المقالات

الإعلام الفيلي والمسؤولية التأريخية

930 12:56:00 2011-12-21

علي حسين غلام

إضحى الإعلام مؤسسة حيوية وركيزة أساسية في بناء وتطور الدول والمجتمعات بل بات يعتبر من المقومات والقواعد الأساسية الدالة على مستوى الثقافة والتطور الفكري للشعوب، وللإعلام الحديث دور فعّال في تغير واقع حياة المجتمعات والنهوض بها بما يتلائم وظروف الحداثة والتجدد، وكذلك له قوة تأثيرية فاعلة في السيطرة والتحكم في عقل وآراء الأفراد وحتى السلوك وفق تكتيك وإستراتيجية إعلامية ممنهجة، والدلائل والشواهد كثيرة في عالمنا المعاصر اليوم حيث أصبح للإعلام دور في إسقاط أنظمة دكتاتورية كما في (الجحيم العربي) ، وتغيير المسارات السياسية للدول وإخضاعها وتسيرها بما ترتأيها الإمبراطوريات الإعلامية للدول المتنفذة وأصحاب القرار العالمي ، والإعلام سلاح ذو حدين يمكن أستغلاله بشكل مهني حر ونزيه لينال بشرف وإستحقاق عنوان السلطة الرابعة أو سلاح مدمر من خلال إعلام حق يراد به باطل أوتأويل الحقائق بما ينسجم والنوايا الخبيثة للمؤسسات التي تعنى بهذا الموضوع. في الحقيقة إن الإعلام الفيلي ضعيف في حجمه وقدرته وكذلك في الوسائل والتقنيات المستخدمة بالقدر الذي لايمكن مقارنته مع أي إعلام قريب للمكونات العراقية الأخرى، وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة والصعبة والتي فيها الأمة الفيلية بحاجة ماسة لمساهمات الإعلام في تحقيق أهدافها وغايتها وتذليل التناقضات ومعالجة الإختلافات وتسوية الخلافات والتصدي للصراعات السياسية المفتعلة بدوافع شخصية أو جهوية، ويقع على عاتق الأعلام الفيلي مسؤولية تأريخية كبيرة لتغيير المفاهيم البالية والأفكار النمطية الهدامة والصور السوداوية التقليدية التي لازمت المكون منذ نشوء الدولة العراقية وإلى هذه اللحظة، إن الإيمان المطلق بعدالة القضية الفيلية دافع أساسي لإنتهاج اسلوب كتابي وخطابي معرفي وعقلاني معتدل يلهم الوجدان والعواطف للجماهير من أجل التوحد ورص الصفوف ويحفز الطاقات والقدرات الكامنة للنهوض بالواقع الفيلي الساكن والإستفاقه من سبات الخوف والإتكالية والتحرك بإتجاه تضميد جراحات المظلومية وابراز المنتقاة منها بما ينسجم والمتطلبات المرحلية والإبتعاد عن التهويل والتباكي في زمكانية غير مناسبة لكي لاتصبح المظلومية مادة سمجة وتكرار مزعج، وتحديد المطاليب بما يتلاءم ويتزامن مع التوافقات السياسية والإستحقاقات الوطنية وطرحها وفق مفهوم الأوليات والضروريات الملحة وعدم الوقوف عند مفترق المتاهات والعشوائية في إختيار هذه المطاليب والتي ربما ترتبط بمصالح فردية أوحاجات آنية ليست ذات قيمة وجدوى ولا تخدم المصالح العليا للمكون الفيلي، والأهم من كل ذلك هو تخصيب الإستقراء وزيادة الوعي والإدراك لدى المواطن الفيلي لمعرفة المخاطر السياسية والإجتماعية التي سوف تلحق بالمكون طالما هناك قلة من الشخصيات المهوسة بالتصارع والتهالف لبعض الطفيليين بطرق غير مشروعة من أجل مكاسب مادية أوالإستحواذ على المناصب وشق عصى الفيلية فضلاً عن وضع آلية لكيفية إستيعاب وإحتواء هؤلاء وفق المقولة (الف صديق ولا عدو واحد)، إن تطوير إعلامنا وتنويع وسائله وتقنياته بما يتلائم والأحداث الراهنة سيكون حافزاً لكسب اكبر قدر من الجمهور وعلى مختلف مستوياتهم خصوصاً إذا تمت مخاطبته بالكلمة الوطنية والصادقة الهادفة لترسيخ معاني الأخوة والمحبة والإيثار وغرس روح التعاون والإلفة والتآزر والدفع بإتجاه العمل الجماعي وبالعقل الجمعي وتوحيد الجهود للقيام بالأدوار المختلفة المطلوبة والمبادرة الى توثيق العلاقات والأواصر الأجتماعية بين أبناء هذا المكون لما تقتضيه المصلحة الفيلية العليا، إضافة إلى إشاعة وإرساء ثقافة قبول الآخر والذي سيؤسس للإنطلاق الى الإجتماع والإجماع الإجتماعي والسياسي ضمن إطار الحوار البناء تتلاقح فيها الأفكار لولادة فلسفة