/ حافظ آل بشارة
خبر تصدر صحافة العراق أمس فأثار تعليقات متعددة ، خبر تفوح منه رائحة النفط والمال والسياسة ، يقول ان عوائد النفط العراقي لسنة 2011 المنصرمة بلغت 83 مليار دولار ، لكن العجيب ان هناك بكاء حكوميا ونيابيا على العجز الذي حصل في موازنة السنة الماضية ، وتحذير من عجز مماثل لموازنة هذه السنة البالغة 117 ترليون دينار اي 100 مليار دولار والعجز المتوقع فيها يصل الى 17 ترليون دينار . صحيح ان الموازنة صممت على اساس 85 دولارا للبرميل وبصادرات لا تقل عن 6ر2 م ب ي ، الا ان الطاقة التصديرية الحالية لا تزيد عن 2ر2 م ب ي ، تذكروا مشاكل القطاع النفطي وعلى رأسها تقادم الآبار ومكائن الاستخراج وشبكة النقل والانابيب وموانئ التصدير وغيرها ، هجمات الارهاب النفطي هي الاخطر ، فقد اتضح عمليا ان تفجير انابيب نقل النفط يمكن ان يؤدي الى وقف الصادرات وقلب الحسابات المالية التي تعتمدها الحكومة. تدمير قطاع النفط العراقي مطلب ملح لدى كل من يقرر تخريب العملية السياسية ، انزعاج اي شخصية في الحكومة او البرلمان يعقبه تفجير انابيب نفطية ، كثير من الشخصيات يمكن ترجمة غضبهم المصلحي الى السنة لهب تتصاعد في انابيب كركوك او انابيب البصرة اسلوب فيه خليط من الجبن والنذالة الخاصة ، اي مهزلة هذه ؟ قطاع النفط الذي يعني نبض الحياة بالنسبة لهذا البلد يمكن ان يدمره بضعة اوباش سقطة ليعرضوا العراق الى مجاعة ! من يتحدث حاليا عن اصلاح قطاع النفط عليه اولا ان يجد حلا للارهاب النفطي ، حماية قطاع النفط أهم من تطويره ، تدمير القطاع النفطي العراقي مطلب ملح ايضا حين يدخل معادلة التنافس الاقتصادي الستراتيجي في المنطقة ، منظمة اوبك اوكلت الى بعض الدول تعويض حصة العراق في صادراتها عندما اصبح عاجزا عن الوفاء بحصته بعد الدمار والتوقف في قطاعه النفطي بسبب الحروب ، الدول التي أخذت حصة العراق حققت عوائد مالية ضخمة ، وهيمنة سياسية على اوبك ، واصبحت محمية غربيا من التغيير السياسي لارتباطها باستقرار سوق النفط ، اذا نجح العراق في احياء قطاعه النفطي واصبح قادرا على تصدير حصته القديمة والجديدة فهذا يعني سلب امتياز اقتصادي وسياسي من دول أخرى ، فمن صالح تلك العواصم ان يبقى العراق عاجزا في مجال الطاقة وقد ترتبط مشكلة الكهرباء بالموضوع نفسه ، يجب بقاء العراق الى ما شاء الله بلا نفط منافس ولا كهرباء تساعد على التنمية والتطور ، هذه الحقائق قد لاتهز شعرة في شوارب بعض الزلم الخشنة في العملية السياسية ، بل منهم من يتمنى الفشل لبلده لكي يقول ان خصومه فاشلون ! وبعضهم ينفذ تفجيرات النفط بنفسه ويرفع تقاريره الى الدول المستفيدة ويعاهدهم على المضي قدما في تدمير بلده خدمة لاؤلئك الاسياد ، طراز حديث من العمالة موديل 2012 التي يقولون انها سنة نهاية العالم ، ياليتها النهاية فعلا لكي يفنى الظالم والمظلوم سوية ، هذا تفاؤل من موديل سنة 2012 ايضا .
https://telegram.me/buratha