المقالات

بيانات ابطال التحرير /

854 09:40:00 2012-01-05

حافظ آل بشارة

خرج الامريكان من العراق وبدأت سنة جديدة ، وهكذا يقال بأن العراق اصبح محررا ، ويقول مشاكسون ان العراق لم يكن محتلا ليتحرر ، فالجماعة جاءوا لانقاذه من صدام مشكورين ، فهم محررون وليسوا مستعمرين كما قال الجد البريطاني يوم سقوط بغداد 1917 فتبدو القرون متشابهة ، اميركا غزت العراق في عصر انتهاء الاستعمار التنافسي ، دخلت عصر القطب الواحد الذي لا يحتاج الى احتلال بلدان ، بأفول الشيوعية المعادية كل من يصبح ديمقراطيا لبراليا علمانيا في العالم هو صديق لواشنطن ومعسكرها ولا داعي لاحتلاله ، الشعب العراقي كان يرى ان الاحتلال حل مناسب ! وهو ارحم من نظام الزيتوني ، واشنطن حددت دورها منذ مؤتمر لندن المشترك مع المعارضة العراقية في سنة 2002 والذين حضروا المؤتمر يمثلون الشعب العراقي ، المؤتمر رسم مستقبل العراق وحدد ما ستفعله واشنطن لمساعدته ؟ وخطوات العمل وكم تستغرق ، الذين اعلنوا المقاومة ليسوا فئة واحدة ، فهم ما بين بقايا النظام السابق الذين يريدون استعادة السلطة بدعم عربي ، ومجموعات مدعومة اقليميا تعمل لمن ارسلها وليس للعراق ، وجماعات أخرى تعرض عضلاتها وتريد ثمنا سياسيا لالقاء السلاح ، وكان هناك مقاومون شرفاء من ذوي النوايا الخيرة ايضا ، اختلطت هذه التيارات فحدثت فوضى مسلحة لا يعرف رأسها من ذيلها ، اغلبهم تركوا الاحتلال جانبا وأخذوا يذبحون الشعب ويتفننون في ابادته واذلاله وارعابه والتجاوز على حرماته ، ومن ذكريات تلك المقاومة النادرة ان الناس كانوا يلوذون بالاحتلال خوفا منها ! واليوم وبعد الانسحاب الامريكي المعلن على اساس اتفاقية موقعة بين البلدين تتسابق تلك المجموعات لاعلان الانتصار ببيانات تقول انها حررت العراق من الاحتلال ، الناس لا يصدقون لانهم يعرفون التفاصيل وهم من دفعوا الثمن ، ملاحظات كثيرة يسجلها الشارع تعليقا على اعلان الانتصار ، مثلا ليس هناك دليل على ان الامريكان انسحبوا من العراق ، لديهم سفارة يعمل فيها اكثر من 15 الف موظف حسب الاخبار ، ولهم مدربون باقون في العراق لم يحدد بعد عملهم ولا عددهم ، ولهم جيوش جرارة ترابط في قواعد لا تبعد كثيرا عن حدود العراق ، ولهم وجود سري لا نعرف تفاصيله ، وهم بانفسهم قالوا ان مخابراتنا ذات حضور قوي في العراق ، وستأتي شركاتهم العملاقة لتشارك في الاعمار ، خرجوا بقرارهم ، نحن نشجع المقاومة النزيهة ونحترم المقاتلين الذين لم يقتلوا ابناء شعبهم ، ونترحم على الشهداء ولكن الكذب عيب ، يجب التذكير بمنجز المقاومة السلمية ، الجهد السياسي وبناء النظام البديل ، وجهد المرجعية الدينية ودورها ، أما من يرى نفسه بطلا للتحرير المسلح فليكن اليوم بطلا في بناء العراق وحفظ وحدته وأمنه واستقراره السياسي ولو بالتخلي عن مكاسبه الدنيوية ، كيف لو ثبت عمليا ان خلافات ابطال التحرير الاشاوس بعد الانسحاب هي اخطر على الوطن والمواطن من الاحتلال ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك