علي حسين غلام
إضحى الإعلام مؤسسة حيوية وركيزة أساسية في بناء وتطور الدول والمجتمعات بل بات يعتبر من المقومات والقواعد الأساسية الدالة على مستوى الثقافة والتطور الفكري للشعوب، وللإعلام الحديث دور فعّال في تغير واقع حياة المجتمعات والنهوض بها بما يتلائم وظروف الحداثة والتجدد، وكذلك له قوة تأثيرية فاعلة في السيطرة والتحكم في عقل وآراء الأفراد وحتى السلوك وفق تكتيك وإستراتيجية إعلامية ممنهجة، والدلائل والشواهد كثيرة في عالمنا المعاصر اليوم حيث أصبح للإعلام دور في إسقاط أنظمة دكتاتورية كما في (الجحيم العربي) ، وتغيير المسارات السياسية للدول وإخضاعها وتسيرها بما ترتأيها الإمبراطوريات الإعلامية للدول المتنفذة وأصحاب القرار العالمي ، والإعلام سلاح ذو حدين يمكن أستغلاله بشكل مهني حر ونزيه لينال بشرف وإستحقاق عنوان السلطة الرابعة أو سلاح مدمر من خلال إعلام حق يراد به باطل أوتأويل الحقائق بما ينسجم والنوايا الخبيثة للمؤسسات التي تعنى بهذا الموضوع. في الحقيقة إن الإعلام الفيلي ضعيف في حجمه وقدرته وكذلك في الوسائل والتقنيات المستخدمة بالقدر الذي لايمكن مقارنته مع أي إعلام قريب للمكونات العراقية الأخرى، وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة والصعبة والتي فيها الأمة الفيلية بحاجة ماسة لمساهمات الإعلام في تحقيق أهدافها وغايتها وتذليل التناقضات ومعالجة الإختلافات وتسوية الخلافات والتصدي للصراعات السياسية المفتعلة بدوافع شخصية أو جهوية، ويقع على عاتق الأعلام الفيلي مسؤولية تأريخية كبيرة لتغيير المفاهيم البالية والأفكار النمطية الهدامة والصور السوداوية التقليدية التي لازمت المكون منذ نشوء الدولة العراقية وإلى هذه اللحظة، إن الإيمان المطلق بعدالة القضية الفيلية دافع أساسي لإنتهاج اسلوب كتابي وخطابي معرفي وعقلاني معتدل يلهم الوجدان والعواطف للجماهير من أجل التوحد ورص الصفوف ويحفز الطاقات والقدرات الكامنة للنهوض بالواقع الفيلي الساكن والإستفاقه من سبات الخوف والإتكالية والتحرك بإتجاه تضميد جراحات المظلومية وابراز المنتقاة منها بما ينسجم والمتطلبات المرحلية والإبتعاد عن التهويل والتباكي في زمكانية غير مناسبة لكي لاتصبح المظلومية مادة سمجة وتكرار مزعج، وتحديد المطاليب بما يتلاءم ويتزامن مع التوافقات السياسية والإستحقاقات الوطنية وطرحها وفق مفهوم الأوليات والضروريات الملحة وعدم الوقوف عند مفترق المتاهات والعشوائية في إختيار هذه المطاليب والتي ربما ترتبط بمصالح فردية أوحاجات آنية ليست ذات قيمة وجدوى ولا تخدم المصالح العليا للمكون الفيلي، والأهم من كل ذلك هو تخصيب الإستقراء وزيادة الوعي والإدراك لدى المواطن الفيلي لمعرفة المخاطر السياسية والإجتماعية التي سوف تلحق بالمكون طالما هناك قلة من الشخصيات المهوسة بالتصارع والتهالف لبعض الطفيليين بطرق غير مشروعة من أجل مكاسب مادية أوالإستحواذ على المناصب وشق عصى الفيلية فضلاً عن وضع آلية لكيفية إستيعاب وإحتواء هؤلاء وفق المقولة (الف صديق ولا عدو واحد)، إن تطوير إعلامنا وتنويع وسائله وتقنياته بما يتلائم والأحداث الراهنة سيكون حافزاً لكسب اكبر قدر من الجمهور وعلى مختلف مستوياتهم خصوصاً إذا تمت مخاطبته بالكلمة الوطنية والصادقة الهادفة لترسيخ معاني الأخوة والمحبة والإيثار وغرس روح التعاون والإلفة والتآزر والدفع بإتجاه العمل الجماعي وبالعقل الجمعي وتوحيد الجهود للقيام بالأدوار المختلفة المطلوبة والمبادرة الى توثيق العلاقات والأواصر الأجتماعية بين أبناء هذا المكون لما تقتضيه المصلحة الفيلية العليا، إضافة إلى إشاعة وإرساء ثقافة قبول الآخر والذي سيؤسس للإنطلاق الى الإجتماع والإجماع الإجتماعي والسياسي ضمن إطار الحوار البناء تتلاقح فيها الأفكار لولادة فلسفة ورؤى فيلية جديدة ومقبولة من الجميع كونهم قد شاركوا وأسهموا في صياغتها وبلورة معالمها وحدودها إضافة الى تحديد ملامح الهوية الفيلية من حيث الذات والمضمون والآرث التاريخي، ومن هذا المنطلق شرع المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين الى تشكيل رابطة (الإعلام الفيلي) بعد أن شخصت وجود نخبة إعلامية متميزة ومثقفة تعتبر ذخيرة هذه الأمة ومنجم كنزها الثمين وينبوعها الذي لاينضب والذي يبعث الأمل والتفاؤل بالمستقبل ويفجر براكين الفرح في القلوب ويثلج الصدور لما يمتلكون من مؤهلات وخبرات ومهنية ناهيك عن الروحية المفعمة بالحيوية والنشاط والتفاعلية وقدرات للتحرك بأتجاهات مختلفة لملأ الساحة الإعلامية الفارغة وتحمل المسؤولية للتصدي للمهام الإعلامية بكل جوانبها بما يعكس الوجه المستنير والمشرق لهذا المكون الذي يستحق من الجميع دون إستثناء التضحية بالغالي والنفيس.
https://telegram.me/buratha