الكاتب / مصطفى سليم
المتتبع لجلسات الاستجوابات الأخيرة وخاصة جلسات استجواب أمين العاصمة (صابر العيساوي)يكتشف وبدون أدنى عناء حجم المهزلة في إضاعة الوقت الغير مأسوف عليه من قبل مجلس النواب العراقي،ولست بصدد الدفاع عن المستجوب أو تقيم أداء مجلس النواب خلال مراحل عمله،والذي من المفترض ان يكون تشريعيا ورقابيا،ومحاسبة السلطة التنفيذية في حال حدوث أي خلل و واحدة من أهم الواجبات التي هم مطالبين بها تحت قبة البرلمان الموقرة،ولكني اسخر من مثل هكذا مجلس يكيل بمكيالين وكما يقال في المثل الشعبي العراقي(مات الوزان وضاع الحساب)واستغرب صمت المجلس بحجم التجاوزات التي صدرت وما زالت تصدر من وزراء دولة القانون وممثليهم في الحكومة ابتدءا من وزير التجارة (فلاح السوداني)و وصولا الى صفقات الكهرباء الوهمية وبطلها(حسين الشهرستاني)،والتعمد عن السكوت على ملفات خطرة وبغاية الأهمية والحساسية،والتي كان من المفترض وحسب القانون المعمول به بالتعامل(الأهم ثم المهم)من قبيل صفقات وزارة التجارة الفاسدة،واستيراد الأجهزة الكاشفة للمتفجرات عديمة الفائدة،وكايونات النفط والاستثمار والتراخيص النفطية،وصفقات تسليح الجيش العراقي بالمعدات العسكرية...الخ.
وإضافة الى ما ذكر في تقصير الحكومة ورئيس الوزراء، فان العراق يعيش مرحلة حساسة متواصلة مع الانسحاب الأمريكي و نفاذ أخر أيامه في العراق ،فبدلا من صرف الجهود واللجان من قبل مجلس النواب لمتابعة هذه القضية المهمة والإطلاع عبر تشكيل اللجان المؤقتة لهذا الشن وتداعيات الانسحاب والآثار المترتبة عليها وما تركه الأمريكان خلفهم من مخلفات الحرب والكثير منها ذا أشعاع نووي خطر،وعمليات السلب والنهب والبيع الغير مرخص لآليات والعجلات التي تركها الأمريكان في معسكراتهم من قبل ضعاف النفوس من المسئولين العسكريين والمدنيين،ومن يطلع على متروكاتهم يجد ان بعضها يمثل تهديدا مخيفا للأمن الداخلي للبلد،والإخوة الأعزاء لا يهمهم ألا أضعاف الأخر والنيل منه تحت حجج واهية لا تصمد أمام النقد والتحليل،ليبقى السؤال قائما ماذا يريد المالكي وأزلامه..؟
انه يريد ان تعم حالة الاتهام وخلط الأوراق حتى لا يقال بان وزراءه الخاصين هم لوحدهم فاسدين(والمصيبة إذا عمت طابت)هذا أولا..أما ثانيا:هو صرف وشغل الكتل السياسية و بالأخص السلطة التشريعية الى الأمور الجانبية وتشتيت أمكانية محاسبته عن جميع المؤاخذات التي رافقت أداءه الهزيل،خلال المرحلة الحالية والسابقة،بعد ان رفع الأمريكان أيديهم عن مساندته ودعمه المشروط بالخنوع والخضوع لهم،لتستمر مهزلة صرف جهد مجلس النواب الهزيل هو الأخر أيضا،وتعطيله عن سن القوانين الكثيرة المعطلة،وبفضل ضعف مجلس النواب مازالت قوانين صدام المقبور هي الحاكمة للبلاد بعد كل تلك السنين الطوال(وللحديث تتمه أتناول بها أهم الملاحظات عن الاستجوابات المزعومة)
https://telegram.me/buratha