المقالات

عام جديد وأمل قريب

794 10:55:00 2012-01-04

جواد العطار

جاءت إطلالة العام الميلادي الجديد بما حملته من صلوات وابتهالات الإخوة المسيحيين بان تعم الطمأنينة والسلام ارض العراق وما شاركهم به المسلمين من دعوات مماثلة في هذه المناسبة وبغيرها من المناسبات ، مختلفة تماما عن سابقاتها .. فمن ناحية تكللت نهاية العام الماضي بإتمام آخر جندي أمريكي الانسحاب من الأراضي العراقية بما يفتح صفحة جديدة من الإدارة الوطنية الذاتية بعيدا عن تدخلات القوة العسكرية الخارجية ، ومن ناحية ثانية سقطت مراهنات ما بعد الاحتلال التي حاكها المتربصين وكتب عنها المتصيدين من ارتباط التجربة السياسية والديمقراطية الحالية بالوجود الأجنبي . هذا الواقع الجميل لم يعكر صفو فرحة الاحتفاء به؛ سوى خلافات القوى السياسية التي ما زالت تعصف بالزمان والمكان دون توقف او هوادة ، فما زالت العراقية ودولة القانون وهما اكبر القوائم الانتخابية الفائزة لم تدرك بعد؛ إن ماراتون العملية الانتخابية قد انتهى والنتائج أفرزت وأعلنت؛ واخذ كل طرف ما يستحقه من مناصب عن رضا وقبول .. وآن الأوان للانصراف عن هذا الدور إلى ادوار أخرى هذا من جانب .. في الجانب ذاته تقف كل القوى السياسية امام مرحلة مفصلية جديدة وهي مرحلة الاستقلال والسيادة التي تشبه الى حد كبير تحولها عام 2003 من المعارضة إلى الحكم ، ويفترض ان تتهيأ لها بشكل مختلف تماما عن الأيام الماضية على اقل تقدير من ناحية :• المسؤولية : التي أصبحت مضاعفة بكافة المقاييس ، على كل القوى السياسية دون استثناء التي آمنت وشاركت بالعملية السياسية والديمقراطية .• الدور : الذي انتقل الى واجهة التمثيل الوطني المباشر وجها لوجه مع الشعب دون أعذار او مبررات بعد الآن بالظرف الاستثنائي او وجود القوات الأمريكية .• الرؤية : التي يجب ان تصل الى النضج على مستوى النظرة والتعامل مع الآخر باعتباره شريك وحليف في بناء وإدارة الوطن . اذن ، لا كيل للاتهامات عبر وسائل الإعلام بعد الآن؛ بل تصفية حسابات على طاولة الحوار .. وان كان من فرصة لاستغلال مناسبة للحوار حول كافة الملفات؛ فان مناسبة العام الجديد او الانسحاب الأمريكي او المرحلة المفصلية في التحول نحو السيادة والاستقلال والشعور بالمسؤولية الوطنية الكبيرة او النضوج والتحول نحو القيادة الوطنية الخالصة او المطلب العقلاني بتصفية الخلافات او الاستجابة الطبيعية لآليات العملية السياسية والديمقراطية بتوزيع الأدوار داخل قبة البرلمان (بين حكومة ومعارضة) بعيدا عن الخلاف والاختلاف او الاستجابة لتطلعات المواطن ومطالبه بتوفير الأجواء الايجابية المناسبة بعد الانسحاب؛ للعيش الكريم والامن والبناء والأعمار وإزالة المشاكل المتعلقة بملف الخدمات ... كل هذه أسباب يفترض ان تدفعنا بلا تفكير للدخول الى طاولة حوار المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية القوى السياسية من المشاركة في الحكومة والبرلمان وغير المشاركة؛ بصفاء ونقاء ينزع عنا كل ما علق من آثار المرحلة التي انتهت بنهاية العام الماضي .. ندخل جميعا قوى وكتل برلمانية وأحزاب وشخصيات سياسية من كافة الأطياف والشرائح والاتجاهات ، بروح القيادة والإرادة السياسية الجادة في إنهاء الخلاف والدافع الوطني الذي يؤسس لحكومة الشراكة والتفاهم والحكم الرشيد القادر على النهوض بكافة الملفات امام التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه البلد في مرحلته الجديدة وعامه الجديد .. بلا شروط أو أحاديث استباقية تتنبأ للحوار دون أدنى سبب الفشل او العراقيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك