المقالات

مقاومة شهيد المحراب بين احتلالين

899 14:56:00 2011-12-22

وسام الجابري

لا شك ان سعادة الشعوب تكتمل بالتحرر والخلاص من الاحتلال فهذه فطرة الانسان التي تربى عليها فكل منا يحمل بداخله هذه النزهة وهي التحرر بشتى الوسائل من الاحتلال بمختلف صوره , ولعل ما مر به العراق خلال حقبة البعث التي حكمته باستعباد طيلة خمسة وثلاثون عاما يعتبر احتلالا مع الاختلاف والفارق حيث ان هذا المحتل لم يكن كعادة المحتلين لبلدان اخرى فلم يكن صدام وعصابته اجانب بل كانوا من نفس طينة وملحة العراقيين لكنهم كانوا ابشع من المحتل .بطبيعة الحال وانطلاقا من نزعتنا وفطرتنا الانسانية الرافضة للظلم والاستبداد تولدت وانفجرت بداخلنا نزعة المقاومة للخلاص من هذا الاحتلال الذي هو اسوء من المحتل الاجنبي عندها تصدى شهيد المحراب لتكليفه الشرعي والاخلاقي للاحتلال الصدامي مقاوما على مدى اكثر من ثلاثين عاما في مواجهة خالدة لم يسلم منها افراد عائلته التي قدمها في طريق التحرير شموعا تنير دروب المجاهدين , شهيد المحراب الذي استطاع ان يلملم شتات المقاومة العراقية واسعة الطيف كان دؤوب الحركة فقد ساهم باقامة مؤتمرات للمعارضة العراقية وهي كانت ثمرة وبوابة لبناء العملية السياسية في مرحلة ما بعد تحرير العراق من احتلال صدام وزبانيته.وفي ظل الظروف التي رافقت المعارضة العراقية كمقاومين للاحتلال البعثي وتعاطيا مع الدور الامريكي الذي برز كقوة واقعية جاءت محتلة لتحرير بلد محتل عندها انبرى شهيد المحراب لوضع لبنات المقاومة للاحتلال الجديد من خلال رؤى واضحة وضعها ودعا اليها في خطب الجمعة التي تصدى لها على مدى اربعة عشر اسبوعا الى حين استشهاده ابتدأها بالمطالبة بارساء الديمقراطية في العراق التي يمكن اعتبار المقاومة السلمية السياسية ولغة الحوار هما من ثمراتها التي سوف تساهم بالخلاص من محتل بعد ان عجزت لغة السلاح والعنف ان تساعدنا بالتحرر من الاحتلال السابق , شهيد المحراب مثلما طالب بالمقاومة السلمية فأنه اعتبر اقرار دستور يكتب بايادي عراقية والدعوة الى انتخابات مبكرة تساهم بتشكيل حكومة شرعية منتخبة هو الوهجة الاولى التي تساهم وتعجل بخروج الاحتلال وفعلا اعترف هذا الاخير بان هذه الخطوة هي من ساهمت بخروجهم وفق خطة الانسحاب التدريجي ضمن اتفاقية الاطار الستراتيجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك