الحاج/ طارق السعديِ
لم يكن استهداف شهيد المحراب(قدس)صدفتا أو أمر غير مخطط أليه بدقة وبكل الأوجه والحسابات الداخلية والخارجية،ولذلك وضعت خطة تصفيته واغتياله في مقدمة إي عمل أخر تلا ذلك اليوم الدامي من جمعة الأول من محرم الحرام عام 2003،وان الأثمان التي تدفعها الشعوب من اجل استرداد حريتها , وحرية الأجيال القادمة لهي إثمان باهظة ,ويستغرق ذلك أجيالا وأجيالا ,وعمل النضال يحتاج الى تنظير سياسي على مستوى النظرية ,وعسكري على مستوى الأرض ؛ من اجل ان لا تسفك المزيد من الدماء , وحتى لا يأتي في نهاية الأمر طاغية مختف خلف الأستار ليعلن نفسه (بطل المرحلة)و(قائد الضرورة)بعد ان قدمت البلاد الإبطال أرواحها فداءا للوطن.لقد دعا السيد شهيد المحراب (قدس سره)في الخطبة الأولى الى ضرورة (الانتخابات الحرة)التي يجب ان يشترك فيها جميع أطياف الشعب العراقي,وبما أننا من المحرومين وبلدنا من خاصية الانتخابات,تلك الصفحة السياسية الناصعة في حياة الشعوب المتحضرة ,حيث ان((العملية الانتخابية إلية هامه في الخيارات السياسية لعملية اختيار القيادات ,والنظر في القضايا الوطنية المطروحة))وهي خروج العملية السياسية من خلال ذلك الى طرح نظام البدائل السياسية أو التعددية .وبناءا على ذلك ,وصف السيد شهيد المحراب (قدس سره)بأنها ــــ الانتخابات ـــ مطلب جماهيري رافضا إلية (التعيين)وهو تعيين مجلس سياسي من قبل قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية ,وبالتالي يقوم هذا المجلس بتشكيل الإدارة التي تدير شؤون البلاد ,ويقوم أيضا ((بتشكيل مجلس دستوري يقوم بمهمة تدوين الدستور ,وطرحه للاستفتاء العام)).وهذا أمر مرفوض من الأساس ؛لأنه مخالف لأمر الشارع المقدس,وللروح الوطنية وللقانون الدولي , أما قرار مجلس الأمن فقد جاء فيه:(على ان الإدارة يشكلها العراقيون, وان الحكومة ينتخبها العراقيون,وان الدستور لابد ان يدونه العراقيون).أما إذا رجعنا الى قانون أدارة الدولة ,فأنه لا ينص على ما اقترحته قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية قبل سطور قليلة,فقد جاء ما نصه(في الديباجة)(ان الشعب العراقي الساعي الى استرداد حريته التي صادرها النظام الاستبدادي السابق...ولغرض رسم الملامح لمستقبل العراق الجديد ,ووضع إلية تهدف فيما تهدف أليه الى إزالة اثأر السياسات ,والممارسات العنصرية والطائفية ومعالجة المشاكل المرحلية ,فقد اقر هذا القانون لإدارة شؤون العراق خلال المرحلة الانتقالية الى حين قيام حكومة منتخبة تعمل في ظل دستور شرعي دائم ,سعيا لتحقيق ديمقراطية كاملة).ومن خلال النداء المستمر للسيد شهيد المحراب(قدس سره)مع أصوات المراجع العظام أدامهم الله تعالى والوطنيين والسياسيين الأحرار ,ونداءاتهم كانت الانتخابات.ورأى الدستور العراقي النور،وأكد شهيد المحراب(قدس)على أهمية الدستور وأطلق عليها اسم(القضية المركزية)لان الدستور لو احترم من جميع الأطراف فانه سينتج مجتمع مدني سليم وصالح للمستقبل و لأجيال..ومنه تكون البوابة الطبيعية لبناء الإنسان ورقيه واستثمار ثرواته بشكل يتلاءم مع استحقاق المواطنين الذين عانوا الحرمان والفقر لعقود متواصلة،لقد كان شهيد المحراب يصب جل فكره لكيفية حماية الوطن والمواطن ليصبح نبراسا شامخا ،ومثلا يحتذا به وهو ما تحقق فعلا حين فجرت مشاعر العرب بصحوتهم المتلاحقة والتي ستمتد الى ابعد مما يتصور الكثيرين..
https://telegram.me/buratha