حافظ آل بشارة
اصبح موضوع المؤتمر الوطني المرتقب يحتل واجهة الاعلام ، ويدعو البعض الى اجتماع للكتل للاتفاق حول موضوعات المؤتمر ، وغير معروف الفرق بين مؤتمر الكتل والمؤتمر الوطني ، جميع الذين يتحدثون للاعلام عن ذلك المؤتمر يشتركون في خطاب استهلاكي شعاراتي ، فهم يستخدمون مفردات معينة مثل ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية ، وحدة الصف الوطني ، تقديم مصلحة الوطن ، التهدئة وعدم التصعيد ، تغليب لغة الحوار ، الابتعاد عن الفتنة ، الفصل بين المسائل القضائية والسياسية ، وما الى ذلك وهي لغة عائمة لا قيمة لها ، يحاول الجميع الابتعاد عن صلب المشكلة خوفا او طمعا وتفضيل هذا النوع من الخطاب السطحي ، وراء الكواليس هناك لغة ثانية ليست للنشر ، الوضع الحالي ومخاطره يجب ان ينتهي الى حل حاسم قد لا يرضي الجميع ، وصاحب الحل المفترض سيستخدم نقاط ضعف القوى السياسية ومأزقها لفرض خياراته ، المؤتمر قد يكون ضروريا للتخفيف من قسوة الحلول المقبلة وليس تجنبها ، اغلب التحالفات اصبحت ضعيفة غير مستعدة للدخول في معركة فاصلة ، وكل من يمارس تصدير تهديدات اكبر من حجمه في هذه الأزمة فهو مؤشر على ضعفه وخوفه الذي يدفعه الى اجراءات تغطية خطابية . في مثل هذه الأزمات تظهر رصانة اي تحالف سياسي ومدى صموده امام عوامل الزعزعة ، فالتحالف صاحب المشروع والاطار الفكري والقيمي والتأريخ النضالي والرؤية الواضحة يستطيع ان يصمد ويعتبر ربحه في بقاءه متمسكا بمشروعه ، أما التحالف الذي اتخذ الوصول الى السلطة هدفا وحيدا له مغلفا بالف شعار كاذب فهو تحالف يقف على شفير هار ، لأن كل وزير او نائب فيه مستعد للتخلي عن تحالفه حفاظا على موقعه اذا حصل على تطمينات كافية من الدولة ، كيف يتخلى القياديون عن مواقعهم ومكاسبهم التي حققوها وهي هدفهم الاوحد في الاول والآخر ؟ هناك تحالفات أخرى اصبحت ضعيفة لكنها تستخدم لغة التهديدات المنقرضة لتغطي على مشاكلها الداخلية وخلافاتها ورعبها من ظهور تيارات بديلة بدأت تسحب البساط من تحتها . دخول بعض التحالفات مرحلة التساقط يخفف كثيرا من عملية خنق مؤسسات الدولة ويريحها ويشجعها على اداء واجباتها الرسمية بلا تحفظ ، القوة القضائية في العراق يمكنها استثمار الفرصة لفتح ملفات الارهاب والجريمة المنظمة والفساد المالي والاداري بقوة وستجد مساندة شعبية هائلة ، يمكن ان يحظى المؤتمر الوطني المرتقب بدعم الناس ايضا اذا نجح في الاتفاق على ترك سلطة القضاء تؤدي واجبها بدون تدخل من أحد ، مع فرض عقوبات على كل من يدافع عن متهم او مدان واعتباره شريكا له ، وعدم استخدام لعبة الملفات من طرف واحد للضغط على المنافسين او الخصوم سياسيا ، وانما فتح ملفات الفساد والارهاب بالتساوي واستهداف القتلة واللصوص من جميع الاطراف بلا تمييز ، فلكل تحالف قتلته ولصوصه الذين يجب التخلي عنهم وتركهم أمام القضاء العراقي الذي لا يظلم عنده أحد .
https://telegram.me/buratha