المقالات

مشروع مستهدف وحماية غائبة /

875 09:56:00 2011-12-20

حافظ آل بشارة

كان البعض يخاف على العراق من هجوم اجنبي بعد الانسحاب الامريكي ، بسبب الفراغ الأمني ، لكن الشعب العراقي يعلم ان الخطر الحقيقي يأتي من الداخل ، وان مشكلة العراق هي الخلاف بين الحاكمين حول الملفات الخطيرة التي تفتح الآن ، وهي لا تخص اناسا عاديين بل تخص مسؤولين كبارا وقيادات سياسية وحزبية فمسؤول متهم بالقتل والعمليات الارهابية و مسؤول متهم بالسرقات الكبيرة ، ومسؤول متهم باستغلال منصبه لنفسه وعدم تقديم اي خدمة للناس ، وبعض التهم تتوفر حولها ارقام كبيرة ومؤكدة لو كان عشرة بالمئة منها صحيحا لكان كافيا لارسال المتهم بها الى المشنقة ، يقال ان الاحتلال شجع على تأجيل هذه الملفات حفاظا على التوازن السياسي وقد فسر هذا التأجيل بأنه توفير حماية لكثير من من المتورطين والمطلوبين ، وبعد رحيل الاحتلال رفعت الحماية وبدأ مسلسل فتح الملفات المختلفة ، عملية خطيرة ، لكنها ضرورية ، فالبلد أمام خيارين احلاهما مر أما ان يؤجل فتح ملفات التهم فيستمر الارهاب والفساد ينخران في جسد البلاد برعاية ودعم رجال في السلطة ، ويستمر سيل الدماء ونهب الاموال خاصة وان المتهمين يتخذون من مؤسسات الدولة وسيلة لتنفيذ عملياتهم ، وفي ظل هذا الواقع يصبح العراق دولة مافيات جهنمية تتصرف به وتستعبد اهله ، واما ان تفتح هذه الملفات بشفافية كاملة وبلا انتقائية مع الاستعداد الرسمي والشعبي لتحمل النتائج ، ومن الطبيعي ان تنفجر أزمة كبيرة يصعب السيطرة عليها ، عندما يواجه اي بلد ملفات خطيرة كهذه فانه يلجأ الى ثلاث مرجعيات عامة جامعة وغير مسيسة او الى واحدة منها لحل المشكلة ، الاولى هي الدستور ، والثانية القضاء ، والثالثة رأي الشخصيات الجامعة التي تحظى باحترام وثقة الاطراف ، في العراق تشكو جميع هذه المرجعيات من النقص ولا تحظى بالثقة الكاملة ، فالدستور كسيح ومتهم ، والقضاء ضعيف وفاقد المصداقية ، والشخصيات الوطنية العريقة غائبة . وهذه الحقائق المؤلمة تعد مادة أولية لتأسيس الفوضى والتدافع العشوائي والصراع الدموي ، يقال ان العراقيين فشلوا في بناء تجربة قادرة على الصمود امام الهزات ولم يستثمروا الرعاية والدعم الاجنبي ايجابيا فبدأ كل شيء يسير بالمقلوب ، الآليات الديمقراطية ومنذ سنة 2003 وحتى الآن لم تثمر سوى الارهاب والفساد والفوضى والشلل التنموي ، القيم الصحيحة في الحكم داخلة في معركة مع قيم التخلف والظلم ، فتغلبت قيم الظلم والقسوة والانانية ، النظام السياسي الجديد عاجز عن حماية نفسه ليتحول الى مجرد شعارات بائسة ، ولا يوجد نظام صالح في العالم استطاع ان ينتصر بدون وجود قوة حماية ، النظام الوحيد في العالم الذي يريد ان ينتصر بلا حماية وسط حشد من الاعداء هو نظام العراق الحالي ، جسد العراق مريض تلزمه جراحة خطيرة لا يقوم بها الا طبيب قبل ان يكون حاذقا فعليه ان يكون شجاعا ، ثم شجاعا ، ثم شجاعا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك