الكاتب:عمار احمد
تمتاز المرحلة الحالية في العراق بمقدار كبير من الحساسية والتعقيد والارتباك، بسبب ظروف ومتغيرات مهمة ، من قبيل انسحاب القوات الاميركية بالكامل، وبروز بعض الحقائق حول الارهاب تتعلق بضلوع شخصيات سياسية عليا في الدولة بدعم ومساندة بعض المجاميع الارهابية، بل وربما الضلوع بصورة مباشر بتنفيذ عمليات ارهابية، اضافة الى ذلك فأن العراق في هذه المرحلة يحتاج الى اعادة ترتيب علاقاته مع المحيط العربي والاقليمي والمجتمع الدولي وفك العقد ومعالجة المشاكل والقضايا العالقة مع بعض الاطراف وخصوصا المجاورة له.وفي مثل هذه الظروف والاوضاع المعقدة والصعبة والحساسة تبرز الحاجة ماسة للغاية لطرح مبادرات وطنية تساهم في حلحلة المشاكل والازمات وتقريب وجهات النظر وتجسير الثقة بين الشركاء السياسيين. والمبادرة الاخيرة لرئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم التي طرحها في كلمته بالملتقى السنوي الرابع لمناهضة العنف ضد المرأة يوم الخميس الماضي، تعد احد ابرز الخطوات الايجابية التي يمكن ان تكسر الجمود وتضع حدا للمراوحة السياسية فيما لو تم التعاطي معها ايجابيا من قبل القوى السياسية وتفعيلها.وتضمنت المبادرة خمس نقاط-او عناوين هي:
اولا . العراق لجميع العراقيين بكل قومياتهم عربا وكردا وتركمان, والقوميات الاخرى, بكل مذاهبهم شيعه وسنة, بكل اديانهم مسلمين ومسيحيين وايزيديين وصابئة, العراق ليس لواحد منا وحده, العراق لنا جميعا ولابد ان نتذكر ذلك جيدا وضمان حقوق أي منا بضمان حقوق الاخر, نحن العرب يجب ان نكون اول المدافعين عن حقوق الكرد والتركمان ونحن المسلمين يجب ان نكون اول المدافعين عن حقوق الصابئة والمسيحيين والايزيديين ونحن الشيعة، يجب ان نكون اول المدافعين عن حقوق السنة وهذا هو شان الآخرين ايضا, لامجال لادارة البلد الا بهذه الشراكة الحقيقية فالعراق للجميع بدون استثناء.ثانيا: استقلالية القضاء وشفافيته وعدم تسييسه، كلها حقائق يجب ان نقف عندها اذا شككنا بالقضاء، شككنا بالملاذ، عندما نختلف اين نذهب، واين المظلة؟ يجب ان نقبل باستقلالية القضاء وبما ينتجه, واذا كانت لدينا مخاوف، فمن حقنا ان نبين له مخاوفنا، ومن حقنا ان يطمأننا القضاء من هذه المخاوف, وهذه ايضا خط احمر واساسي .ثالثا . الذهاب مباشرة الى طاولة الحوار, حوار الشجعان، وحوار الحريصين على هذا البلد، وحينما نقول تهدئة، هذا لا يعني اننا نتجاهل القضاء، لايعني اننا نبريء مجرم او نجرم بريء، القضاء قضاء والتهدئة السياسية والعيش المشترك والاطار المطلوب فيما بيننا ذاك بحث اخر ويجب ان لانخلط بين هذا وذاك,.رابعا . الحوار هو الاساس، وليس ضعفا او جبنا،وليس قلة حكمة او فقدان الفرص، ومن يريد فرصة الحياة ويريد ان يعيش فعليه ان يحاور شركائه، عندما راينا تفاقم الازمات دعونا الى طاولة مستديرة دائمية، لان مشاكل البلد لاتنتهي، اننا بحاجة حقيقية الى حوار صادق وبناء.خامسا . مبدأ الحوار ان نبدأ من حيث انتهينا ولا عودة الى المربعات السابقة، ليس من الصحيح ان نسير ثم نعود الى الوراء فليس من المنطقي والمقبول ان نجلس ونتحدث بأحاديث اتفقنا عليها ومضينا، والالتزام بالعهود والمواثيق شيمة العرب وشيمة المتدينين ويجب ان نكون ملتزمين بعهودنا ومواثيقنا ونبدأ من حيث انتهينا ولا طريق اخر غير هذه الخطوات.هذه المباديء او الخطوات، هي في الواقع بمثابة خارطة طريق صحيحة يمكن ان توصل الى افضل النتائج عبر اقصر الطرق واقل الوقت والجهد، لكن الشيء المهم والاساسي للانطلاق والتحرك هو حسن النوايا وصدق الارادات وتحكيم المباديء والثوابت الوطنية التي تصب في مصلحة كل العراقيين دون استثناء.
https://telegram.me/buratha