علي حسين غلام
لا نستغرب ولا نتفاجئ حين نسمع أو نشاهد على القنوات الفضائية إعترافات لجرائم ترتكبها بعض الشخصيات المعروفة في العراق، فتجربة السنوات القريبة التي مضت كشفت الكثير وعلمتنا الكثير عن الحقد والبغض والنوايا الخبيثة التي تضمرها تلك النفوس المريضة بهوس القتل والدمار والتخريب، والتي ترتدي جلباب الطائفية الملطخة بدماء الأبرياء وتلبس قناع التدين الريائي وتذرف دموع التماسيح على سجناء الإرهاب، وتحمل بيدٍ سيفاً يقطر دماً وبيدٍ أخرى راية الوطنية المزيفة والخاوية والمرتدة عن عنوانها الحقيقي ويراد بها باطل، ناهيك عن خطابهم السياسي المتشنج الذي تفوح منه رائحة الكراهية ومفردات سمجة مقيتة تشحن الشارع وتهيجه وتثير الفتن، وتبعث برسائل وإشارات وإيحاءات الى القوى الإرهابية لزيادة الهجمات البربرية ضد المواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة وكذلك ضد المؤسسات المدنية والأمنية للدولة، إن هذه الشخصيات تعمل بأجندات خارجية وتهور سياسي متعجرف وتقف بالضد وعائقاً من أجل العبور الناجز من الدولة الطائفية الى الدولة المدنية ومن التوافق السياسي الى الأغلبية السياسية وحكومة ظل معارضة في البرلمان، إضافة إلى إنها لم تستوعب أو تدرك بقصد أو بغير قصد التوجه التغييري والإصلاحي الذي يمر به العراق من حيث كتابة دستور دائم يفصل بين السلطات الثلاثة وإجراء إنتخابات ديمقراطية لتشكيل الحكومة والتداول السلمي لها وإحترام التعدد الفكري والثقافي وحرية الرأي وقبول الآخر ومراعاة حقوق الأقليات، إن قرأنا التاريخ بإمعان تفيض علينا دروساً وعبراً ونستطيع أن نستوحي منه الكثير ... الكثير... ومنها إن هذه الشخصيات لا تستطيع أن تغادر ضفاف السلطة التي تربو وعاشو فيها لقرونٍ مضت ويركبوا سفينة الحرية والديمقراطية الى ضفاف الحقيقة التي غيبت مع سبق الإصرار والترصد، والرضوخ الى العقل والمنطق وقبول الأغلبية من الشعب كشريك أساسي سياسي وإجتماعي، وإن هذه الشخصيات تعمل على تضييق دائرة التوافق السياسي وتوسيع الخلاف والإختلافات بين القوى المشاركة في العملية السياسية، وهي التي خلقت نظرية أزمة الثقة والمصداقية لتكون قنبلة موقوتة تنفجر وفق معطيات داخلية وأجندات خارجية أو لتعكير صفو الوحدة والوئام والتلاحم المصيري والعيش المشترك للشعب العراقي، والأيام القادمة حبلى لتكشف المزيد من هذه الشخصيات التي ترتكب الجرائم الفضيعة بحق الوطن والشعب.
https://telegram.me/buratha