ورؤى فيلية جديدة ومقبولة من الجميع كونهم قد شاركوا وأسهموا في صياغتها وبلورة معالمها وحدودها إضافة الى تحديد ملامح الهوية الفيلية من حيث الذات والمضمون والآرث التاريخي، ومن هذا المنطلق شرع المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين الى تشكيل رابطة (الإعلام الفيلي) بعد أن شخصت وجود نخبة إعلامية متميزة ومثقفة تعتبر ذخيرة هذه الأمة ومنجم كنزها الثمين وينبوعها الذي لاينضب والذي يبعث الأمل والتفاؤل بالمستقبل ويفجر براكين الفرح في القلوب ويثلج الصدور لما يمتلكون من مؤهلات وخبرات ومهنية ناهيك عن الروحية المفعمة بالحيوية والنشاط والتفاعلية وقدرات للتحرك بأتجاهات مختلفة لملأ الساحة الإعلامية الفارغة وتحمل المسؤولية للتصدي للمهام الإعلامية بكل جوانبها بما يعكس الوجه المستنير والمشرق لهذا المكون الذي يستحق من الجميع دون إستثناء التضحية بالغالي والنفيس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-12-22
واخيرا ياأخ غلام اتمنى لكم التوفيق في كشف مظالم الكورد الفيلية ودون حجبها للااجيال القادمة كي لاتتكرر.. معلومة ابنائي يتمنون زيارة العراق.. لااستطيع ذهاب بهم... اقول لهم عندما اعثر على قبور اخوتي اقسم باللّه سنذهب جميعا. وربما اعلق اكثر عند المساء ....
زهراء محمد
2011-12-22
يعني الانسان حتى لو لم يتأذى من الدكتاتور لكن على الاقل مراعاة لمشاعر.ثم الشخصيات التي تتكلم عن الفيلية هم بعيدين بعد السماء عن تراب.الظاهر الذين دخلو العراق وارتقى المناصب لايهمهم ماجرى فقد طوي صفحة تقطر دما فيه جرائم لاتستطيع ان تصفها.. انظر الى اعلام الغرب مع رتوشها لكن فيه مصداقية ورأي حر ...ترى لحد هذه الساعة هناك افلام تعرض عن الجرائم التي ارتكبت في الحربين الاولى والثانية مع انه جرى بين بلدان؟؟نحن مجرم قذر مثل صدام وزبانيته تففن بقتل احبتنا وطوينا عليه صفحة لانه يخدش مشاعر المسؤول؟؟
زهراء محمد
2011-12-22
ياأخ غلام .اليوم الكورد الفيلية يجب ان يكون لهم اعلام لكشف كل ((المستور)) لان الذي جرى على الكورد الفيلية ليس بقليل.هناك (جهات) وان كانت تغازل الفيلية لكنها لاتريد بكشف ماجرى عليهم وانت اعلامي داخل العراق تعرف ما عنيه..قبل سنة التقيت بشخصية اتصل بي للقاء به في لندن والتقينى فقلت لماذا هذاالتعتيم على الجرائم التي ارتكبت بحقنا فقال زهراء يجب ان نطوي صفحة ونفتح جديدة؟؟؟!! باللّه عليك هل هذه الشخصية يستحق ان يرتقي منصب مهم والمفروض ان يكون سند للكرد الفيلية.بقيت مصدومة.فقلت يعني انت تؤمن بعفى اللّه
زهراء محمد
2011-12-22
في ذلك العمود الخبري يشرح الرهينة الانكليزي تيري با عزيز هو رجل تخطي السبعينيات من عمره وانه من الموحزن ان يعدم( to be hanged durring the christmas season، اسألكم باللّه الواحد الاحد عندما كان يعلق اخوتنا واحبتنا في اعيادنا اين كان الاعلام الحر حينها؟؟ هذه الكلمات التي صرح بها تيري تؤثر على المشاعرالشارع الانكليزي.زين اين اعلامنا نحن ضحايا صدام ضحايا المقابر الجماعية كم من شباب طارق عزيز قتلهم بيده القذرة اليوم يريد كسب عطف ورئفة الغربيين لانه مسيحي؟ وان كان مسيحي SO WHAT ليكن من يكن مجرم ينال
زهراء محمد
2011-12-22
بعدسلام ياأخ علي غلام: الاعلام من الامور المهمة في البلد المتحضر او المتأخر.. ترى الاعلام مرة يألهه شخصيات ومرة يسقط شخصيات خصوصا عند حمى وصراع الانتخابات..وترى اعلام بعيد عن المصداقيةويقلب الحقائق لجهة معينة او لصالحه الشخصي والقومي حتى وان كان ذلك فيه ضرر للبلد وهناك امثلة كثيرة ومعروفة.. المهم ليلة البارحة قرأت خبر في صحيفة انكليزية بركن منزوي يعني ليس في (الصفحات الاولى) عن المجرم طارق عزيز والذي يتكلم عنه هو Terry Waite الرهينة التي احتجزت قبل اعوام كثيرة وقصته معروفة للجاهل والعالم!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك