المقالات

اجواء ما بعد الانسحاب !؟

899 21:54:00 2011-12-27

جواد العطار

اثارت تجاذبات ازمة الاتهامات الاخيرة التي تكللت باصدار مذكرة اعتقال قضائية بحق نائب رئيس الجمهورية؛ نتيجة اعتراف بعض عناصر حمايته وما سبقها من سفره الى السليمانية واستقراره فيها .. وما تلاها بعد يومين من خرق امني خطير بتفجيرات انتحارية بقلب العاصمة بغداد اودى بحياة المئات من الابرياء جرحى وشهداء؛ موجة من التساؤلات تارة والاستنكارات تارة اخرى حول .. هل هذه هي الاجواء الايجابية والمناسبة المطلوب توفرها او التي كنا نتمناها لعمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعد اتمام الانسحاب الامريكي؛ سواء على المستوى السياسي الذي تعطل عمل برلمانه التشريعي او على المستوى الامني الذي عجز عن حماية ارواح الابرياء في اغلب مناطق العاصمة او حتى القضائي الذي اثار باصداره مذكرة؛ القبض؛ الازمة الحالية وغاب تماما عن الساحة او التعقيب او التصريح حول ذات الموضوع ؟ ان سمو القانون وضرورة تطبيقه على الجميع امر لا يختلف عليه في اية دولة تدعي الديمقراطية او تسعى لتطبيقها ، بحيث لا يمكن لاي شخص داخلها امكانية الحصانة من الجزاء في حال ارتكابه لاية اعمال تخل بالامن العام ، خصوصا اذا كانت تلك الاعمال تتعلق باراقة الدم البريء . لذا نحن مطالبون بتعزيز استقلالية القضاء واحترام قراراته والدعوة الى تنفيذها ، لانها جزء رئيسي من متطلبات تعزيز الديمقراطية وترسيخها وسيادة القانون .. اذ من الخطأ الوقوع في مطب تسيس القضاء او الحكم على قراراته مسبقا في قضية نائب الرئيس او في غيرها دون اتباع سياقاته المعروفة والمتبعة . واذا كان من حل للازمة القضائية الحالية فلن يتم الا من خلال ضرورة الاستجابة العاجلة لقرارات القضاء ، لعدة اسباب منها :• المتهم شخصية عامة ( نائب رئيس جمهورية ) ، والاحرى به الاستجابة للقانون والخضوع لقراراته اكثر من غيره .• ضرب المثل من قبله؛ في ان ليس هناك اية شخصية فوق القانون مهما كان منصبها او درجتها الوظيفية او السيادية . • خطورة الموضوع لمساسه بالدم العراقي اولا وبالامن العام ثانيا ، ما يستدعي حسمه والوقوف على حقيقته واعلانها مهما كانت . وان كان من مخرج لهذا الموضوع فان الاعتراض عليه عن طريق الطعون القانونية وتقديم ادلة البراءة ، بديلا منطقيا عن اية طرق اخرى او اللجوء الى الاتفاقات او الصفقات السياسية ، ويبدو ان السيد الهاشمي سائر في هذا الاتجاه ، وقد يكللها بحضوره امام القضاء في بغداد لاثبات براءته كما يؤكد بتصريحاته منذ اعلان مذكرة الاعتقال .لكن للازمة السياسية برمتها؛ بغض النظر عن موضوع مذكرة الاعتقال؛ جوانب متعددة للانفراج ، منها : - سياسي :يدعو كافة الاطراف الى الحكمة والعودة الى طاولة الحوار البناء والمثمر واستغلال المبادرات المطروحة من دعوة اجتماع القوى السياسية الرئاسية؛ ميثاق الشرف الوطني؛ الطاولة المستديرة؛ وحتى دعوة رئيس الوزراء لاجتماع وطني شامل .. وهو ما نحتاجه في هذا الظرف الحرج الذي يلي خروج القوات الامريكية .- امني :يدعو الى اعادة النظر بالخطط الامنية المطبقة ومحاسبة المقصرين واعتماد المعلومة والعمل الاستخباري بديلا عن التواجد العددي .. والبحث الجدي عن مخرج يؤدي لتسمية الوزراء الامنيين حتى لو كان من طرف سياسي واحد ، وهو اهون من ان نبقى بلا وزراء امن او وزراء بالوكالة والمفخخات تعصف بالابرياء دون تمييز .- قضائي :يستوجب من الجميع احترام القضاء وترسيخ استقلاله وعدم اقحامه في الخلافات السياسية . وفيه مستويين : اول : من جانب السياسيين والمواطنين : يحترم القضاء ويؤمن باستقلاله ويخضع لقراراته . ثاني : من جانب السلطة القضائية ذاتها : التي يجب ان تعمل وفق هذا السياق وتثبت بالقول والفعل والتعامل والتنسيق الداخلي ما يظهرها امام السلطات الاخرى بمظهر يمنحها تلك الاستقلالية والقوة والصلاحية .

ان استمرار الاطراف السياسية في تبادل الاتهامات عبر الساحة الاعلامية او اللجوء الى توظيف قرارات القضاء لاغراض سياسية ، او محاولة اقحام الشارع في التحشيد او التأييد لقضية سياسية ما؛ على اية اسس كانت او مبررات او حجج؛ له ما له من المخاطر والنتائج السلبية التي قد لا تحمد عقباها على تنقية اجواء ما بعد الانسحاب .. ان حاضرا او مستقبلا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك