مصطفى شاوي
شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) قائد المعارضة العراقية ايام النظام المقبور بكل أطيافها ومكوناتها وأعراقها وكان الملهم والقائد للمجاهدين ضد نظام الطاغية وسلطته الظالمة , وصاحب الدور الكبير في أقناع المجتمع الدولي بتخليص العراقيين وتحريرهم من نظام الطاغية , وتحقق النصر وأزيح عن العراقيين اكبر دكتاتورية عرفها العراق , لقد عانوا العراقيين من مخلفات النظام البائد من دمار وخراب وفقر وغياب الأمان بل أصبح العراق عبارة عن ثكنة عسكرية .وهنا كان دور شهيد المحراب (قدس) للنهوض من خلال وضع الرؤى والمنهاج الصحيح لتقدم العراق نحو الديمقراطية وبناء الدولة المدنية التي تخدم الوطن والمواطن , واليوم و في هذه المرحلة حصد العراقيين نتائج الأركان الأساسية للنظام الجديد التي كان يؤكد شهيد المحراب عليها وهي :• الركن الأول : أرادة الشعب العراقي ان يكون هذا النظام منبثق عن أرادة الشعب العراقي , بحيث يساهم العراقيين بانتخابات حرة نزيهة بانتخاب حاكم او حكم , وهو الذي يعبر عنه بالمصطلحات السياسية ب( الديمقراطية).من هذا الركن أكد شهيد المحراب على الانتخابات وهذا ما دعت المرجعية الرشيدة اليه.• الركن الثاني : هوية العراق وشعبه الإسلام لا بد ان يكون الإسلام ركناً أساسيا ولا يمكن التنازل عنه مهما استخدمنا من مصطلحات , وهو ركن يرتبط بهوية الشعب .الشعب العراقي مختلف الأعراق ,من عرب وكرد وتركمان وفرس وأعراق أخرى , كما توجد في العراق مذاهب فيه السني والشيعي ,وطبقات مختلفة في مستواها وأوضاعها , والجامع الذي هؤلاء العراقيين حتى المسيحيين هو الإسلام .• الركن الثالث : خصائص الشعب العراقي من حق الكردي ان تحترم ثقافته , ومن حق العربي ان تحترم ثقافته , ومن حق الشيعي ان تحترم ثقافته ومذهبه في المناطق الشيعية وأن تدرس في مدارسهم ويعلم أبنائهم أيضاً ,كما من حق السني أيضا احترام ثقافته في مناطق البلاد , والمسيحي في مدارسه ومجتمعاته , هذه الخصائص والمكونات لا بد أخذها بنظر الاعتبار في الحكم المستقبلي .وهذا ما حصل فعلاً من تأسيس مجلس حكم يضم جميع أطياف الشعب العراقي وبرمان وحكومة عراقية منتخبة الى يومنا هذا يتمتع العراق ببرلمان وحكومة متعددة الأطياف والقوميات .• الركن الرابع : وحدة تراب وشعب العراق نحن ندعو الى عراق واحد ومكون واحد وشعب واحد وأرض واحدة ولا نسمح ولا نقبل ان يتجزأ العراق او يتفكك او يصبح دويلات .وقد شدد شهيد المحراب (قدس) على الفدراليات الذي يمثل الحل الصحيح ولاكن بطريقة تعبر عن المضامين والخصوصيات وهو نظام معرف في العالم .وقد طرحت الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف مقترحاً بتشكيل مجلس حكم تختار تقوم باختيار أعضائه وهي التي تقوم بكتابة الدستور وطرحه للناس لا كن رفض سماحته بسبب رفض المرجعية ذلك وانتقادها لأنه خيار غير سليم , وكان موقفه نابع من موقع الشرع في القانون الدولي ومن موقع العزة والكرامة الإسلامية والعراقية , لذلك أكد على ان يختاروا مجلس الحكم الذي يمثل جميع مكونات الشعب العراقي وانتخاب ذوي الخبرة الذين يقومون بتدوين الدستور وإدارة شؤون البلاد .وهذا ما تحقق فعلاً من خلال الرؤيا الصحيحة التي كانت لدى شهيد المحراب (قدس ) والأهداف المرسومة ومن خلال تأكيده على المرجعية وضرورة الالتفاف حولها ,وقد كان لديه تعامل خاص مع القوات الأجنبية حيث تعامل بحرفيه عالية ودقة من خلال إصراره على إن يكون الحكم للعراقيين وهم الذين يقررون مصيرهم والدستور يخط بيد العراقيين والجيش العراقي جيش الشعب والوطن , جيش جديد يؤسسه المخلصون لا ان يكون جيش يضرب بها العراقيون ويقمعون .لقد وضع شهيد المحراب (قدس) الخطة الإستراتيجية الكاملة ورسم طريق العملية السياسية , وكيفية التعامل مع القوات الأجنبية وإجبارها على الأنسحاب من العراق بالطرق السلمية بدون الرجوع الى لغة العنف والسلاح وهذا ما تحقق اليوم فعلاً من خلال الاتفاقية الأمنية رغم معارضة الكثيرين الذين يستخدمون لغة العنف والسلاح .لقد كان شهيد المحراب (قدس) مهندس الإستراتيجية العراقية الجديدة ووضع الخطوات الصحيحة التي تقود العراق الى بر الأمان , نحن اليوم نذكر الساسة العراقيين بضرورة الأتعاض من هذا القائد الملهم الذي ضحى بجسده الطاهر في سبيل ايصال رسالة الى ابناء الشعب العراقي بضرورة مواصلة طريق البناء والديمقراطية وتحقيق الأمن والسلام للعراق والعراقيين جميعاً .
https://telegram.me/buratha