حسن الهاشمي
دلّت النصوص المستفيضة على أنّ إتيان قبر الإمام الحسين عليه السلام خاصة لزيارته يزيد في الرزق، ويمدّ في العمر، ويدفع المدافع السيئة ومنها ميتة السوء، ويوجب كشف الهموم وقضاء الحوائج، وإجابة الدعاء، وغفران الذنوب، والتوفيق الدائم، وتخفيف الحساب، وارتفاع الدرجات، ورفع الهموم والكربات، والحفظ في النفس والمال، والراحة عند الموت، وسعة القبر، والشفاعة للآخرين، والشفاء من كل داء، والأمن عند الحساب، والنجاة من النار، والفوز بالجنّة، بل الفوز بمرافقة النبي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم.ففي الخبر أنّ الإمام الصادق (ع) مرض فأمر من عنده أن يستأجر له أجيراً يدعو له عند قبر الحسين (ع) فوجدوا رجلاً فقالوا له ذلك فقال: أنا أمضي ولكن الحسين إمام مفترض الطاعة وهو إمام مفترض الطاعة فرجعوا إلى الإمام الصادق (ع) وأخبروه فقال (ع): هو كما قال ولكن أما عرف أنّ لله تعالى بقاعاً يستجاب فيها الدعاء فتلك البقعة من تلك البقاع.نعم كل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هم سفن النجاة ولكن سفينة الحسين عليه السلام أسرع وأوسع وأشمل وأكمل، ولا غرو إن لزيارة الحسين عليه السلام هذا الكم الهائل من الخير والبركات، حيث إنه الدال إلى المعرفة الإلهية، بل إنه قد جسد التعاليم الإسلامية والأخلاق الرفيعة بأبهى صورها، ولا تزال الدنيا بأسرها مدينة لتضحيات سيد الشهداء في كربلاء، وإنه بتضحياته الجسام قد أعطى للحرية معناها الأسمى ووهب الإنسانية الكرامة والعدالة وأذاقها طعم الشهامة والإباء وعلمها كيف تكافح الظلم والفاسدين من دون رجعة.وهكذا شاءت إرادة رب العالمين أن يتألق قبره المنور عاما بعد عام وعلى كرور الليالي والأيام، ينور طريق الزائرين والعاشقين ويرشدهم إلى النبل والقيم والأخلاق، والزائرون يرتشفون منه جميع المعاني الخيرة التي تأخذ بأيدهم إلى سبل الرشاد.فالإنسان إذا ما وقف عند باب الملك أو الأمير أو الرئيس فإنه وتبعا لمحدوديته في العطاء تكون طلبات ذلك الإنسان مادية من قبيل سيارة فارهة أو بيتا واسعا أو جاها ومنصبا مرموقا وهكذا، أما إذا طلب من رب السماوات والأرض وخالق الخلق والأمر وهو على كل شيء قدير، من المفترض لطلباته أن تكون حينئذ بوسعة رحمة ولطف وكرم الله تعالى الذي لا تنقص خزائنه ولا يزيده كثرة العطاء إلا جودا وكرما، كأن تكون متمحورة بالانصباب والارتشاف والتعرض إلى خير الدنيا والآخرة والانصراف والابتعاد والتعوذ عن شر الدنيا وشر الآخرة وأن تكون العاقبة على خير والزحزحة عن النار والفوز بالجنة ومرافقة الأنبياء والأولياء والصالحين في الدارين.وبما إن الرسول وعترته الطاهرة هم أبواب الرحمة الإلهية وهم الوسيلة السالكة إليه ولاسيما باب نجاة الأمة سيدنا ومولانا ومقتدانا الإمام الحسين عليه السلام، فما هي قيمة إسداءه المعروف المادي وقضاء حوائج المؤمنين الدنيوية مقابل الرضوان الإلهي الذي هو بابه الأوسع وطريقه المهيع؟! وما قدر تلك الأمور على الرغم من أهميها مقابل رفقة الرسول والأئمة الهداة الميامين عند مليك مقتدر وحسن أولئك رفيقا؟! وهكذا تتوالى النعم الإلهية التي تصب على المؤمن الزائر صبا فيضحى كتلة ملتهبة من القيم والمناقب والفضائل، يتنور الآخرون بنوره وينتهل المؤمنون بأنفاسه المباركة. هنيئا لمن أخلص الزيارة وارتشف من معين الإمام الذي لا ينضب معاني الإباء والكرامة والشهامة، وطوبى لمن يرجع إلى بيته وهو خفيف الحمل وليسع أن يبقى خفيفا قبل أن تأتيه المنية وهو لا يدرك القابل.
https://telegram.me/buratha