المقالات

حذار من الكمائن السياسية . . !!

1074 09:12:00 2011-12-24

كريم الوائلي

ضحايا استبداد الحكومات السابقة في العراق لا يستبعدون ضلوع هذا الشخص او ذاك من شركاء العملية السياسية في عمليات ارهابية والفيصل المقبول في ذلك هو القضاء وفي كل البلدان الديمقراطية التي يتمتع بها القضاء بالاستقلالية يحال كبار الساسة الى القضاء بتهم مختلفة ولا يعد ذلك انهيارا لمؤسسات بلدانهم ، غير ان ذلك يختلف بنسب متفاوته في البلدان ذات التجربة الديمقراطية الفتية ومنها على وجه التحديد العراق ، وعلى ذلك فأن اتهام اية شخصية بتهمة الارهاب او الفساد من الامور العادية في النظم الديمقراطية ولا يحتاج المتهم الى الدفاع عن نفسه من خلال الاعلام واطلاق التهديد والوعيد وكيل التهم الى الآخرين والتحريض على قتل المواطنين العزّل ومن ثم اتهام الخصم بهذا الفعل المشين ، وما يجب على المتهم فعله هو الوقوف بثبات واتزان امام القضاء واذا اثبت برائته يكون قد فاز بثقة العراقيين واحترامهم .وفي العراق تحتاج ادارة البلاد الى الكثير من التحقق والتمحيص ولا سيما من اطراف (التحالف الوطني) وهي الكتلة التي توصف بالحاكمة ، وليس من الحكمة ان تثار الازم في العراق دفعة واحدة وفي توقيت خاطئ خاصة وان جرائم الابادة الجماعية والفساد والاغتيال السياسي لا تلغى بالتقادم ، وهناك ما يكفي من الوقت امام الحكومة لفتح الملفات الواحد تلو الاخر وبالتزامن مع تطورات الفاعل السياسي وبالتوقيتات المناسبة .ان اثارة بعض الملفات في هذا الوقت بالذات من شأنه ان يبعث برسائل خاطئة الى مختلف الجهات خاصة وان الانسحاب الامريكي من العراق قد مضى عليه بضع ايام ، وما كاد ان ينتهي بعد ، وكثير من الجهات الامريكية المؤثرة في القرار السياسي الامريكي غير راضية على الانسحاب من العراق وان الوضع الاقلمي الراهن لا يساعد على تفهم الحالة العراقية ، كما ان اعداء المشروع الوطني العراقي وخصوم الديمقراطية في العراق (في الداخل) ما زالوا يتمتعون بالقوة والتأثير وبأمكانهم ان يوقعوا الصدمات الامنية المضادة كما حصل يوم (امس) الخميس الدامي ، وكان على الحكومة ان تتوقع من اعداء العملية السياسية ومن خصومها استغلال كل خطأ لصالحهم وحصول ردود افعال عنيفة ومتعددة ومن جهات مختلفة ، وكانت الهجمات الارهابية الاخيرة التي فاق عديدها ال12 تفجيرا وبتوقيت منسق وامكنة منتقات بقصدية تشير الى ان هناك مخزون كبير من الوسائل التدميرية المعدة مسبقا لضرف سياسي بعينه وان الجهات التي تقف خلفها قد اعدتها بعناية تنم عن وجود تنظيم محترف ومتحرك بمرونة عالية ومتغلغل في كل المنظومات المدنية والعسكرية وتفيد القراءة المتأنية للازمة الراهنة انها قد ضخت بمفاعيل تحريضية من اطراف داخلية وخارجية وانها مفتوحة نحو تطورات وتداعيات تستنفد كل مخزونها المضاد . وما حصل من تداعيات امنية وسياسية بلغت ذروتها يوم الخميس الدامي جاءت بعد زيارة ناجحة قام بها السيد رئيس الوزراء الى الولايات الامريكية المتحدة ، وعلى خلفية فتح الملفات المسكوت عنها انطلقت الاتهامات من الصحافة الامريكية مصورة الاحداث على اساس مختلق يفيد بأن هناك ((حكومة شيعية )) استغلت الانسحاب الامريكي ((لتهميش الاقلية السنية)) ، وبعض التحليلات السياسية ذهبت الى ان المالكي قد تلقي الضوء الاخضر من الجانب الامريكي بفتح ملفات الخروقات التي تورطت بها شخوص مشاركة في العملية السياسية وكان بأمكان السيد المالكي التريث الى حين اثبات قدرة الاجهزة الامنية العراقبة على ضبط الوضع الامني الى حد لا يهتز معه الاستقرار الامني لمجرد البدء بفتح ملفات لا بد من فتحها وكان على رئيس الوزراء عدم اعطاء فرصة للتقولات التي تتهمه بأنتهاج سياسة ((مبيته ضد المكون السني)) مع ان بعض الشخوص المشاركة بالحكومة من المكون السني قد لا يمثلوا السنة في هذه المرحلة وهم مكون كبير وثري بالعناصر الوطنية التي لا يرتق لها الشك ، ولوا ذهبنا الى ما ذهب اليه البعض من ان الجانب الامريكي هو من شجع المالكي على الاسراع بفتح ملفات الخروقات الامنية والفساد فأن ذلك يذكرنا بكمائن سياسية امريكية حدثت في بلدان متعددة من العالم ادت الى تغيير حكومات وحكام . .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2011-12-28
هل هذا فخ وقعنا فيه نحن وحكومتنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك