الكاتب والأعلامي قاسم العجرش
في عمودي المتواضع الذي أنشره في "المراقب العراقي" تحت عنوان ألواح طينية، وسواه من الأعمدة التي أنشرها في صحف شقيقة أخرى تحت عناوين أخرى وبمغازي مشابهة، وفي مقالاتي ومقالات سواي من الكتاب الذين وطنوا أنفسهم على الكتابة في مساحة الوطن ولا شيء غير الوطن، كنا "نسلق" اداء الحكومة سلقا، وشخصيا عوتبت مرات عدة على هذا المنهج في تناول المشكلات، "على كيفك ، مو هالثخن، هذولي جماعتنا، مو بعدين نزعل ، مو خاف الزعل يصير تطبيقي ـ يعني تهديد مبطن " ...لكني كنت أرد ، بأن حجم المشكلات الكبير يحتم علينا أن لا نتهاون في تناول الأخطاء ، وما زلت على نفس الرأي..وعمليا لم يتبق جهاز من الأجهزة الحكومية لم ينل نصيبه العادل من "الأصابات"، ومع أن هذا منهج خلق لي اسواي من الكتاب الذين سلكوه أعداء أو لنقل خصوما، لكنني شخصيا ـ على الأقل ـ كنت سعيد جدا، وأعد ما أكتبه ضمن تكليفي الشرعي، وكنت أعتقد وما زلت ـ بأنه كلما زاد عدد الذين لا يعجبهم هذا المنهج من السادة المسؤولين في دولتنا العراقية الجديدة، فأن هذا يعني أن ما نكتبه بدأ يأخذ مفعوله ويأتي أُكله...اليوم لا أنتقد الحكومة لأنها مقصرة في شأن خدمي مثلا، ولا أنتقد الأداء السياسي لقيادتها أو للتحالف الوطني أو قادته، بل بالعكس أثني عليهم ثناءا كبيرا وأعتذر لهم عن كل نقداتي السابقة!!، ولا أكتمكم سرا فأنا أحسدهم على طول الصبر والأناة في التعامل مع الشركاء السياسيين، فقد أبلوا بلاءا حسنا وقدموا نموذجا مملا بالصبر ـ أشو رجعت تنتقد ؟! ـ ..وإلا فإن العجب العجاب هو العنوان الأوسع لتعاملهم مع قادة سياسيين متآمرين على مستقبل العراق والعراقيين، قادة لا يكتفون بالكيد السياسي ولا بالمناورات التي عطلت مسيرة التحول الديمقراطي، بل أستغلوا وجودهم في مواقع الدولة كشركاء لتدمير هذه الدولة، وفي معظم الأحوال كان القتل أداتهم المفضلة في عملية التدمير، فهو أقصر الطرق في حساباتهم للوصول الى غاياتهم الخبيثة، ولم يكن قتلا فرديا لهذا الخصم أو ذاك فقط، وإن كان عدد الذين قتلوهم كبير وكبير جدا، لكنهم كانوا يقتلون بالجملة بالمفخخات ووسائل التدمير والقتل الجماعي الأخرى، ولم يوفروا سلاحا فتاكا إلا وأستخدموه..ومع خروج قوات الأحتلال وهي تجر اذيال الهزيمة، حاولوا أن يضربوا ضربتهم الكبرى بالأستيلاء على السلطة ليعيدوا إنتاج النظام الصدامي البغيض تحت عنوان جديد ...ومرة أخرى أعجب عجبا عجابا وقد علمنا أنه قد مضى زمن طويل على الكتل السياسية الكبرى والأجهزة الأمنية والأستخبارية والحكومة ورئيس الوزراء و"الروس واليابانيين والناس أجمعين" كما يقول المنفلوطي، وهم يعلمون أن الشركاء قتلة محترفين ولا يجيدون غير هذه الحرفة التي أتقنوها أيما أتقان، ومع ذلك تراهم ساكتين راضين بالجلوس معهم تحت سقف واحد هو البرلمان... كلام قبل السلام: بئس السقف الذي يجمع الأخيار والأشرار تحت ظلاله، وهو ليس إلا نسخة رديئة بمقاعد ومثيرة من سقيفة بني ساعدة..!سلام...
https://telegram.me/buratha