محمد الركابي
تصريحات نائب رئيس الوزراء والتي وصف فيها رئيس الوزراء بالدكتاتور الذي لا يبني العراق ليست بالغريبة وليست بالجديدة و العلاقة التي كانت تجمع الطرفان خلال الفترة الماضية ليست علاقة اخوة ومودة كما كان يظن البعض انما كانت اساسا علاقة مبنية على مصلحة سياسية مشتركة دوافعها الوصول الى السلطة وليس مصلحة الوطن , والتصريحات الاخيرة التي جاءت متزامنة مع تهديد القائمة العراقية بالانسحاب من البرلمان وكذلك وضع الاستقالات الجامعية لممثلي تلك القائمة في الحكومة التنفيذية تحت تصرف رئيس القائمة انما هي عملية هدم كامل للعملية السياسية وتعطيل الحكومة وبكل تأكيد ان الموضوع لا يخلو من ورقة ضغط سياسية من اجل تحقيق منفعة جديدة و مكاسب جديدة على حساب العملية السياسية .و لا يمكن التصور ان الامر سيتوقف عند هذا الحد بل انه سيشهد تطورا وتعقيدا اكثر خلال الايام المقبلة و سيشهد ايضا ضغطا سياسيا قد يتسبب بإرباك للمشهد السياسي واستقراره المنعدم اساسا ولكن الاوضاع الاخيرة ستضيف له كفة جديدة من كفوف الارباك , والعجيب هو اكتشاف المطلك لرئيس الوزراء بانه دكتاتور جاء بعد الانسحاب الامريكي وهل كان هو و قائمته غافلين عن ذلك ام ان هناك اجندات وتوجيهات خارجية جاءت من اجل اللعب بورقة الضغط هذه لتحقيق مكاسب جديدة , و هذا لا يعفي رئيس الوزراء من الذنب لانه لو كان صادق النية مع شركائه وحلفائه في التحالف الوطني لكان الوضع اكثر اختلافا مما هو عليه اليوم و لوجدهم له عونا وسندا في الوقوف ضد كل ما يضر بمصلحة الوطن ولكنه للأسف الشديد لم يبقي على احدا ممن معه في تحالفه السياسية ضمن دائرة المقربين له ومستشاريه وآثر ابعادهم عن الساحة على ان يكونوا على اقل التقادير مستشارين فقط .ويبقى موقف الشعب هو سيد المواقف من خلال البحث عن ما هو يصب في مصلحة استقرار هذا البلد وعدم الانجرار في نهر الاعلام المضلل الذي لا يعمل يمهنية صادقة وغاياته تحقيق نصر اعلامي حسب ادعائها ولكنهم للأسف الشديد يكونوا هدامين للعملية الديمقراطية في العراق وهذا ما يبحث عنه اعداءه وينتظرونه وخاصة بعد الخروج الامريكي من العراق ..
https://telegram.me/buratha