المقالات

شهيد المحراب ... ورؤيته الصائبة لمستقبل البلاد

1603 21:02:00 2011-12-16

الكاتب:عمار احمد

يعد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم واحدا من ابرز الشخصيات الدينية والسياسية التي تبنت مواقف متزنة ومتوازنة وعقلانية حيال قضايا بالغة الحساسية والخطورة والاهمية ومنذ مرحلة المعارضة، لاسيما في الاعوام الاخيرة التي سبقت الاطاحة بنظام صدام.

كان هناك موقفان او توجهان على طرفي نقيض، وفيهما من المزايدات والتشهير والاتهامات الشيء الكثير. فعلى الصعيد المحلي العراقي بدءا من المواطن العادي البسيط وصولا الى اكبر شخصية معارضة، وعلى الاصعدة العربية والاقليمية والدولية كان لابد من الوقوف اما الى جانب الولايات المتحدة الامريكية وبعض حلفائها في مساعيها للاطاحة ببنظام صدام عبر استخدام القوة العسكرية، اي غزو العراق وربما احتلاله، وهذا الموقف نظر اليه البعض من المعارضين له بصرف النظر عن نواياهم بأنه يندرج تحت عنوان العمالة واللاوطنية والانقياد والخضوع للاجنبي.

اما الموقف الاخر المناقض له فهو الوقوف الى جانب نظام صدام الذي كان يقتل ويفتك اشد الفتك بالعراقيين ويسومهم سوء العذاب رغم انه كان محاصرا ومعزولا، ومن كان يقف مع نظام صدام ويدافع عنه حتى وان كان يدعي ويتظاهر بأنه يدافع عن العراق، ينظر اليه على انه يساند الظلم والاستبداد والطغيان ولايتبنى قضايا الشعوب المضطهدة مثل الشعب العراقي.

وكل من الموقفين كان يحتمل التأييد نوعا ما والانتقاد كذلك، وهكذا فأن التأييد والانتقاد يولدان تلقائيا مؤاخذات وملاحظات كثيرة. وكثير من قوى المعارضة العراقية وشخصياتها اما وجدت نفسها تقع في فخ النظام الصدامي او فخ الولايات المتحدة الاميركية، او في افضل الاحوال كانت تقف مترددة حائرة لاتستطيع ان تقدم على اتخاذ اي من الموقفين.

السيد محمد باقر الحكيم الذي كان رئيسا للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق(المجلس الاعلى الاسلامي العراقي حاليا) قرأ الواقع بحكمة وحصافة وبعد نظر وتبنى موقفا صائبا ودقيقا للغاية تمثل في الدعوة الى اسقاط نظام صدام والتأكيد على ان بقائه يمثثل خطرا كبيرا على العراق والمنطقة والمجتمع الدولي برمته، لكنه في ذات الوقت كان يعارض التدخل الاجنبي واللجوء الى القوة العسكرية الخارجية لاسقاطه، بل كان يطالب بتفعيل القرارات الدولية وتفعيل دور الامم المتحدة في محاصرة ذلك النظام وعزله ومنعه من استخدام الته العسكرية لقتل ابناء الشعب العراقي، واذا تم ذلك فأنه سيكون بأمكان الشعب العراقي اسقاط ذلك النظام، وهذا ما لم تتفاعل معه القوى الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة لانه لم يكن يتناسب وينسجم مع مصالحها وحساباتها.

والسيد الحكيم(شهيد المحراب) تنببأ منذ وقت مبكر بالنتائج والاثار السلبية التي يمكن ان يخلفها الغزو والتدخل العسكري الخارجي في العراق، وفعلا فأن اغلبها ان لم يكن جميعها قد ظهرت، ولان الولايات المتحدة الاميركية واطراف دولية اخرى قد ادركت الاخطاء التي ارتكبتها في العراق فأن تجنبت تكرارها في دول اخرى مثل مصر وليبيا واليمن.

اي بعبارة اخرى ان السيد محمد باقر الحكيم كان يؤمن ويعتقد اعتقادا راسخا ان المبدأ الصحيح هو التغيير واسقاط نظام صدام من خلال الشعب العراقي مع وجود المساعدة الدولية له. وهذه الرؤية الصائبة انعكست فيما بعد على الموقف من الوجود الامريكي في العراق والتصور لانهائه بأسرع وقت وبأقل قدر من الخسائر والتبعات على ابناء الشعب العراقي.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2011-12-17
لقد أثبت فقدانه والفراغ الذي تركه وصلاته القوية بالمرجعية وتنسيقه مع السياسيين في ذلك حيث منذ وفاته لم تعد تلك الصلة التي كانت صمام الأمان وأصبحنا نصبح زيداً ونُمسي عمراً وأخشى ما أخشاه أن نكتشف أننا في خدعة ملابس الإمبراطور الذي لا يلبس شيئاً,.
ابو حسنين النجفي
2011-12-17
للاسف الشديد ان الشعب العراقي خسر رمز من الرموز النيرة والنظرة الثاقبة وفوق هذا انه رجل دين يحتذى به العراق بلد يقتل الشجعان ويشرد العلماء ويحبس المفكرين ويهمش الابرياء ويئوي الظالمين ويمجدهم ويرتقي بالفاسدين ويحرر الظلمه عشت يا حكيما طاهرا في قلوب المحبين والخزي والعار لاعدائك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك