الكاتب ..عمران الواسطي
منذ تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في بداية ثمانينيات القرن الماضي ، والذي كان يسمى حينها ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ) اخذ على عاتقه تبني القضية العراقية بشكل عام ، والعمل على إيجاد السبل الكفيلة بإخراج العراق والعراقيين من سيطرة الطغمة الظالمة التي كانت مسيطرة على موارد ومقدرات وأرواح الشعب العراقي بشكل عام .ومنذ ذلك الزمن كانت مواقف القيادة في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي واضحة وذات ثوابت دقيقة ، وبعد ان من الله بالفرج على الشعب العراقي بسقوط الدكتاتورية المتمثلة بالحزب الواحد والقائد الأوحد كان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السباق الى العودة الى أحضان الوطن ليأخذ دوره الحقيقي في العملية السياسية الديمقراطية في العراق ، بل وكان ولا يزال من الداعمين لإقامة وتحقيق حكومة الشراكة الوطنية بعيدا عن الخلافات والنزاعات الطائفية والعرقية والقومية .فقد دعا سماحة شهيد المحراب ( قدس ) حالما وطأت رجله ارض الوطن الى ان العراق يجب ان يقاد بواسطة أبناءه ولابد ان يكون تشكيل الحكومة العراقية على أساس المشاركة وعدم إقصاء او تهميش أي طرف مهما كان حجمه وهو نفس الأمر الذي دعا له سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ( قدس ) من خلال المواقف الثابتة والمتكررة والخطابات التي تدل على أهمية ان يستعيد العراق عافيته من جديد ويكون له دور بارز في المنطقة والعالم .وألان فان طروحات القيادة في المجلس الأعلى الإسلامي العراق لم تتغير او تكون بجانب جهة على حساب جهة أخرى بل ان المصلحة العراقية وضرورة تحقيقها بالشكل المناسب هو من اكبر اهتمامات تيار شهيد المحراب وهذا ما نراه واضحا وجليا في خطابات سماحة السيد عمار الحكيم ( رئيس المجلس الأعلى العراقي ) حيث يؤكد في إطار هذا الموضوع وبعد مرور اكثر من ( 29 ) سنة على تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي " ان المجلس الأعلى كمسار ومشروع جاء وليدا لرؤية قادة عظماء كالإمام الحكيم والإمام الشهيد الصدر والإمام الخميني ( قدس الله اسرارهم ) ولم يأت عن فراغ او وليدا لصدفة او مرحلية فهو الجامع للمشاريع والأفكار ومناهج العمل وجاء في ظل ظروف غياب أطروحة واضحة لمواجهة النظام الصدامي وغياب صوت المعارضة العراقية عن المجتمع الدولي، ليملأ الفراغ القيادي في الساحة الإسلامية بعد غياب الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قده) وليوحد وينظم الجهد المعارض لنظام صدام.فبرز المجلس الأعلى كقوة سياسية معارضة فرضت حضورها واحترامها في المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي وتمكن من تعبئة العراقيين سياسيا حول مشروع سياسي واضح يمتلك الرؤية والمبادرات والحضور في الساحة الإقليمية والدولية، كما قام بتعبئة العراقيين عسكريا وجهاديا للوقوف بوجه صدام ونظامه على الأراضي العراقية، وبذلك تحول المجلس الى القوة السياسية العراقية الأساسية التي استطاعت ان تعقد اجتماعات ومؤتمرات سياسية تحضرها جميع القوى الوطنية العراقية المعارضة لنظام صدام آنذاك على اختلاف مشاربها وأصبح المجلس الأعلى من اكبر القوى التي فضحت النظام الصدامي داخل العراق وزرعت الامل في قلوب العراقيين بزوال هذا النظام وبذلك استطاع المجلس الأعلى بجدارة ان يمثل عصارة التجربة ومشروع المشاريع في الساحة الوطنية والإسلامية العراقية. وكلما دارت عجلة الأيام وانطوت السنون كلما ازداد مشروع المجلس الأعلى رسوخا وامتدت جذوره بشكل أعمق في ضمير الأمة وازداد اليقين بكونه المشروع الواقعي والعملي لترجمة أمال الأمة وتطلعاتها نحو تحقيق أهدافها المشروعة" .
https://telegram.me/buratha