حميد الموسوي
وفي كل عام ... وعند توديعنا لعام واستقبالنا لعام جديد كان اهلنا يرددون وكنا معهم نردد صغارا وكبارا : اللهم ارزقنا خير هذا العام وخير مافيه وخير ما بعده واصرف عنا شر هذا العام وشر ما فيه وشر ما بعده ... ونردد ان شاء الله هل عام احسن الاعوام ... ويظل الفقراء يسالون : على شنهو دارت السنة ؟ولا اعلم لماذا ربطوا دورة السنة بالحيوانات , فمرة يقولون السنة دارت على ارنب ومرة على دب ومرة على قرد ومرة على نمر ومرة على حية , وهكذا حتى اذا استقرت الاراء الفلكية على حيوان معين تبدا مرحلة تحليل نوع وصفات وطباع وسلوكيات ذلك الحيوان ... شيحب .. اشيكره ..اشياكل اشيشرب .. هادي .. شرس .. مفترس .. مسالم .. وكح .. يسبح .. يطير .. يمشي .. يزحف .. يكمز .. ينطح ... ايعض .. ايخرمش .. ايفرخ .. ايبيض ..؟وحسب النتائج المستخلصة من هذه الدراسة التحليلية المعمقة يعرفون راسهم من رجليهم ويبنون نتائج مستقبلية ومردودات وخير وشر العام الجديد على تخمينات وتصورات تتعلق بالحيوان ( المكرود) المحشور في القضية رغم انفه , ويبدوان هذا العرف عالمي وخاصة في القارة الاسيوية , اذ في السنين الاخيرة اخذت الفضائيات تتناقل انباء عن ( دورة السنة ) تتزامن مع الاسبوع الاخير من العام وقبل يوم او يومين من العام الجديد , يتم الاعلان فيها عن الحيوان المرشح حيث تبدا المهرجانات والكرنفالات مجسدة ذلك الحيوان في دمى والعاب وبالونات تجوب الشوارع والساحات وخاصة في الصين واليابان وكوريا وانتقلت العدوى سنويا الى بلدان العالم اجمع وكثيرا ما تصاحب الاحتفالات عيد الميلاد وراس السنة .وبرغم تبدل الحيوانات في كل الاعوام ومن عام الى عام ورغم تنوع واختلاف صفاتها والوانها وانواعها واسمائها وطباعها وسلوكها ظل اهلنا على طبيعتهم وطيبتهم المعهودة يرددون ... لكنهم لم يرزقوا خير العام وخير ما فيه وخير ما بعده ولم يصرف عنهم شر العام وشر ما فيه وشر ما بعده .. وظلوا على حالهم .. وماتوا على حالهم .. وانتقلت عدواهم جينيا .. اوبفعل طواغيت السنين ورثناها طائعين او مرغمين .وسنظل نردد ما رددوا صابرين .اريد ان استبق الاحداث بتوقع حيوان العام الجديد .. اتوقع انها ستدور على اخطبوط .. لان شكلها حيل متلخبط ومتشربك ومتخربط كما يبدو وكما تشير احداث الاسبوع الاخير من العام الذي سيسمى ماضيا .. وليزعل علي الفلكيون براحتهم .
https://telegram.me/buratha