احمد عبد الرحمن
لاشك ان نهاية التواجد العسكري الاجنبي من العراق يمثل منجزا تأريخيا كبيرا ساهمت ظروف وعوامل وجهات عديدة في صنعه. وفي كلمته بالاحتفالية التي نظمها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي قبل عدة ايام بمناسبة جلاء القوات الاميركية من البلاد بالكامل، اكد السيد عمار الحكيم تلك الجهات والعوامل.حيث اعتبر تضحيات كافة ابناء الشعب العراقي هي التي ادت وساهمت بخروج القوات الاجنبية من البلاد، وكذلك الدور المحوري للمرجعية الدينية وعلى رأسها اية الله العظمى السيد علي السيستاني، والجهد الكبير الذي بذلته الحكومة العراقية المنتخبة في التفاوض بطريقة ناجحة وموفقة،لاسيما رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نوري المالكي بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة، والمواقف والتوجهات الصائبة لمختلف القوى السياسية الوطنية ومن بينها-او في مقدمتها-المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، والذي كان لزعيمه الخالد شهيد المحراب(قدس سره) دور كبير في ترسيخ مبدأ المقاومة السياسية السلمية التي كانت هي الاخرى من العوامل التي ساهمت في اخراج قوات الاحتلال من البلاد بعد تسعة اعوام.وطبيعي ان تحقيق منجز تأريخي كبير ماكان له ان يتحقق لولا تظافر جهود الخيرين والشرفاء من ابناء هذا الوطن، وتوحد الارادة الوطنية، ووجود الرغبات والتوجهات الصادقة لطوي صفحات مرحلة من مراحل تأريخ البلاد، وفتح صفحة جديدة ينبغي ان يرسمها العراقيون انفسهم. وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهود، والحرص على معالجة وتلافي اخطاء المرحلة-او المراحل-السابقة وتجنب تكرارها. ومثلما يقولون فأن الحفاظ على المنجز قد يكون اكثر صعوبة من تحقيقه، وهذا ماينبغي التأكيد عليه والتنبيه اليه.ففي المرحلة الجديدة سنكون نحن العراقيون في موضع اختبار حقيقي امام العالم كله، ونجاحنا سيبرهن على توحدنا وتكاتفنا وقوة ارادتنا وصمودنا، وستكون امامنا مهام واستحقاقات كبرى، منها بناء دولة المؤسسات، والحفاظ على المشروع الوطني، وتفعيل الاستراتيجية الوطنية في مختلف الجوانب والمجالات، ومكافحة الفساد الاداري والمالي ، واستعادة دور العراق وحضوره الفاعل في المحافل العربية والاقليمية والدولية، والانتقال بالمواطن العراقي الى ظروف واوضاع حياتية افضل من تلك التي يعيشها الان.وكل ذلك مرهون بالحوار الوطني الجاد والبناء، والتفاهم والانسجام، ووضع مصالح البلاد في رأس قائمة الاهتمامات والاولويات.
https://telegram.me/buratha