المقالات

نحو تعميق ثقافة الإحساس بالآخر

604 22:21:00 2011-12-19

سماحة السيد حسين الصدر

نحو تعميق ثقافة الإحساس بالآخر(1)اصطبغ تاريخ العراق بألوانٍ فريدة من المجد ، والتألق ، والعطاء ، والعراقه الحضارية ، واستطاع ان يتبوأ موقعه المتميّز حين أصبح مركز الاشعاع الفكري والروحي والعلمي ..... وضمَّ مراقد العديد من الانبياء والأوصياء ، ناهيك عن رعيل ضخم من النوابغ والأفذاذ والعظماء ، نثروا عبقهم على ترابه ....ولقد صدق من قال :وَجْهُ العراقِ على المدى مُتَأَلِقُورماله بشذا البطولة تعبقُ فجباله كسهوله وشمالهكجنوبه وهو الاصيل المُعْرِقُ وله بِمُعْتَركِ الجهاد ملاحمٌ عَظُمتْ وجلَّ عطاؤها المتدفقُفي كل يوم للشهادة كوكبٌ في أُفْقِهِ بسنا العقيدة يُشْرقُ (2)ومن جميل صفاته ،التعدد والتنوع في مذاهبه وقومياته وأديانه ولغاته ان التنوع يشكّل واحدة من أهم عوامل الإثراء ، وتأصيل القدرة على التعايش السلمي ، والانفتاح الانساني على الآخر .وبالفعل فانّ ظاهرة التفخيخ والتفجير ، والتقتيل والتنكيل ، والاختطاف، ظاهرة طارئة على المجتمع العراقي النبيل ، المتلاحم النسيج ، المترابط العُرى والاواصر .واننا على يقين ان جهات معادية للعراق ، هي التي غذّت ، وموّلت عمليات التخريب والتفكيك للبُنى العراقية ، وما زالت تمارس أدوارها الخبيثة ، خوفاً من الادوار الكبرى التي يمكن ان يلعبها العراق اقليمياً ودولياً ويغطّي باشعاعه عليها .(3)ومَنْ منّا لم يغمره الأسى ، حين امتدت الأيادي الاثيمه الى الكنائس العراقية والى أعزائنا المسحيين العراقيين ، ففجعتنا بأهوال تلك الجرائم النكراء ، التي استهدفتهم ؟!ان الاعتداء عليهم اعتداء على الشعب العراقي كله ولقد استقبلنا قرارات الكنائس العراقية ، وأبنائها المسحيين العراقيين ، بالغاء احتفالات عيد الميلاد المجيد هذا العام لتزامنها مع مراسم الحداد والعزاء على أبي الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام ) بتقدير بالغ ،وكان لتلك القرارت صداها الكبير في نفوسنا ، ذلك انها تكشف عن عمق الصلة الوجدانية بين العراقيين ...انّ هذا الموقف يعتبر دليلاً قوّياً على الوئام والانسجام الاجتماعي في العراق ، ويكشف عن الأحاسيس عند كل طرف عراقي ازاء الطرف الاخر .انهم لاشك جسد واحد ، وكيان مترابط الأجزاء ، لن تستطيع قوى الشر والظلام ان تفككه مهما بذلت من جهود وأموال ....وعلى صخرة هذا التلاحم ، ترتد خائبة مكسورة ،فصول التآمر الغادر ، وتخيب آمال القوى التي تتربص بنا الدوائر .....(4)واننا اذ نثّمن هذه المواقف النبيلة ونشكر أعزاءنا المسحيين عليها ، لا يسعنا ان نغفل عن مواقف الاعزاء من الصابئة المندائيين الذين كانت لهم مشاركاتهم الواضحه ايضاً في مراسم العزاء الحسيني بل قد أقاموها بأنفسهم ....وهكذا تجلّت صور الاشتراك الحقيقي في المواقف والمشاعر (5)ان تعميق ثقافة الاحساس بالآخر ، ومشاركته في مناسباته ، يعتبر من أهم ما يجب أن تنصّب عليه عناية الوطنيين العراقيين المخلصين .ان وحدة الصف العراقي وقوة التلاحم بين أبنائه ، على اختلاف مذاهبهم واديانهم وقومياتهم ، يشكلاّن اكبر دعامتين لأجتياز العقبات والمشكلات التي تكتنف طريقنا في العراق الجديد .فإلى الجحيم ، كل الشعارات والممارسات التي تمزّق وحدتنا وتلاحمنا . ومرحباً بكل الخطوات والقرارات والممارسات التي تجمع القلوب ، وترص الصفوف ، وتبتكر الوسائل للوصول الى الغاية المنشودة التي يكون كل عراقي فيها بمثابة النجم المتلالأ في سماء العراق المضيئة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك