المقالات

بانتظار معجزة المؤتمر الوطني /

741 11:35:00 2012-01-03

حافظ آل بشارة

اصبح موضوع المؤتمر الوطني المرتقب يحتل واجهة الاعلام ، ويدعو البعض الى اجتماع للكتل للاتفاق حول موضوعات المؤتمر ، وغير معروف الفرق بين مؤتمر الكتل والمؤتمر الوطني ، جميع الذين يتحدثون للاعلام عن ذلك المؤتمر يشتركون في خطاب استهلاكي شعاراتي ، فهم يستخدمون مفردات معينة مثل ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية ، وحدة الصف الوطني ، تقديم مصلحة الوطن ، التهدئة وعدم التصعيد ، تغليب لغة الحوار ، الابتعاد عن الفتنة ، الفصل بين المسائل القضائية والسياسية ، وما الى ذلك وهي لغة عائمة لا قيمة لها ، يحاول الجميع الابتعاد عن صلب المشكلة خوفا او طمعا وتفضيل هذا النوع من الخطاب السطحي ، وراء الكواليس هناك لغة ثانية ليست للنشر ، الوضع الحالي ومخاطره يجب ان ينتهي الى حل حاسم قد لا يرضي الجميع ، وصاحب الحل المفترض سيستخدم نقاط ضعف القوى السياسية ومأزقها لفرض خياراته ، المؤتمر قد يكون ضروريا للتخفيف من قسوة الحلول المقبلة وليس تجنبها ، اغلب التحالفات اصبحت ضعيفة غير مستعدة للدخول في معركة فاصلة ، وكل من يمارس تصدير تهديدات اكبر من حجمه في هذه الأزمة فهو مؤشر على ضعفه وخوفه الذي يدفعه الى اجراءات تغطية خطابية . في مثل هذه الأزمات تظهر رصانة اي تحالف سياسي ومدى صموده امام عوامل الزعزعة ، فالتحالف صاحب المشروع والاطار الفكري والقيمي والتأريخ النضالي والرؤية الواضحة يستطيع ان يصمد ويعتبر ربحه في بقاءه متمسكا بمشروعه ، أما التحالف الذي اتخذ الوصول الى السلطة هدفا وحيدا له مغلفا بالف شعار كاذب فهو تحالف يقف على شفير هار ، لأن كل وزير او نائب فيه مستعد للتخلي عن تحالفه حفاظا على موقعه اذا حصل على تطمينات كافية من الدولة ، كيف يتخلى القياديون عن مواقعهم ومكاسبهم التي حققوها وهي هدفهم الاوحد في الاول والآخر ؟ هناك تحالفات أخرى اصبحت ضعيفة لكنها تستخدم لغة التهديدات المنقرضة لتغطي على مشاكلها الداخلية وخلافاتها ورعبها من ظهور تيارات بديلة بدأت تسحب البساط من تحتها . دخول بعض التحالفات مرحلة التساقط يخفف كثيرا من عملية خنق مؤسسات الدولة ويريحها ويشجعها على اداء واجباتها الرسمية بلا تحفظ ، القوة القضائية في العراق يمكنها استثمار الفرصة لفتح ملفات الارهاب والجريمة المنظمة والفساد المالي والاداري بقوة وستجد مساندة شعبية هائلة ، يمكن ان يحظى المؤتمر الوطني المرتقب بدعم الناس ايضا اذا نجح في الاتفاق على ترك سلطة القضاء تؤدي واجبها بدون تدخل من أحد ، مع فرض عقوبات على كل من يدافع عن متهم او مدان واعتباره شريكا له ، وعدم استخدام لعبة الملفات من طرف واحد للضغط على المنافسين او الخصوم سياسيا ، وانما فتح ملفات الفساد والارهاب بالتساوي واستهداف القتلة واللصوص من جميع الاطراف بلا تمييز ، فلكل تحالف قتلته ولصوصه الذين يجب التخلي عنهم وتركهم أمام القضاء العراقي الذي لا يظلم عنده أحد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اشرف الزيدي
2012-01-03
الى جميع الاخوة سياسيين ام لا لدي اقتراحين : 1- اقتصار العملية السياسية على المدعوين لحضور المؤتمر لانه من الواضح ان الباقين ليسوا بذي اهمية و كما يقول المثل "ان حضر لا يعد و ان غاب لا يفتقد" 2- استنادا الى رقم واحد يجب تقليل عدد النواب الى السياسيين الفاعلين المدعين لحضور المؤتمر لغرض ضغط نفقات مجلس النواب و تقليل التراشقات السياسية الصادرة من هنا و هناك و الغاء الانتخابات لان المدعوون مدعوون بالتوافق و ليس بالانتخاب و من هلالمال حمل جمال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك