المقالات

نتائج انتفاضة صفر الخالدة عام 1977م

1146 18:50:00 2012-01-07

الشيخ حيدر الربيعاي/ مدير مركز البحوث والدراسات الانسانية في النجف الاشرف ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف

لقد عرف النظام الشمولي البائد في العراق جيدا ان الظلم وعاشوراء نقيضان لا يجتمعان، ولانه كان يخطط لاحكام قبضته الحديدية على العراق بسياسات ظالمة بدات بالتمييز الطائفي والعنصري ولا تنتهي بمطاردة الشرفاء وتكميم الافواه وقمع المعارضة، لذلك فكر اولا في ان يقضي على الجذوة التي تشعل التمرد على الظلم في نفوس العراقيين، وهي ليست الا عاشوراء وذكرى الطف وتضحيات ابا الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين بن علي (ع) فقرر ان يقضي على كل ما يمت بالذكرى من صلة ليقضي على روح الثورة، ليصفو له الجو فيحكم كيف يشاء وباية طريقة ووسائل يريد.فجاءت انتفاضة صفر المظفرة العظيمة في عام 1977 لتجدد روح عاشوراء وقيم كربلاء وتضحيات الامام الحسين (ع) واهل بيته وصحبه الميامين، ولذلك يمكن اعتبار الانتفاضة على انها ديمومة عاشوراء على قاعدة {كل يوم عاشوراء، وكل ارض كربلاء} فلازال هناك ظلم في زمن ما وفي ارض ما، يجب ان تتجدد عاشوراء بقيمها وتضحياتها، لتاخذ على يد الظالم وتوقفه عند حده وتجدد روح الثورة والتمرد على الظلم في نفوس المظلومين.

واليك الحقائق التاريخية التي انبثقت عن انتفاضة صفر الخالدة وهي كالاتي :اولا: ان الانتفاضة هي اول تحدي شعبي جماهيري عام للنظام الديكتاتوري البائد، فهي اذن حولت المواجهة مع النظام من العمل الحزبي النخبوي الى العمل الجماهيري، ولذلك فانها المفصل في عملية التحدي والتغيير.ثانيا: انها اول دماء تراق على الارض في مواجهة شعبية في وضح النهار، وبذلك تكون الانتفاضة قد نقلت وقود الثورة وعملية التغيير من السجون المظلمة الى الشارع وأمام مرأى ومسمع الراي العام.ثالثا: ولاول مرة يكتشف النظام الديكتاتوري مدى حجم الرفض الشعبي لسياساته الرعناء التي تعتمد على تكميم الافواه وعلى التضليل، فيما نبهت العراقيين كذلك الى حجم الظلم الواقع عليهم ليستعدوا لمواجهته.رابعا: كما ان الانتفاضة كانت سببا لوقوع الخلاف والاختلاف في صفوف النظام البائد وقياداته وازلامه، فكلنا يتذكر الموقف الانساني الذي وقفته بعض قيادات النظام آنئذ عندما رفضت التصديق على احكام الاعدام التي اصدرتها المحكمة الصورية الخاصة التي شكلها الطاغية الذليل صدام حسين شخصيا لمحاكمة من شارك في الانتفاضة، هذا الموقف الذي دفعت ثمنه تلك القيادات آجلا بالقتل بعد ان تمت تصفيتهم من قيادة الحزب الحاكم والدولة عاجلا.خامسا : ان انتفاضة صفر الظافرة قد كسرت حاجز الخوف للجماهير من خلال دخولهم في معركة حاسمة مع فلول النظام البعثي الكافر على طريق نجف - كربلاء والتي استمرت للايام المتتالية يوم 17و18 و19 و20 من صفر وتدمير فلول النظام الجائر .كما اكتشف النظام بالانتفاضة ان كل اساليبه التي تعتمد الدعاية والتضليل لم تمض بالعراقيين الذين اثبتوا بانهم على وعي كامل بما يحيكه النظام من سياسات ظالمة يراد بها اسكات الصوت الحر لهذا الشعب الابي.ولولا تلك التضحيات الجسام التي قدمها العراقيون على طريق ذكرى واقعة الطف العظيمة، لما شاهدنا اليوم كل هذا الزحف المليوني الى مرقد سيد الشهداء الامام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة.انه الثمن الذي لابد ان يدفعه اي شعب ينشد العيش بحرية وكرامة، وصدق الشاعر عندما قال:لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم

اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية/ النجف الاشرف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عامر الدليمي
2012-01-08
هل يسجل التاريخ ان عزت مصطفى العاني القيادي البعثي البارز رفض اصدار احكام الاعدام بحق منتفضي صفر مضحيا بوزارة الصحة ومرتضيا الاقصاء القسري طيلة ماتبقى من حكم البعث وهل يتذكر التاريخ بان البديل الذي تولى اصدار احكام الاعدام كان حسن على العامري ..تذكير لكل مثيري النعرات الطائفية المقيتة ..براثا انشري رجاء
الدكتور شريف العراقي
2012-01-08
ولكن مجرمي ضرب الانتفاضة لازالوا يتنفسون
المغترب النجفي / كندا
2012-01-08
كنت من المشاركين في انتفاضة صفر المباركه حيث ادخلت تلك الجموع المؤمنه الرعب في النظام البعثي العفلقي وتحدت طغيانه فسلاما على الشهداء السعداء من انتفاضة صفر وعلى كل الشهداء الذين قضوا في طريق ابي عبد الله الحسين (ع) من الاولين والاخرين الى يوم الدين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك