الاعلامي عادل العتابي
استعجلت قطر كثيرا، ومطت ارجلها لتمضي الايام مسرعة بها وكأنها سنوات لتعلن عن نيتها المبيتة اتجاه الدول العربية لاسيما القدس المحتلة عندما بثت وامام الملايين من العرب وغيرهم خارطة فلسطين وهي عبارة عن الضفة الغربية وقطاع غزة، ومسحت قطر من خلال استعراضها الرياضي كل المدن الفلسطينية من تلك الخارطة الاسرائيلية ومنها العاصمة القدس الشريفة، كما ان قطر تطاولت على خارطة المغرب ومسحت الصحراء الكبرى من تلك الخارطة، جاء ذلك خلال حفل افتتاح الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة والجارية منافساتها حاليا في قطر، وعلى الرغم من تواجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الدوحة وزيارته لوفد بلاده المشارك في الدورة، وتواجد الالاف من الرياضيين العرب ومعهم عدد من الوزراء العرب الذين يمثلون حكومات بلادهم، لم تحترم قطر كل تلك المشاعر وعبثت كما هو شانها دوما بالمشاعر العربية والاسلامية، بخارطة لاعز البلدان العربية وشوهت عن عمد تلك الخارطة. قطر كانت اول دولة خليجية تفتح في عاصمتها مكتبا تجاريا اسرائيليا، فهي تتباهى بهذا الانجاز بعد ان وجدت نفسها كقزم عربي من حيث المساحة والسكان قياسا الى دول عربية اخرى في الخليج وافريقيا ، حتى ان احدهم يقول بأن عديد القوات الاميركية والاجنبية في قاعدتي العديد والسيلية يفوق عدد سكان قطر الاصليين! اذ اضطرت تلك الدولة الى الاستعجال ايضا في تجنيس عدد من الاجانب ومنحهم الجنسية القطرية ليمثلوها في السياسة والفن والرياضة والعلاقات الاجتماعية، حتى ان ذلك التجنيس اثر بشكل كبير على كل الصفات والعلاقات والروابط العربية في تلك الدولة، اذ اتى على اهلها بتصرفات لايمكن للعربي الاتيان بها ومنها ان البعض اخذ يتآمر على والده ويخلعه اثناء سفره ، ليحل محله في تنفيذ كل اوامر الغرب!قطر تريد ان تصبح وكخطوة اولى قائدة للسرب العربي الخليجي مما ولد احساس بعدم الرضا من تلك الخطوة لدى حكام السعودية وقادتها الذين يفكرون جديا بان يكونوا في هذا الوقت بالذات ولاة لكل العرب وليس الخليجيين فحسب، لاسيما بعد احداث التغيير في مصر وغيرها من البلدان العربية التي مر عليها الربيع العربي، كما ان ذلك الاتجاه القطري لم تباركه الامارات بسياستها المعتدلة والكويت بتاريخها البرلماني، ونريد ان نذكر القاريء بانه قبل الغزو الاميركي للعراق كانت هناك تحركات قطرية في العراق تشبه الى حد بعيد تحركاتها الحالية اتجاه سوريا وحزب الله، فالعراب القطري يلبس العباءة العربية ويحتسي القهوة العربية المرة، الا انه يتحدث بلغة اسرائيل واميركا وبريطانيا، وينسى في مرات عديدة انه يجلس في بناية الجامعة العربية.العشرات من دول الغرب ومعها اسرائيل وعن لسان قادتها الكبار يعتقدون بان زوال الاسد من سوريا وحسن نصرالله من لبنان هو يوم الفرح الكبير، وان ازالة النظام الحالي في سوريا وازاحة المقاومة اللبنانية هو ماتنتظره اسرائيل بفارغ الصبر، ولااحد غير اؤلئك من الشرفاء في العالم اجمع يتبنى ما تقوم به قطر من افعال تسيء للدول العربية ومقاومتها الشريفة، الا ان قطر تستعجل اليوم قبل غد لتبني ذلك الاتجاه لتقول لاسيادها ان الامارة على العرب اذا ما كانت لقطر وحدها من دون منافسة من السعودية ومصر وغيرها فانها ستقدم الكثير لاحبائها في واشطن وتل ابيب ولندن وباريس وغيرها من عواصم التآمر على بلاد العرب.والبعض ينسى ان الربيع العربي لابد وان يكون ربيعا عربيا للجميع، ونحن بانتظار الربيع القطري، حتى لو كان من خلال غدر الابن بأبيه!
https://telegram.me/buratha