مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش
هل كان ممكنا أن يكون حالنا أفضل مما نحن فيه الآن؟ سؤال ربما يبدو للبعض من الأسئلة التي لا تحتاج الى أجابة، فالأجابة لابد أن تكون طبعا كان..!..فطبعا كان ممكنا أن نكون أكثر حصافة في معالجة مشكلاتنا التي ليس لنا يد في خلقها، فقد وجدنا أنفسنا هكذا شعب معبأ بالأختلاف، وهي ليست سبة أو عيبا، هذا هو قدرنا وربما هذا هو مكمن قوتنا وسر بقائنا كأقدم شعب عرف زراعة الحنطة! وتسألني وما علاقة الحنطة بسر قوتنا، وأحيلك الى أننا أول ناس على وجه الأرض أكتشفوا أن حبة تنبتها الأرض ستنشيء حضارة ومدنية، وأن دولة وحكام وسلاطين وقضاة ستكون هي النموذج لباقي الناس، وأنتجت أرض هذه الحبة التي أكتشف سحرها وفاعليتها الحضارية شخص بقي مجهولا الى يومنا هذا، رجالا ونساء، قادة وعلماء وزراع وعمال وبنائين وحفاري قبور أيضا! وأحتاجت الدولة الى جنود وأمراء يسوسون نساءا وأطفالا وبنات وبنين وكتاب ونحاتين و..نخاسين أيضا مع الأسف..وحول موطن زراعة الحنطة سكنت أقوام قبلنا سادت ثم بادت، ساميين وغير ساميين ، سومريين وأكديين، بابليين وحيثيين ، آشوريين وكلدانيين، عيلاميين وكيشيين، علقت أسماء منهم في ذاكرة الزمن فلم تمحى ليومنا هذا: أوتونابشتم، كلكامش، أنكيدو، أوتوحيكال، لوكال، سرجون، آشوربانيبال، نبوخذ نصر، نبوبلاصر..عبدوا آلهة متعددة، بعضهم عبد قمر وبعضهم عبد حجر، لكن بقيت حبة الحنطة محور حياتنا، الذين سادوا ثم بادوا لم ينقرضوا، بل نحن نتاجهم، عربا وكوردا، تركمانا وشبك، لكننا تقدمنا قليلا في التمحور حول حبة الحنطة، فقد عرفنا من خلقها فعبدناه..فهل تكون حبة الحنطة محور وحدتنا، لنجعلها كذلك..لنجعلها، أستحلفكم بأرواح أمهاتكم أذا توفاهن رب حبة الحنطة، أو بحياتهن إذا كن على قيد الحياة... كلام قبل السلام: لا أفهم الشق الذي في وسط حبة الحنطة إلا أنه يعني أن نصفها لك، ونصفها الآخر لي والعكس صحيح..! سلام.....
https://telegram.me/buratha