بقلم:فائز التميمي.
كثيراً ما أرى من كتّاب المقالات والمعلّقين ضجيجاً وسباباً وهمزاً ولمزاً وكلّه يدور لماذا يتحفّظ المجلس في بياناته بشأن الأزمات المختلفة؟. وسأحاول أن أجيب عن ذلك على أن ذلك يمثل رؤيتي الخاصة وليس المجلس الأعلى.
(1) أن أزمات العراق وقضاياة متشابكة بشكل يصعب أحياناً فك واحدة عن الأخرى وفي مثل هكذا وضع فإن الخطاب الثوري والمتشنّج لا يحلّ أزمة ربّما ينفّس عمّا يعانيه الناس ولكن المحصلة غالباً ما تكون سيّئة.
(2) إنَّ من يستطيع المناورة من يكون لديه عدد كبير في الحكومة والبرلمان فمساحته للمناورة أكثر ممن هو ليس بيده القرار وهذا أمر لا يختلف عليه إثنان فمثلاً يستطيع رئيس الوزراء أن يناور ويضغط ويهدد لأن كثيراً من فعاليات الحكومة والدولة تحت مباشرته.وغيره لو ناور فهو كمن لديه طائرة ورقية ويتخيّلها طائرة حقيقية فعندما تبتعد عنه يفقدها.
(3) إن المناورة السياسية تعني عرض مطاليب عالية السقف للوصول الى مطاليب متوسطة وهذا يعني أن ما يرفضه ويستنكره المناور ربما يقبل به بعد ساعة وهانحن نسمع من أحد أعضاء دولة القانون اليوم 26.12.2011م الإثنين هيثم الجبوري أن هنالك محاثات بين العراقية ودولة القانون وهنالك خيارات متعددة وهو متفائل بحل الأزمة. إذن من يخرج بلا حمص بل يخرج وقد صخم وجهه وكسب مزيداً من الأعداء سيكون من لا يقدر على يغيّر تصريحاته أو يشرب عليها ماء بارد.
(4) ليس هنالك تعاون واضح بين فرقاء التحالف الواحد فربما يجتمع هذا بدون علم أولئك ولديهم الأعذار فلماذا يريد البعض المشاركة في "عنتريات صخام الوجه" ولكن لا يشاركون في " عرس المصالحة والتبويس" .
(5) بأي منطق يريد البعض أن يُحمل الآخرين ربما أخطاءً قاموا بها ولم يستشيروا حلفائهم وكانت نتيجتها الأزمة الفلانية ويُطالبهم بالمساندة عند هبوب العواصف فإذا سكنت الأمور نسوا كل شيء ولا أريد أن أنكه الجروح وأقول ماذا كان جزاء المجلس بعد وقوفه مع حكومة السيد المالكي الأولى وبإعترافه عندما كادت أن تسقط .
(6) وربّما يكون الموقف متحفظاً لصعوبة أتخاذ قرار لأن العملية السياسية بصراحة في بعض الأوقات تبدو مشلولة والآليّات معطّلة والملفات محروقة قد يعتبر البعض موقف طارق بن زياد بطولي عندما أحرق سفنهُ ولكن لو خسر لبدلوا المثل: "احمق من حنبقة" ولصار" أحمق من طارق".ولو لجأ البعض في العراق في بعض هذه الازمات الى الطرة والكتبة لما لمته.
(7) إن العناترة ربما لايعرفون أن مواجهة العدو تحتاج الى إستعداد وعدونا دول ومخابرات وشعوب زُيّف عليها التأريخ وكلّها تتحرك ضد العراق نحن بحاجة الى من مثل الخواجة نصير الدين يقف وراء عنتر ليصحح له !! لقد كان عنتر ذلك الزمان هو هولاكو الذي روّضهُ نصير الدين الطوسي (رحمه الله).
(8) إن في يقيني أن بعض أعضاء المجلس لديهم مشاهدات وأمور مطلعين عليها لايمكن كشفها خوفاً على العملية السياسية من تنافضات أو تصرفات عجيبة من الأخوة في التحالف مما يجعلهم متحفظين في بياناتهم . والعنتريات قد تجمع جمهوراً ولكنها لا تبني وطناً.
أصحاب العنتريات يستطيعون الصراخ بصوت عال ولكن لايستطيعون التفكير بهدوء لحظة واحدة فهل يمكن الإعتماد على العنتريات.والمجلس لا يحب أن يقوم بدور عنتر ربما ينتظر دوراً أكثر وقاراً من هذا الدور !.
https://telegram.me/buratha