المقالات

إذن من بقى ليحمي العراق

949 13:53:00 2011-12-19

سعد البصري

من المعلوم ان البلد إذا ما تعرض الى اي نوع من التهديدات فان أول من يهب للدفاع عنه هم أبناءه . ويضحون بالغالي والنفيس في سبيل 0ماية بلدهم وشعبهم ومقدراتهم المقدسة وبالتالي فأن قول النبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " حب الوطن من الإيمان " جاء تأكيدا وترسيخا لفكرة الدفاع عن الأوطان .ولكن ما يحدث في العراق هو شيء ربما ملفت للنظر ..؟ إذ ان اغلب القوات الأمنية العراقية مسؤولة عن حماية المسؤولين العراقيين في الحكومة فقط ، وليس لها علاقة بما يجري او ممكن ان يجري على العراق والعراقيين بأي شكل من الأشكال ..! إذا ان رواتبهم ومخصصاتهم ( العالية ) تجعل منهم أدوات في خدمة المسؤول وحمايته وأفراد عائلته من أولى أولوياتهم ، والنتيجة ان حدود الوطن مفتوحة لكل من هب ودب .ففي إحصائية ان حمايات كبار مسؤولي الدولة وزعماء الكتل والنواب في العاصمة بغداد لوحدها يكلف العراق نحو مليار دولار سنويا او ما يعادل موازنة ثلاث محافظات، وان مجموع الحمايات يشكل نحو 12 لواءا على ملاك وزارتي الدفاع والداخلية وان اغلبهم غير مدققين امنيا وان الوزارات تجهل حتى أماكن سكناهم وهي تتكفل بصرف رواتبهم فقط . وفي هذه الأثناء اعترفت لجنة الأمن والدفاع النيابية بوجود أعداد هائلة تعمل على حماية الشخصيات بعيدا عن رقابة البرلمان والوزارات المسؤولة، متهمة بعض الحمايات بالتورط في عمليات اغتيال وإرهاب ( وهذا هو الواقع ان لم أكن مخطئ ). وخصوصا ونحن على أعتاب مرحلة خطرة جدا بعد الانسحاب الامريكي من العراق ، كما ان اكثر من 35 ألف عنصر امني يعملون حاليا ضمن طواقم حمايات الرئاسات الثلاث وزعماء الكتل السياسية والمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد وحدها .والمصيبة ان العراق ينفق تحت بند الحمايات الشخصية نحو مليار دولار سنويا بضمنها الوقود والتجهيزات والمعدات العسكرية وإدامة العجلات لوزارتي الدفاع والداخلية،وان هذه النفقات تقارب موازنة ثلاث محافظات بحجم الديوانية والسماوة وبابل . فرئاسة الجمهورية لوحدها تمتلك نحو 7 آلاف عنصر بضمنهم لوائين من قوات حرس اقليم كردستان (البيشمركة) يتسلمون مرتباتهم من وزارة الدفاع ، بينما رئاسة الوزراء العراقية لديها اكثر من 25000 ألف عنصر حماية، بضمنها حماية رئيس الوزراء ونوابه الثلاث .فالمشكلة عزيزي القارئ ليست فقط بعدد ما يستخدمه المسؤولون من حمايات ولا بحجم الأموال والمخصصات التي تصرف لهم ، ولكن المشكلة الحقيقية الان وبعد الانسحاب الامريكي هي كيف يمكن ان يتم حماية بلد حدوده مفتوحة منذ اكثر من ثماني سنوات وجل قواته الأمنية بعيدة عن الحدود لا بل وتتمتع برفاهية واستقرار يعطيها الحق بعدم التدخل في ما يتعرض له البلد من تهديدات لان امن المسؤول وحسب رؤية المسؤولين في الحكومة من اعلى قمة الهرم هو الذي لابد ان تحققه القوات الأمنية ..؟! .لذا فعندما ترى وتسمع هذا المقدار من الحمايات للمسؤولين العراقيين فانك مباشرة ستسأل بتعجب ..من بقى لحماية العراق !! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2011-12-22
الجواب بسيط جدا جدا وهو يبقى عامر الخزاعي هو الشخص الوحيد الذي يحمي العراق بمعية الابطال الذي يجتمع معهم من خارج القانون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك