ما ان يجلس اثنان من ابناء شعبنا حتى تكون السياسة والخوض فيها ثالثا لهما وتبدأ سلسة الاهات والحسرات وقلة الحيلة والمجادلات فيما بينهم وصولا لجملة الله كريم التي تعتبر اشارة للجميع بانتهاء الجلسة .
وفي جلسة قريبة سـُلط فيها الضوء على ذات المواطن العراقي من جهة وما يجتاح مجتمعنا من سلبيات من جهة اخرى وعن المنظومة الاجتماعية بشكل عام القى البعض باللائمة على فئة دون الاخرى في ما يجري بينما ذهب البعض الى الاستشهاد بتاريخ البلد للاستدلال على ان ما يحدث هو من واقع الذات العراقية .
وقد لفت انتباهي وجهات نظر جيدة وودت ان اشاطرها مع القراء الاكارم , صاحب الراي مواطن بسيط بقدر جيد من الثقافة يرى ان الشعب العراقي اعتاد على ان يكون حطب فتنة والسبب يعود الى صفات عراقية اصيلة ومنها الغيرة والاندفاع ولكن في بعض الاحيان يكون هذا الاندفاع اندفاعا حماسيا بلا تفكر او دراسة لابعاده وهو ما يؤدي نتائج غير جيدة على الرغم من ان اصل الفعل هو جيد .
فيما رأى اخر ان السبب يكمن في صراحة العراقي والبوح بما لم يقتنع به جهرا والاستقتال بالدفاع عنه مما يتسبب في ظهور العديد من النظريات في ابسط المواضيع .
وذهب ثالث ان ما يحدث هو بسبب التخلف والجهل فقاطعه رابع بان ما يحدث يحدث على طول تاريخ العراق فلا يمكن اعتماد هذا السبب كسبب اساسي رغم واقعيته وتأثيره .
ولطف الجو خامس برواية قصة من التاريخ حيث قال ان هناك شخص عراقي كان ينتقد معاوية لعنه الله جهرا مما دفع معاوية بطلبه فجىء به مكبلا ووقف امام معاوية صامتا فقال معاوية هذا من حدثتموني عنه ! فحلفوا له ان لا يصمت وانه دائم الحماس في شتم الخليفة .فقال لهم ارجعوا الى العراق وأتوني بتراب منه ففعلوا ففرش التراب ثم امر بالشخص ان يحضر ويقف عليه فبدأ الشخص بالتكلم بكل صراحة وقوة . فقال لهم معاوية انها تربة العراق هي السبب في صراحتهم !! وبعيدا عن صدق الرواية من عدمها غير انها لطفت الجو وامتصت التشنج الذي بدأ بالظهور على الرغم ان الموضوع يخص ذات الفكرة .
وقد استشهد اخر بما حدث في التسعينات من فتنة عقائدية رفـُعت وكلنا يعرفها ولااحب ان اعرج عليها الا بالاشارة قال ان الفتنة شملت الشيعة على وجه الخصوص ولكن من حمل لوائها هم العراقييون في المهجر وصارت سببا في تناحرهم واختلافهم وها نحن نجني ثمارها الى الان فلقد صارت الان اساسا لانشقاق سياسيونا ولو ان عاقلا انذاك لم يحمل لوائها ويتصدى لنشرها رغم انها تزلزل اصل العقيدة لما دفع الباقين الى حمل لواء معاكس لها من اجل الدفاع عن كارثة المت بالبيت الشيعي .
بالنتيجة لم يتفرق في هذه المسالة الا العراقيون ولم يدفع ثمن فكرة ليست منهم الا هم دون باقي شيعة العالم فمن تبناها فقد حمل وزر كل من اعتقد بها ومن دافع عنها غيور على مذهبه واصيل وعمله واجب شرعي وذود عن اساس مذهب ولكن لو لم تظهر من الاساس ربما كان للمدافع حظ اوفر في علوم وبحوث اخرى تخدم المذهب والاسلام بشكل عام وتدفعه الى الامام .
بين الحين والاخر تظهرلنا فتنة جديدة بعضها تـُقدم الينا من أناس الجهل يقطر من حروف كلامهم بحيث يكونون محل سخرية رغم انهم في هيئة رجال دين مع الاسف ويجعل من نفسه اميرا للجهلة والعاقين . وبعضهم ومن الفئة ذاتها رجال دين وورعون ومن خلال ابحاثهم يصلون الى نظرية في مسالة ما ما ان يعرضونها حتى تبدأ الانفعالية والبلبة مجراها لتحويل مايحدث الى نكبة وأول الخاسرين هو صاحب الفكرة واجد خسارته هذه عقابا له وهو مستحق لانه الملام حيث انه صاحب دين وعلم ودراية لابد ان يقدر ان بعض الطروحات تؤدي الى الشبهات وبالتالي الى شق الصفوف وكان الاولى ان لا يظهرها ويحتفظ بها لنفسه ما دام المسلم بدونها لن يخسر اسلامه !.
وبعض وقاد الفتنة ممن يكون الناس لهم حطبا هم السياسيون وما اكثر الحديث في هذا المجال ولكني لا اجده خطرا بقدر ما يصدر من اهل الدين لان السياسيون اقل خبرة وحكمة وسرعان مايسقطون انفسهم بالسنتهم ولا يحتاجون الى عبقرية لكشف زيف ادعائهم ان كانوا من المنافقين معاذ الله.
الفتن قادمة وياليت اعتقادي هذا خاطىء ولكن كل المؤشرات تدل على الامر ومن الصعب السيطرة على الاخرين وايقافهم عند حدهم وذلك لان المجال فـُسح لهم من البداية وصارت السيطرة اشبه بالمستحيل ولكن مافي ايدينا هو امتصاص الفتن بمعنى عندما تظهر لا سامح الله ويظهر لها واقد لنارها لايخشى الله ان لا نساعده من حيث لا ندري ونجمع الحطب لناره من خلال النشر بانفعالية واقصد هنا للضد بل نعمل بكل هدوء وبرود وكأن الامر بعيد عنا عسى ان تنطفىء ناره لقلة الحطب الا اذا لا قدر الله وكبرت المسألة حينها فقط يتصدى لها من نختارهم وبدون ان نثير زوبعة تخدم المقابل .
المطلوب ان نعمل على ذواتنا ونقلل من انفعالنا على اتفه الاسباب فالبعض وللاسف يجعل من المنبر الحسيني ساحة للدفاع عن ال ( أنا ) فيما لو انتقده أحمق ! يجب ان نترفع عن هكذا مستوى فنحن حملة رسالة عظيمة د ُفع ثمنا لها دم ال البيت عليهم السلام .
وهنا لا اقصد فقط القادة في المجتمع ولكن حتى داخل المجتمع وفي بيوتنا وانقل لكم حادثة في ايام عاشوراء حقيقة هي السبب في كتابة المقال حيث اختلفت اختان على فكرة قـُدمت في المحاضرة في مجلس عزاء ولم يشعراحد بالامر فالامر كان بينهما وفي اليوم التالي دخلت احدهما الى المجلس وكل ملامح الوجه تـُشير ان أسالوني فكل حركة وسكنة تنم عن غضب وكأن الكون قد اخترب وهنا نشير الى وقد الفتنة وحتى لا أأخذ بذنبها ربما لم تقصد او لم تدرك ما ستفعل جراء عصبيتها وانفعالها وما ان سالتها اخت عن ما اصابها حتى أجابت بصوت مرتفع التفت اليه جميع الحضور فالجملة غريبة ( خو كولوا الحسين تكهرب !!!) في اشارة الى محاضرة الامس ومحتواها.
تصور هكذا جملة قبل انعقاد المجلس بثوان ومجلس تحضره الزهراء عليها السلام وانقل لك اخي القارىء مقدار تشتت الحضور اثناء المجلس فالكل ينتظر النهاية ليعلم القصه التي اختصرتها الاخت بهكذا جملة اساءت بها الى نفسها اولا واخيرا فجسم الحسين ع لم يبقى به مكان لتلقي طعنة جديدة ومن محبة وهذه هي المصيبة .
المطلوب لو تكرر موقف مشابه ان يعد كل منا نفسه لامتصاص الازمة بعدم السؤال حتى يتعلم امثال الاخت المذكورة من باب الاستشهاد ان ليس كل شىء في القلب يجب ان يـُنشر وان لم يستطيعوا السكوت فلينشروا للخاصة وان لا يستغلوا التجمعات وجميل ان انقل لكم ان مجموعة كبيرة خرجت دون ان تسألها ما الامر وهنا عين الصواب فكفانا خدشا بالعقيدة ولكن الوجه الاخر يبحث عن تسجيل لمحاضرة امس حتى تكبر الفتنة لا شعوريا على الرغم من ظني ان غضبها استنباطي فلو كانت هناك اساءة في المحاضرة لاحس الجميع لما هي تحديدا دون عشرات الافراد .
ارجو من كتابنا الافاضل عدم الانجرار الى بعض ما ينشره من لم يوفق قلبه لعشق الحسين او ممن قطع جزءا من قلبه وخصصها للحسين دون كل القلب تعقلا منه ومفهومية !! الخاسرون هم فلماذا نفسر اشاراتهم بالشكل الذي يجعلنا حطبا لفتنتهم .عشاق للحسين ونفتخر ولا نقلل من اهمية اي شعيرة لانها تشير الى حب مؤديها لحبيبنا الحسين ع من حقنا ان لا نقتنع بها لكن بدون ان نجرح مشاعر من يؤديها .
كفانا عزا بالحسين ان وحدنا بمظلوميته وبلبس السواد حزنا عليه وبالسجود على تربته فالاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى عشاق الحسين
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha