ابو هاني الشمري
قبل سقوط الطاغية ابن العوجة لم يحلم احد داخل العراق من الكتابة عبر وسائل الاعلام او الظهور خلالها ليقول ان عصابة تكريت واذنابها اكلت العراق وخير العراق كله وشربت وراءه (كلاص مي بارد) بل ان من يقترب من اسم السيد الرئيس بسوء ولو من مسافة مليون سنة ضوئية فستكون اقل عقوبة ينالها قص الاذن ,والخوازيق والسجن المنفرد وجرجرة اقربائه حتى الدرجة (عشرتالاف) هذا اذا كان الشخص محظوظا اما ان كان من الشروكية الصفويين الروافض او صاحب فأل سئ من غيرهم فإن احواض التيزاب او المثارم البشرية في الشعبة الخامسة ومثيلاتها من دوائر الامن ستكون نهايته السعيدة!!. ولقد شاهدت بأم عيني احد الجنود بقي مسجونا في وحدته مايقارب الخمس سنوات دون ان يعرض على التحقيق او يقابل محامي او يذهب الى محكمة ..وكانت جريمته انه لف حذائه العسكري(البسطال) بجريدة قبل ان يضعه في حقيبته حينما حصل على اجازته الدورية ولبس ملابسه الاعتيادية متهيئا للنزول ولم يدر في خلده انه هذه المرة سيكون طريقه الى السجن وليس البيت والسبب هو ان الجريدة التي لف بها البسطال كانت تحوي على صورة السيد الرئيس القائد!! فكانت نهاية المسكين على يد وضيع نقل قصة الجريدة الى ضابط التوجيه السياسي الذي جعلها قضية تمس كرامة الامة العربية من المحيط الى الخليج ورغم ان الجندي المسكين لايجيد القراءة بشكل سليم ورغم ان كل صفحات الجرائد آنذاك لاتخلو من صورة القائد الملهم وخصوصا في المناسبات التي لم يكن يخلو منها بلدنا المبتلى بهكذا قائد مسخ لان المهنئين كانوا يرسلون التهاني له على شكل اعلانات تملأ صفحات تلك الجرائد اليوم وبعد ان دفنت جيفة هذا المجرم الوضيع ونال مايستحقه... بقي اتباعه داخل وخارج العراق وبمساعدة الدول التي اسقطته لاينفكون يكيلون للشعب العراقي انواع السباب والشتائم ناهيك عن تصديرهم لاعتى المجرمين ليقعوا بأهلنا قتلا وتفجيرا واغتيالا.النظام الاداري في العراق سقط اخلاقيا في الحقبة البعثية حتى لم تبق وزارة او دائرة معينة ابتعدت عنها شبهة الرشوة والسرقة والفساد ... وهذا موضوع اصبح غير خافي على احد...ولكن وللانصاف نقول ان كل السراق والمرتشين اصبحوا هدفا اعلاميا دسما لاتخلومنه الجرائد وهي حسب اعتقادي طريقة مثلى بمعية القانون لتصحيح مسار الدوائر وتقليل الفساد فيها... ففي العراق الجديد لاقدسية لحاكم حتى يثبت انه نزيه ويحافظ على مال الشعب ... اما من سرق فإن كان في العراق فهو يعلم علم اليقين بأن يد العدالة ستطاله إن عاجلا او آجلا ... لانه ان هرب من لجان التدقيق في وزارة المالية فلن يهرب من لجنة النزاهة وان هرب من هذه فسوف لن يهرب من لجنة النزاهة البرلمانية ناهيك عن اليد الضاربة الكبرى للمفسدين .. الا وهي وسائل الاعلام المرئية والمقروءة ..... لهذا نجد ان المفسدين بدأوا يعون جيدا انهم محاصرون رغم كثرتهم!!
هذه الايام بدأت تطفو على السطح وعبر وسائل الاعلام بأن هناك سرقات في عراق مابعد 2003 تجاوزت الثلاثمئة مليار دولار خلال ثماني سنوات ... ورغم ان الرقم غير منطقي ومبالغ فيه لانه يدخل في باب الاتهامات التي لاتستند الى دليل ... او بحساب بسيط فلو فرضنا ان الميزانية السنوية للعراق تصل الى 100 مليار دولار سنويا وهو امر لم يحدث الا في عام 2011 ولكن لنفترض جدلا هذه الفرضية... وان ثلثيها تذهب كموازنة تشغيلية فهذا يعني ان 30 مليار هي الموازنة الاستثمارية .. لهذا فالمبلغ الباقي للاستثمار ولثماني سنوات سيكون 320 مليار واذا فرصنا ان نصفه فعلا تم صرفه على اعادة بناء العراق طيلة تلك السنوات لعرفنا ان مقدار السرقات لايصل الى 40 او خمسين مليار في اسوأ الاحوال وخلال ثماني سنوات... واكثره نزل في جيوب تجار ومقاولين وتوزع قسم منه الى بعض المسؤولين الذين ساهموا في تلك الصفقات المشبوهة. ورغم ان طريقة حسابنا فيها نوع من المبالغة ولكننا افترضناها على سبيل المقارنة لمن يطبل ويهول في وسائل اعلام خليجية مشبوهة تصور ان كل سياسيي العراق فاسدون مرتشون!! وكما يقول المثل (رمتني بدائها وانسلّت) ... وعلى سبيل المقارنة بين سرقات الفاسدين في العراق وسرقات عصابة آل سعود فسنعلم ان لانسبة للمقارنة بين هؤلاء وهؤلاء رغم ان سارق الدينار وسارق الملايين شرعا يسميان سارقان.عصابة آل سعود تصدر 9.5 مليون برميل من النفط يوميا اي مايقارب المليار دولار يوميا يدخل خزينتها من هذا المنتج فقط ... اضف الى ذلك انها اكبر منتج للبتروكيمياويات عالميا وعليكم تقدير ماتحصل عليه من بيع هذه المواد ...عدا ايراداتها من المجالات الاخرى كالحج والعمرة. فمما لاشك فيه ان وارداتها السنوية لاتقل عن 400 مليار دولار .موازنة عام 2010 على سبيل المثال كانت 245 مليار دولار تقريبا ولأن هكذا ارقام لاتظهر على الشعب وانما تبقى في دهاليز عصابة آل سعود فمما لاشك فيه ان شعب الجزيرة لايعرف بالضبط كم هي الاموال الحرام التي يسرقها هؤلاء ويوزعونها بينهم من اجل ترفهم ومغامراتهم الطائشة.لكن في اقل الاحتمالات فإن هذه العصابة تسرق سنويا من الخزينة مايقارب الـ 150 مليار دولار .. او بمعنى آخر يحصل اربعة آلاف شخص من عصابة آل سعود على 150 مليارويشاركون الشعب بالمبلغ الباقي( اليسوا هم من الشعب ويجب ان يأخذوا رواتبهم من خزينته!!) ... وياويل من ينعتهم بالسراق بل على كل شخص من شعب الجزيرة ان يطلق على نفسه اسم (سعودي) وعليه ان يقول اذا ماذكر امامه اسم حاكم آل سعود او احد عائلته (اطال الله عمره) وربما اذا قابل احدهم عليه ان يقبّل يده وانفه ومؤخرته (اليس هو المنعم الكاسي)...فشتان مابين سراق الشعب العراقي الذين فضحهم الشعب امام الناس ويفضح كل من تسول له نفسه السرقة والرشوة وبين حكام الفجور والغدر والجور الذين لايقدر احد من مواطني الجزيرة ان يذكرهم بسوء وهو يراهم يسرقونه نهارا جهارا بل ويطلقون على انفسهم ملوك وامراء واميرات ... ولكن شعب الجزيرة العربية الابي يعلم انهم سراق وقطاع طرق وجراثيم من الدرجة الاولى ومن النوع الفتاك وسيكتشفون المصل الذي يبيدهم قريبا ان شاء الله.
https://telegram.me/buratha