المقالات

لا تستانسوا طريق الباطل لكثرة سالكيه

3380 11:57:00 2012-01-06

قلم : سامي جواد كاظم

ان ما يحمل الانسان من ايمان بما يعتقد به من مبادئ الخير تكون في اشد محنها عندما يعيش هذا الانسان وسط مجتمع الغالب عليه الباطل بل انه يصبح من الامور الطبيعية واذا ما اتصف شخص ما بالنزاهة او الاقدام على فعل الير ينظر الى هذا العمل بتعجب ، المشكلة بالنفوس ذات الايمان المهزوز او الفارغة من الايمان والشيطان فانها عندما ترى الكثرة وهي تقدم على فعل الباطل ولا رادع يردعهم يهتقد ان هذا الطريق هو الصحيح فيسير معهم ويقدم على اعمالهم واقوالهم ، ومهما كثر الباطل فجهنم يبقى هنالك متسع في جهنم (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ {ق/30} ) .قد يمني البعض نفوسهم اذا ما راوا الكثرة على شاكلتهم وهذا يجعلهم مستانسين لما هم فيه وهذا الاستئناس الفارغ هو دنيوي لهذا جاء حديث الامام علي عليه السلام لسالكي طريق الحق ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) وهذا ينطبق على زمانه وزمان الائمة عليهم السلام من ذريته وزماننا هذا وافضل مصداق لهذا الحديث سيكون عند ظهور صاحب العصر والزمان حيث ان احد الدلائل التي تؤكد ظهوره هي قلة سالكي طريق الحق وهو الوجه الحقيقي للحديث المشهور ( يملأ الارض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا ) ملؤها ظلما وجورا هي قلة سالكي طريق الحق وكثرة سالكي طريق الباطل ، والباطل ليس فقط اغتصاب حقوق بل عدم الامتثال للاحكام الشرعية ، وعدم اعطاء الروح حقها من النفحات الايمانية وهذه بالتالي يترتب عليها فساد الاخلاق ، فالفاسد عندما يكون وسط مجموعة فاسدة لا يفقه معنى الصلاح والخير بل انه يصل الى درجة استئصال ومحاربة كل من يدعو الى الخير ومثل هذه الامور حدثت وتحدث في كثير من المؤسسات العراقية الحكومية بل وحتى القطاع الخاص من شركات مقاولات ومصارف اهلية وجامعات اهلية فالذي يعمل بنزاهة تاتيه التهديدات والمضايقات وحتى تصل الى القتل وقد حصلت كثير من الجرائم بسبب النزاهة .فليست الكثرة في كل الاحوال هي الافضلية فكثير من الحالات تكون الكثرة فاسدة وهذه احدى مساوئ الديمقراطية والتي كثيرا ما تم عزل رئيس البيت الابيض نتيجة خلافات في تطبيق المتفق عليه مع كواليس الكونغرس الامريكي وعندها يضرب تصويت الاكثرية الذين انتخبوه بعرض الحائط ، او حتى انه يتضح فشله في ادارة الحكومة وعندها يكون اختيار الاكثرية خاطئ ، والامر ذاته حدث في العراق فبعض الذين فازوا باكثرية الاصوات ثبت فشلهم فاين صحة خيار الاكثرية التي تتبجح بها الديمقراطية ؟فعلى المسلم الملتزم التمسك بمبادئه وعدم التفريط بها ان لا يغتر بما يرى من حوله من زخارف الدنيا وزبرجها فانها بيوت العناكب ، وصدق رسول الله صلى الله عليه واله عندما قال :" القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهندس عراقي
2012-01-06
اي والله كلامك صحيح 100% اخ سامي رحم الله والديك للتذكير كنت اشتغل قبل سنوات في مشاريع الماء في العراق وعندما كنا نحاسب الشركة المقاولة ونحثهم على الاتزام بمواصفات المشروع التي قبضوا لقاء الالتزام بها ثمنا باهضا دفع المقاول بعض الاغبياء البسطاء لتهديدي وتركت البلد مع العلم ان هذا المشروع كان يخدم هؤلاء الاغبياء البسطاء ويمدهم بالماء الصالح للشرب فهو يغذي 2 مليون مواطن من مدينة الصدر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك