حافظ آل بشارة
لعدم وجود مرجعية سياسية موحدة لهذا البلد الغارق في الخصومات ، ولعدم الالتزام بالهدوء ، ولكثرة اللغو والتصريحات المتضاربة ، ولكثرة التفجيرات والقتل بالكواتم واللواصق ، ولاستفحال الفساد بكل اشكاله ، فقد ظهرت مشاريع متضاربة على السنة الخطباء ، كما تردد هذر متعدد الاتجاهات ، لذا اصبح واجبا على اي متفرج مثلي لا ناقة له ولا جمل في هذه الفوضى ان يتكلم (كانت لي ناقة في مجلس النواب انتهت ولايتها وكان لي جمل في الحكومة اختفى فجأة ليظهر في بلد الثلوج مع انه صحراوي في الشكل والمضمون) يجب تنبيه الساسة الى ما يجوز وما لا يجوز ، خاصة وان بعضهم له الف ناقة وجمل في هذه المعركة ، ومن اهم الامور غير الجائزة راهنا : 1- لا يجوز التغاضي عن دعوة الجلوس الى المائدة المستديرة ولكن بشرط تحديد المواضيع التي يجب ان تناقش وتحديد من هو الحكم فيها . 2- لا يجوز التحدث في موضوع اجراء انتخابات تشريعية مبكرة في العراق بهذه السهولة ، لأن الخلاف الحالي ليس حول نتائج الانتخابات ، خاصة وان المفوضية منحلة ، وفرص التزوير اصبحت اكثر ، والاسماء المثيرة للجدل سوف ترشح وتفوز نفسها ولا يتغير شيء .3- لا يجوز لبعض الساسة الكرد ان يقدم اصول العشائر العربية في الضيافة فيقوم أخ كردي باستضافة أخ تركماني متهم على الطريقة العربية ! ما شاء الله ، تصرف مذهل يؤدي الى تحدي سلطة القضاء العراقي ، لا بأس ولكن الضيافة عند العرب 3 ايام فقط . 4- لا يجوز التحدث عن تشكيل حكومة اغلبية سياسية في مثل هذه الظروف العصيبة لأن شبكات الارهاب وحواضنها تذبح وتدمر سواء كانت الحكومة حكومة مشاركة او حكومة اغلبية وليست المشكلة نوع الحكومة بل المشكلة هي الفشل الوطني في استئصال الارهاب . 5- لا يجوز التحدث عن اعادة بناء القوات المسلحة في مثل هذه الاجواء من الارهاب والفساد والاستقطاب السياسي الحاد خشية ان تقع في يد طرف ما فيستخدمها لقمع الآخرين . 6- لا يجوز تسليم اموال موازنة السنة المقبلة التي تزيد عن مئة مليار دولار الى الوزارات والمحافظات في هذه الظروف المتلاطمة والانتظار ريثما يعود الهدوء وتحل الأزمة السياسية خشية ان ينهبها قوم متربصون تعمل الازمات على شحذ ذكاءهم اللصوصي . 7- لا يجوز التعويل على وجود بقايا المخابرات الامريكية في البلاد وتصريحاتهم القائلة بأنهم يعلمون بأن عصابات القاعدة هي التي نفذت مجزرة الخميس الدامي ، فهؤلاء متفرجون ولا يقف بوجه الارهاب الا العراقيون الذين ذاقوا منه الأمرين . 8- أخيرا لا يجوز للسياسي الذكي ان يتصور نفسه (مخ رهيب ولوتي ولاعب على الحبال ) عندما يريد ان (يشبك لحيه بلحيه) ويقدم مصالحه ويعد الآخرين اغبياء ، فقد فعلها من قبل اخوانه الاشد قوة كصدام والقذافي ومبارك وبن علي والبقية في الدور ، وانتهوا الى ما تعلمون ومن لا يتعض بهؤلاء الطواغيت فهو مجنون .
https://telegram.me/buratha