علي الموسوي
المشهد السياسي العراقي يمر بمنعطف خطير بسب تداعيات حادثة اعتقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ودائما الذي يفتعل الأزمات ويحاول خلط الأوراق من اجل أرباك الوضع السياسي والوضع الأمني هو السيد رئيس الوزراء نوري المالكي حيث لم يشهد الوضع السياسي في العراق استقرار ولو نسبي منذ الانتخابات البرلمانية ولحد اليوم , وقد مضى على عمر الحكومة أكثر من سنة ونصف وكان من ابرز الأزمات السياسية التي شهدها العراق بعد الانتخابات أزمة التأخير في تشكيل الحكومة حيث أصرّ المالكي ومن وراءه دولة القانون على ان يكون هو رئيس الوزراء حتى لو كلف ذلك تخريب العملية السياسية أو انقلاب الوضع ألامني لأن المالكي لايعبأ بالعراق ولا بأهله المهم الحصول على الامتيازات والاستحواذعلى اكبر قدر ممكن من المال العام لتحقيق أهداف حزبية وفئوية .والأزمة الأخرى رفض رئيس الوزراء مرشح القائمة العراقية لمنصب وزير الدفاع حيث بقيت الوزارات الأمنية شاغرة الى يومنا هذا .والأزمة الأخرى هي اعتقال مجموعة كبيرة من البعثيين بحجة محاولتهم الانقلاب على نظام الحكم والتي تسببت بتوتر الأوضاع بين القائمة العراقية التي وضعت نفسها موضع المدافع عن البعثيين وبين رئيس الوزراء الذي يحاول كسب الرأي العام الشيعي بحجة مطاردة البعثيين والانتقام منهم ,, والحقيقة انه في هذا الملف يكيل بمكيالين '' فمن يسلّم رقبته بين البعثين الذين يشغلون معظم المناصب الأمنية في أجهزة الدولة الحساسة ,, ومن باب أخر يعتقلهم ويتهمهم بالتأمر علية لقلب نظام الحكم والجميع يعرف ان المالكي يستغل ورقة البعثين للضغط على خصومة السياسيين ومنافسيه .والأزمة الأخيرة التي افتعلها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم تبتعد كثيراً عن طريقته في سابقاتها فهو دائماً يسعى الى خلط الأوراق من اجل التغطية على الأداء الهزيل لحكومته والتهرب من التزاماته تجاه شركاءه في العملية السياسية .والسؤال المطروح هنا كيف يتم الخروج من ألازمه ؟نسمع دائماً بمصطلح الطاولة المستديرة وأنها السبيل الى حل الأزمات في العراق فيا ترى ماهي الطاولة المستديرة؟ ,, ان اول من دعى الى الطاولة المستديرة الملك البريطاني آرثر في القرن السادس عشر الميلادي حيث كانت بريطانيا تشهد حرباً أهلية بين أصحاب النفوذ في هذا البلد الكبير فدعى الملك جميع أطراف النزاع للجلوس الى الطاولة المستديرة وبدأو يتفاوضون لحل خلافاتهم على طاولة مستديرة يعني لايوجد فيها من يرأس هذه الطاولة مع وجودة ضمن الجالسين عليها ولكن كان يدير دفة المفاوضات بشكل غير مباشر مما دعى الى القضاء على الحروب الداخلية واستقرار الأوضاع في ذلك البلد وسجل الملك آرثر نجاحاً في هذه التجربة الوليدة ,, والأوضاع في العراق ليست ببعيدة عن شكل الأوضاع في انكلترا آنذاك حيث في العراق صراع أرادات مرير وكل طرف يريد ان يتغلب على الطرف الأخر وهناك معركة محمومة من اجل أثبات الوجود ولو بالطرق الغير مشروعة لذلك يحتاج قادة الكتل السياسية الى الجلوس حول طاولة مستديرة الرئيس فيها من يستطيع ان يطرح الأفكار المعتدلة التي تؤدي الى حلحلة الوضع والتي تساهم في طريق بناء العراق الجديد .ولعل من ابرز القيادات التي دعت الى الطاولة المستديرة وأكدت عليها وطرحت مشاريع وحلول للخروج من الأزمة بعد التخلي عن روح الأنا والاستأثار بالسلطة وتغليب مصلحة العراق على المصالح الفئوية والحزبية هو السيد عمار الحكيم وكذلك دعى لها السيد مسعود البرزاني واليوم يدعولها رئيس البرلمان العراقي ورئيس الجمهورية جلال الطالباني .وفي هذا المقال أوجه ندائي الى كل مسؤولي الكتل السياسية وخصوصاً الكتل الكبيرة التي تسيطر على البرلمان والحكومة ان يكفوا عن هذا السباق المحموم للوصول الى هدف السيطرة على زمام الأمور في العراق لان هذا الأمر أصبح غير ممكن في ظل ظروف العراق الجديد .وعليهم ان يعوا جيداً ان العراق ماضي بلارجعة الى حيث الوئام والوفاق والمحبة والسلام وان دعاة افتعال الأزمات سوف لن يجدوا لهم موطئ قدم في هذا البلد المعطاء ,, وندائي هذا اخص به السيد نوري المالكي والسيد أياد علاوي وأقول لهم كفوا عن صراعكم الذي دفعنا ثمنه غالياً ,, كما أوجه ندائي الى السيد مسعود البرزاني والسيد عمار الحكيم والسيد أسامة النجيفي والسيد جلال الطالباني ان يسعوا جادين الى جمع الفرقاء السياسيين تحت قبة الطاولة المستديرة فأن فيها يكمن حل الأزمة في العراق .كما وادعوا السيد طارق الهاشمي الى تسليم نفسه للقضاء كي يرفع التهم الموجه اليه وألا سوف تلاحقه لعنة دماء الضحايا الأبرياء الذين تقطعوا من جراء تصرفات جهات متنفذه استخدمت الأجهزة الأمنية غطاءاً لأعمالها الإرهابية .
https://telegram.me/buratha