قلم : سامي جواد كاظم
ان من ضروريات البحث والتحليل هو النظر الى خفايا الحدث والحديث والابعاد التي لا تكون ظاهرة امام القاريء الكريم ومنها نستدل على الحق ونكشف الباطل وافضل الطرق عندما تكون ادوات البحث ومصادر الحدث هي كتب المخالف فتكون النتيجة مؤثرة ودليل عليهم لاهل الحق ، وكثيرة جدا هي الاحاديث التي نمر عليها مر الكرام او الانقياد الى المعنى الظاهري له او المعنى الذي نتاثر به بل حتى تصنيف الاحاديث ضمن فصول تعنون حسب فكرة الاحاديث تؤدي الى الجمود الفكري ، ومن بين هذه الاحاديث هذه الرواية التي بطلاها ابن عباس والخليفة الثاني ونصها " فقال اي الخليفة الثاني : يابن عباس ، أتدري ما منع الناس منكم ؟ قال : لا ، قال : لكني أدري .قال : ما هو ؟ قال : كرهتْ قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فيجخِفوا جِخْفا(تكبرا) ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت المصادر( شرح النهج لابن ابي الحديد ج 12 ص 52 ـ 55، تاريخ الطبري ج 4 ص 223، الكامل لابن الاثير ج 3 ص 62 (في حوادث سنة 23)، الايضاح لابن شاذان ص 87)هذه الرواية تمنح الخليفة الثاني لقب مؤسس العلمانية بدلا من مارتن لوثر وقد اعتمدت على مر العصور حتى وقتنا هذا ، ولكن الاهم في الرواية هي ليست اقرار الخليفة بان قريش تكره اهل بيت النبوة عليهم السلام نعم انهم يكرهون من هدم اصنامهم وقتل ابطالهم المشركين وهذا المجال يستحق اكثر من مقال ، ولكن الابعاد الاخرى للحديث هي الاهم والادحض لحججهم الواهية بخصوص تقديس الصحابة وتفضيلهم على امير المؤمنين علي عليه السلام .الصحبة منحت القداسة لمن عايشها ولا تكون الا لمن شاهد او سمع النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فلان محمد نبي الله فكل من يشاهده يستحق لقب الصحابة ويكون مقدس هذا لا خلاف عليه عند القوم وليس عند الامامية ولكنني لافرض جدلا صحت هذا رايهم ، اذا النتيجة النهائية بسبب نبوة محمد اصبح الصحابي مقدس .نعود للحديث اعلاه ، المفروض ان وفاة محمد صلى الله عليه واله انتهت النبوة والنبوة هي مجموعة علوم وكرامات ومعاجز الهية يمنحها لانبيائه وتختلف عن من يمنح هذه الامتيازات الا بالمعجزة الا اهل بيت النبي فان اية المباهلة تجعل علي هو نفسه محمد عليهما السلام ، اذا بعد وفاة النبي محمد ( ص) هل انتهى دور النبوة وليس النبوة هنا يجيبنا الخليفة الثاني عندما يقول كرهت قريش ان تجتمع النبوة والخلافة ، فاذا كان محمد قد توفي فاي نبوة قصد بها الخليفة الثاني ؟ تفسير واحد لا يقبل التاويل ان عليا عليه السلام هو من صلب النبوة وهو المؤدي لدور رسول الله النبوي بعد وفاته الا انه يختلف عنه بالمعجزة التي انفرد بها رسول الله (ص ) الا وهي القران الكريم والذي كان صامتا وعلي هو القران الناطق اذا هو من صلب معجزة رسول الله (ص) ايضا والمعجزة تكون بقدرة الهية ، اذا ماهية علي هي بقدرة الهية ، وما كذب ابو ذر الغفاري عندما ساله الخليفة الثاني من مع رسول الله ؟ قال رجلا لا اعرفه وعندما دخل وجد امير المؤمنين عليه السلام فاشتكى لرسول الله بان ابا ذر يقول مع رسول الله رجلا لا اعرفه فطلب رسول الله (ص) ابا ذر وساله عن السب فقال لقد سمعت قولك يارسول الله لعلي هو :" يا علي لا يعرف الله الا انا وانت ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرفك الا انا والله " وانا لست منكم .هذا علي لو اردنا البحث عن ما يحمل فانها تاتي تجسيد لمقولة عمر النبوة والخلافة في بيت بني هاشم ، فالنبوة باقية بعد وفاة رسول الله (ص) في صلبه وتحديدا الاثني عشر الذين ذكرهم بالاسم .هذا اقرار الخليفة الثاني ، اذا منزلة الصحابي هي دون منزلة النبوة التي يحملها امير المؤمنين عليه السلام وكل من يصاحب امير المؤمنين او يسير على نهجه فكانه صاحب رسول الله (ص) وعليه تاتي المعادلة والسؤال هل يجوز تفضيل الصحابة على من كان السبب في منحهم لقب صحابي ؟
https://telegram.me/buratha