لم نتفاجئ يوم امس بالأخبار التي تحدثت عن تورط نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في دعم عمليات ارهابية في العراق لأن الكثيرين منا وخصوصا المتابعين للأحداث على الساحة العراقية بعد عام 2003 يعرفون جيدا ما هي نشاطات الهاشمي وماهي الأجندات التي يتحرك بها في الشارع وفي كواليس السياسة ، ويعرفون جيدا كيف التف على الأمين العام السابق للحزب الأسلامي محسن عبد الحميد ومن كان يقف وراءه ولماذا وماهي الأعمال التي قام بها . ولكن المفاجئ في الأمر هو التوقيت الذي أثيرت فيه هذه القضية والعراق يمر بمنعطف خطير جدا نتيجة للفراغ الحاصل من خروج القوات الأمريكية وضعف الأجهزة الأمنية " الغير مخترقة من جميع الجهات " !!! .
وأما الكتور رافع العيساوي فهو أيضا من اطباء مستشفى الفلوجة العام الذين قدموا خدمات " جليلة جدا " للمجاميع الأرهابية قبل أن يمن الله سبحانه وتعالى عليه بنعمة المناصب في الدولة العراقية " المخلبصة " ولا أدري لماذا لم تتخذ الأجراءات القانونية بحقه يوم كان مجرد طبيب وجاءت يد العدالة لتقتص منه بعد أن أصبح " مالك الأعناق ومقسم الأرزاق وعمودا من اعمدة حكومة العراق " ؟ .
وبصفتي عبدا من عباد الله المساكين الذين لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا أود أن أوجه كلمة الى السيد المالكي وأقول له ( عذرا أبا إسراء ) على تجرأي على طرح الرأي الصريح أمامكم ولكنني أجد من واجبي أن أقول كلمتي كمواطن له حق في هذا لوطن كحقك أنت فيه لأطرح أمرين :
الأمر الأول : اذا كنتم تعتقدون أن الدول الإقليمية التي كانت تدعم الهاشمي والعيساوي قد انشغلت بمستجدات الوضع السياسي والأمني في المنطقة وأنها لم تعد تكترث لحلفاءها في الساحة العراقية فأنتم مخطئون لأن وضع العراق بالنسبة اليهم مسألة حياة أو موت ولن يتنازلوا عن مخططاتهم وأهدافهم حتى الرمق الأخير .
الأمر الثاني : اذا وجهتم ضربة قضائية وقانونية الى الثالوث الخطر ( الهاشمي ، العيساوي ، المطلك ) فإن الموازنات السياسية ستتغير بشكل يحتم على الدول الأقليمية التدخل وبكل ثقلها في الوضع العراقي مما سيهدد العملية السياسية برمتها خصوصا وأن هذا الثالوث بكل مآسيه هو الممثل الرسمي للمكون السني وللأسف الشديد مما سيفسر عملية تطبيق العدالة على أنها عملية استهداف لهذا المكون ولكم أن تحسبوا خطورة ما ستؤول إليه الأمور . لذلك نحن نتمنى أن يتم تطبيق العدالة ولكن بطريقة ذكية بعيدة عن الإثارة الأعلامية مع أخذ كل الأحتياطات اللازمة وكذلك التصرف الحازم مع كل عابث بالأمن في الوقت المناسب وليس بالتأجيل والمناورة وفق توقيتات معينة لتحقيق مصالح فئوية ضيقة لأن أمن العراق أهم من كل التوقيتات وأعلى من كل الحسابات وأكرر قولي ( عذرا أبا اسراء ) .
https://telegram.me/buratha