المقالات

حكومة الاغلبية , عودة الى الوراء

913 17:19:00 2011-12-28

الكاتب:عمار احمد

تطلب تشكيل الحكومة الحالية حوالي تسعة اشهر، ومع ذلك فأن تشكيلها كان ناقصا، اذ بقيت عدة وزارات وابرزها الوزارات الامنية -الدفاع والداخلية والامن الوطني-شاغرة وقد شغلت بالوكالة من قبل رئيس الوزراء لعدة اشهر ثم اوكلت شؤونها لاشخاص اخرين بالوكالة ايضا، وطبيعي ان تسعة اشهر لتشكيل الحكومة -أي حكومة-هي فترة طويلة جدا، وقد سجلت القوى السياسية العراقية المعنية رقما قياسا، حيث ان الرقم القياسي المسجل سابقا كأقصى فترة لتشكيل الحكومة كان في هولندا عام 1977، وكانت سبعة اشهر.ورغم ان تعطل وتأخير تشكيل الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية العام كل هذا الوقت ينطوي على مؤشرات سلبية كثيرة، الا ان حقائق الواقع السياسي في العراق بعد الاطاحة بنظام صدام فرضت سياقات واجراءات مختلفة، وطريقة علاقات وتحالفات حساسة وقلقة، وتوافقات لابد منها من اجل التخفيف من حدة المشاكل والازمات والاحتقانات، والعمل على توفير ارضيات وظروف مناسبة للاصلاح والتغيير على الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والثقافية.كان لابد من التأخير والتعطيل لتشكيل حكومة تستوعب اكبر قدر من الوان ومكونات الطيف السياسي في العراق، ولم يكن متوقعا من الناحية المنطقية ان تختفي وتنتهي المشاكل بتشكيل الحكومة، ولكن القضية المهمة التي لايمكن التغاضي عنها هي انه لو كانت قد شكلت حكومة اغلبية سياسية من الكتلة البرلمانية الاكبر ومعها كتلة اخرى، وتمو تجاوز الشركاء الاخرين لكانت المشاكل والازمات المترتبة اكثر بكثير من المتوقعة والتي ظهرت فيما بعد.وحكومة التوافقات ليست صيغة مثالية او نموذجية ابدا، وهذا مايتفق عليه المشاركين فيها وغير المشاركين، لكنها في هذه المرحلة وعلى المدى المنظور افضل من سواها ولاتوجد صيغة اخرى افضل منها. وقد يأتي شخص ما ليسأل .. وكيف السبيل لحل المشاكل والتغلب عليها ومنع توسعها واستفحالها. والجواب ببساطة هو .. ينبغي ان يتم مليء الفراغات التي لم يكن ممكنا ملئها في البداية،والالتزام بالاتفاقات السياسية التي انتجت الحكومة، والاحتكام الى الدستور على مافيه من ثغرات وهفوات وضعف، مع العمل الجاد والمتواصل لسد وردم وتلافي تلك الثغرات والهفوات وذلك الضعف، واحترام مبدأ الفصل بين السلطات وعدم التمدد على مساحات وصلاحيات ووظائف ومهام السلطة القضائية او السلطة التشريعية.تأزم الوضع السياسي في البلاد في هذه المرحلة، لم يكن بسبب اللجوء الى مبدأ التوافقات والشراكة بقدر ما يرتبط مثلما قال وتحدث الكثيرون بأزمة كبيرة وخانقة نراها تستفحل يوما بعد اخر وهي عدم الثقة، متزامنا معها ومترافقا اتباع سياسة الكيل بمكيالين من قبل الحكومة وبعض القوى السياسية حيال قضايا خطيرة تؤثر على المواطن العادي وتمس اوضاعه الحياتية في الصميم... والحديث عن ان حكومة الاغلبية هي بمثابة قارب النجاة والمنقذ والمخلص فيه ابتعاد كبير عن الواقع، او بعبارة اخرى يعدا هروبا من الواقع الى الامام، والهروب الى الامام اكثر خطورة من الهروب الى الورءا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زائر
2011-12-28
هل الامر غائب عن اذهانكم إم ماذا هناك طرف لايريد الشراكة والغرض الاساسي هو تخريب العملية برمتها , السؤال لماذا تمت المشاركة . والجواب هو لتناحر الائتلاف سابقا ولاحقا . وقد سمعت دعوات كثيرة من موقعكم على هذه الشراكة العقيمة وتزكية اطراف إرهابية ومجرمة . في ضل التطورات في المنطقة واختلاف وجهات النظر داخل الائتلاف فمن المؤكد بات من غير الممكن الذهاب الى حكومة الأغلبية , ويبدو ان هذا التشرذم يحتاج الى دراسة الشخصية العراقية فسلوكها على مر التاريخ هو تضيع الفرص .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك