محمد رشيد القره غولي
الاسطورة التي كتبت عن الملك ارثر الانكليزي ذكرت لاول مرة عن الطاولة المستديرة و هي رمز غايته أن المجتمعون من فرسان المملكة لايوجد بينهم تفاضل بل هم على مستوى واحد، و هذه الفكرة التي سطرها كاتبها اراد منها طمس روح المنافسة الشخصية بين الفرسان و عدم تقاتلهم لشغل منصب ما على حساب الأخر أو ليكون احدهم الاقرب من الملك. على كل حال فان القراءات قد تتعدد لكن في النهاية تصب في نفس المصب و هو عدم تفضيل احد على الأخر خلال اجتماعهم عليها.فعندما يطرح المجلس الأعلى و غيره هذا المبدأ له أبعاد كثيرة فمنها ما يراد إيصال فكرة تقول أن الجميع شركاء في هذا الوطن فبتعثر العملية السياسية ليست مسئولية شخص معين بل الكل مسئولون إلا من شذ و راح يغرد خارج السرب و هذا ما نلاحظه اليوم بين الفرقاء، كما و يريد اصحاب هذه الفكرة أن يرسخوا مبدأ الوحدة و التكاتف و طمس روح المنافسة الشخصية بل ليتنافس الجميع في خدمة المواطن لا لخدمة الكرسي الذي يشغله. كما انها الحل لنبذ الفرقة و احياء روح الأخوة و الوطنية و جعل الجميع في خندق واحد و مسئولية واحدة لدفع عجلة البلد نحو الأمام، كما إننا لم نسمع بأي تناحر بين فئات المجتمع تنتهي إلا بالجلوس و التفاهم فلماذا لا يجلسون اليوم و يختصرون الطريق عليهم و علينا لكي لا يزداد الشرخ الحاصل اليوم و الذي تراهن عليه كل من لا يريد بالعراق خيرا. أن دعوة السيد عمار الحكيم لم تأتي من فراغ بل الواقع اليوم لا يحتمل أكثر فالشارع محتقن من سوء الخدمات و يعلم هذا الشارع كل العلم بأنه المتضرر الوحيد من هذا التصارع. فنجد السياسي اليوم يتصور انه في منأى من أي تغير قد يحصل في المستقبل ضده و يتصور انه الأقوى و انه الأقرب إلى قلوب الناس، لكن الواقع يقول عكس هذا لما يلاقوه من أذى سببه عدم الشعور بالأمن و الخدمات معطلة تقريبا و الواقع الإداري لدوائر الدولة أشبه بالكارثي لسوء الإدارة و للبيروقراطية المقيتة التي هي في أعلى مستوياتها في هذا البلد الجريح. كما إننا نتوقع أن الأسفين الطائفي الذي دق سابقا و لسنا ببعيدين عنه اليوم ،فالأيام القادمة حبلى و لا نعلم الغيب لكن لنحتاط من هذه الفتنة النائمة و نسد عليها كل الأبواب التي تحاول بعض الجهات فتحها بسبب السياسة الخاطئة من بعض المتحمسين لشراء الأصوات. على شعبنا العراقي اليوم أن يكون له كلمة الفصل بإجبار هؤلاء على وقف تناحرهم و دفعهم للاهتمام بالوطن و المواطن لا بالكرسي فقط.
https://telegram.me/buratha