عبدالله علي شرهان الكناني
تحتاج الزعامة الى كياسة وحكمة في التصرف وتحتاج سعة صدر كما تحتاج الى القول والفعل في الوقت المناسب إضافة الى المواصفات الأخرى الواجب توفرها في كل زعيم فليس مقبولا من الزعيم أن يقول نسيت أو كنت أظن الأمر أهون أو أو . وليس مقبولا من الزعيم الغفلة ولا السهو فالزعيم لاتقيم أعماله بالنية بل بالنتائج . فإن كانت نيته خير ونتيجة عمله عكس ذلك فذلك يعني عدم لياقته للمنصب بل ويدل أحيانا على حماقته . وقد قالت حكمة قديمة ( لاتصاحب الأحمق فإنه يجتهد لينفعك ولكنه بالنتيجة يضرك ) وهذا بالضبط ما فعلته زعامتنا التي ابتلينا بها بسبب جهل الناخبين .في الدورتين الإنتخابيتين السابقتين كانت الزعامة بيد ثلاثة أشخاص هم عبد العزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري وجلال طالباني . ورغم قسوة الظروف التي إعتلت فترتهم إلا أنهم بحكمة كبيرة عبروا بالبلاد الى ما هو أفضل . فلا يستطيع أحد أن يقول أن 2004 أفضل من 2010 كما لايستطيع أحد أن يقول أن قيادة الدولة في 2011 أصعب من قيادتها في 2005 و2006 .في هذه الدورة الإنتخبية التي ستطفيء شمعتها الثانية بعد شهور قليلة هناك ثاث كتل تتحكمان في القرار الأمني والسياسي والخدمي وهذه الكتل هي 1- قائمة دولة القانون 2- القائمة العراقية ( أوماتبقى منها ) 3- كتلة التيار الصدري . هذه الكتل الثلاثة فشلت فشلا ذريا في كل المهام المنوطة بها وهي : 1- التوافق فيما بينهم وتشكيل حكومة متجانسة يقوي بعضها بعضا ولايضعفه .2- الحفاظ على المكتسبات الأمنية وتطويرها وعدم السماح بإلإنتكاسة الأمنية التي حصلت .3- النهوض بالواقع الخدمي للبلاد وهذا لايشمل فقط الأعمال البلدية والخدمات الأخرى من ماء وكهرباء رغم أهميتها ولكنه يشمل توفير الأمن الغذائي للمواطن وضمان حياة كريمة لا يمن عليه بها أحد .4- الحفاظ على حقوق الإنسان وجعل هذا الملف ملفا فاعلا في كل مجالات الحياة وعدم حصره في المعتقلين فقط بل تشمل حقوق الإنسان بكل مجالاتها حيث من حق الإنسان أن يأمن من الإعتقال بحصانة القانون حيث أن البريء يجب ان تكون له حصانة لاتقل عن حصانة نائب البرلمان والوزير كذلك من حق المواطن ان تسير معاملاتها الحكومية بشكل طبيعي بدون رشوة ولا محسوبية بل وبدون تذلل للموظف المسؤول .5- تطوير إقتصاد البلد وإستغلال الثروات المجودة فيه بشكل أمثل .ولكن ما نراه اليوم هو تقاطعات لاتنتهي بين السياسيين فضلا عن التصارع الموجود اذي يدفع ثمنه دائما المواطن . كما نرى ترديا واضحا في الخدمات كذلك هدر كبرا للثروات بل وتبديدا لمخزون منها من خلال عقود الشهرستاني وصحبه المنتجبين ! نرى اليوم فشلا واضحا لهذه الكتل الثلاث في إدارة البلد وبدل الإعتراف بالفشل يريدون من الناس تبرير فشلهم فبدل ان يقوموا بحلحلة نزاعاتهم يحاولون نقل هذه النزاعات الى الشارع وإلى أبناء الشعب . ومثال ذلك موضوع الأقاليم فقد قام المالكي بإستفزاز العراقية ببعض الإجراءات الخاصة بالبعثيين والإعتقالات فبدل أن يكون رد العراقيةقانونيا بالمطالبة مثلا بأوامر قضائية للمعتقلين ومتابعة ملفاتهم والدفاع عن البريء منهم ومحاسبة المفتري عليهم قامت بتحريض بعض أنصارها لتفجير موضزوع الأقاليم في صلاح الدين وديالى والأنبار وبالنسبة لدولة بدلا من أن ترد بشكل قانوني وتحيل الموضوع الى الإستفتاء الشعبي وليقرر الشعب ما يقرر وعلى الكل أن يحترم قراره كما تم إحترام قرار الشعب في تولي المالكي لرئاسة الوزراء بدلا من ذلك قامت دولة القانون بتحشيد مضاد لذلك وحرضت متظاهرين نصفهم من الأطفال ليقوموا بأعمال تخريبية ويزعزعوا الأمن الذي تعكز عليه المالكي وجماعته كثيرا في حملتهم الإنتخابية وبدلا من حل متعقل يقوم المالكي بطلب إقالة المطلك الذي كان ركنا في صفقة توليه رئاسة الوزراء وعند تهدمه ستتهدم معه رئاسة وزراء المالكي ويطلب إقالة من هو أعلى مكنصبا منه وهو نائب رئيس الجمهورية الذي له مرجعية غير المالكي كل هذه تصرفات لاتليق بإدارة دولة بل هي تقود الدولة الى الهاوية . وفي الختام فإن المسؤول عن فشل تلك الكتل الثلاث هو ذلك الناخب الذي انتخبهم فذوقوا ماكنتم تكسبون
https://telegram.me/buratha