التي يتواجد فيها عشرات الآلاف من العراقيين ،بل تجري بعض اللقاءات المحدودة والمحسومة سلفا مع مجموعات صغيرة نفعية ، بعضها قد نسّقَ مسبقا مع بعض اعضاء الدائرة الضيقة المحيطة بالمسؤول للقائه ، واكثرهذه اللقاءات شخصية، لتبادل المصالح وهي لاتمت للجالية العراقية بصلة إطلاقا لامن قريب ولامن بعيد،وهي أقرب ماتوصف بأنها لقاءات فنية ترفية لتبادل الأعجاب والتبجيل، البعض الآخر الذي يلتقي بدولة الرئيس او سيادة الرئيس، والذي يُحسب ظلماً على الجالية العراقية ،هم أولئك الذين ترشحهم السفارة ، وما ادراك ماالسفارة ؟ وكأنَّ الله أرسلهم فوق الناس ، طبقات وكيانات متكبرة ، بل هي مواخير للبعث الملثم ،مرة بغطاء اسلامي مقيت ، ومرة بلا لثام وبلا خجل ، هؤلاء لهم ضيوفهم الخاصون الذين يلتقون دولة الرئيس او سيادة الرئيس ، وبأسم الجالية العراقية ،دورهذه السفارة العراقية ومشتقاتها دور سلبي مع ابناء الجالية العراقية الكبيرة، خصوصا المتواجدة في ولاية مشيكان الأمريكية ولأسباب معروفة،كون ابناء هذه الجالية من معارضي البعث بلا منازع، ومن حمل السلاح في انتفاضة العراق لعام 1991 ، لذلك تستثنى هذه الجالية وتشطب من جدول اعمال الرئيس ودولة الرئيس وتختزل في عشرة اشخاص من الأخوة الأكراد إذا كان الزائر سيادة الرئيس، وخمسة من الأخوة الدعاة اذا كان دولة الرئيس،نعم هذه هي الجالية التي يتحدثون عنها في نشراتهم الاخبارية والحزبية،ولايحق لغير أولئك الذين ذكرناهم بمقابلة ورؤية الرؤساء، ولا يسمح حتى بالطواف حول مقر إقامتهما، إلا من اتى بصك التزكية من المسؤول الحزبي الدعوتي او الكردي، او من ابتسم له الحظ وتلطفت عليه السفارة الصفراء بجواز المرور الى حضرة الرئيس،الجاليات العراقية خارج العراق لها همومها ومشاكلها وخصوصا ممن شاركوا في الانتفاضة لعام 1991،هؤلاء همشهم السياسيون واقصوهم من الحياة السياسية ، بعد ان كانوا شركاء فعليين ورئيسيين في مقارعة النظام السابق،واليوم لهم مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية وهم بحاجة ماسة الى دعم دولتهم لهم،لماذا يستكثرون عليهم حتى زيارتهم ؟والاقتراب من لقائهم ومواجهتهم وجها لوجه؟ لماذا لاتسمعوا لهم ؟ لماذا لاتستثمروا اولادهم الذين تربوا وتخرجوا من مدارس الدولة التي تريدون ان يكون لكم حضورا في اجندتها السياسية ؟ هؤلاء عراقيون أكفّاء جميعهم او جلهم يريد ان يخدم وطنه ؟ لماذا هذا الزهد فيهم ؟ للمرة الثالثة دولة رئيس الوزراء يزور الولايات المتحدة الأمريكة ولم يكن هناك حضور لعشرات الآلاف من الجالية العراقية في جدول اعماله ،بل ولا يتم حتى استدعاء ممثلين عنهم، ويستعاض عن هذه الجالية الكبيرة في كل مرّة بخمسة او ستة افراد من الحزب ، ويصطحبون معهم من يرتضونه رفيقا،هذه هي حقيقة مايرافق زيارات رؤساء العراق الى خارج العراق ،تجاهل واهمال ولامبالاة للجاليات المقيمة هناك،ولاندري بأي نصيحة يعملون ويتحركون، بنصيحة أعضاء الحزب؟ أم بنصيحة اعضاء السفارة؟ حتى يتجنبوا لقاء اخوانهم وابنائهم في الخارج، وفي كلا الحالتين ننصح الحزبيين أن يحرروا رؤساءهم من الشرنقة الحزبية ويتركوهم للعراق طالما أوكل لهم حكم العراق، إما السفارة وتعاملها الانتقائي مع العراقيين في الخارج له اسبابه ولابد له من نهاية، هذا ما اردنا الأنتباه له وإطلاع الشعب العراقي في الداخل على حقيقة لقاءات دولة الرئيس او سيادة الرئيس المزعومة مع الجاليات العراقية في الخارج ، وهي لاتتعدى كذبة اعلامية مقيتة ، يُروج لها ويُنفخ فيها ويرقص على أنغامها المنتفعون .....صالح المحنّه
https://telegram.me/buratha