بسم الله الرحمن الرحيم
لما لم ترتقٍ النفس الى منحى تستحق به ان تتوشح بعلامة من علامات المؤمن الا وهي زيارة الاربعين صار من حقها ان تغرق في حسرة الحرمان والامل ان تصيبها تلك البركة ذات يوم قبل ان توافيها المنية .
وان منعها عن الالتحاق بهذا الجمع قلة توفيقها وهمتها وكثرة ذنوبها التي اثقلت جسدها عن المسير الى ابي الاحرار فها هي الروح تابى الا ان تحلق هناك حاملة معها امانة وباحثة عن شخص بين تلك الجموع الكثيرة.
فهلم معي يا من حـُرم من اللقاء وجلس امام شاشة حاسوبه يبحث عن ماء يطفىء به حريق الشوق الى كربلاء هلم معي وطائر الخيال لنحلق ها هناك .
ها هو جابر يستعد للقاء حبيبه .
ها هو جابر يعزي امامه السجاد .
ها هو الامام السجاد يريد ان يشرح حاله لاول محب يلقاه منذ 40 يوم .
ها هن النسوة تتعالى صرخاتهن رغبة في جواب من وليان وارهم الثرى.
ها هن يطالبن السجاد ع باخبارهم عن مكان القبور .
كل خطوة وكل موقع وكل تعبير في هذا اللقاء كافية لحرق القلب ولتحريك الاقلام لوصف الماساة غير ان طائر الخيال رفرف جناحه عند الموقف الذي يهيج حسرة قلبي ويدفع بالقلم الى الكتابة فعذرا لذاك الموقف الذي لن اعطيه حقه مهما حاولت .
ها هو السجاد عليه السلام يجيب الارامل واليتامى عن مكان الشهداء شهيدا فاخر وها هي مجموعة الاطفال تنقص كلما ذكر الامام اسما فسرعان ما ينكبون على قبر حبيبهم وليخبر عن اخر وهكذا حتى بقيت طفلة تراقب فاه امامها عسى ان يخبرها عن قبر والدها غير انه لم يذكر اسمه واخشى ما اخشاه ان تكون كل طفلة قد انشغلت بقبر ابيها وظلت وحدها واقفة هناك تلاعب الرياح ردائها متلفتة عسى ان تجد والدها الغائب ها هي عيناها تغمرها دموع مختنقة ويخيل لها انها تسمع اسمها بنيتي حميدة اشتقت لك .
نعم انها حميدة المظلومة اول يتامى الطف لقد تيتمت الطفلة مرتين بشهادة الاب والكفيل فحتى امامها وخالها الحسين قد استشهد وتركها وحيدة .
ها هي ترقب سكينة وفاطمة وتهون على بنات خالها قائلة قد رافقكم ابائكم في رحلتكم المريرة وان كانوا روؤسا على رماح اما انا فقد طال انتظاري .
اه يا عائلة مسلم ابن عقيل اه يا اولاد ابي طالب اه والف اه على اسرة محيت حبا للحسين راضية ومسلمة لقضاء الله فالابناء بين ضائع في الصحراء وبين مقتول واب يسحله مجرمي الكوفة في ازقتها بعد امس عاهده فيه على النصرة !
الهي كثير ما تخبرني في كتابك الكريم عن ما تحتوي الجنة من انهار وشراب وطعام وسرر ولباس سندس وجمال وصدقا وقسما باسمك العظيم الاعظم انني لا اطمع بالجنة الا لامرين الاول خلوها من الظالمين والثانية احتوائها على احبابك واحبابنا .
ربنا اقسم عليك بهذه الليلة ان لا تخرجنا من هذه الدنيا الاوانت راض عنا بحق ماساة كربلاء وان تعيننا على ان نلجم انفسنا بلجام التقوى وان نمتطيها ونسير بها الى دروب الحق عسى ان تجمعنا مع مسلم وعائلته .
ربي انك تحشر المقصرين وانا منهم مسلوبي احد الحواس او متغيري الوجوه في الجنة الهي فان استحقيت سلبا فاسلبني النظر فلست بحاجة اليه كحاجتي لسمعي ولساني فسمعي اذخره لسماع صوت مسلم وهو يحاور ابنته بعد كل هذا الفراق ولساني احتاجه لحمدك ولاخبار مسلم بحرقة قلبي عليه فلقد رافقني في كل موقف وقفته امام الظالمين فقلبي كان دائما ينادي يا مسلم ابن عقيل دون احبتي من اهل البيت عليه السلام فمسلم اذكره عندما اشعر بالوحدة
فهذه هي الامانة التي ارنو ايصالها الى مسلم اما الشخصية التي ابحث عنها يوم الاربعينية هي حميدة فوحدتها كوحدة ابيها فسلام عليهما فلقد اخلصا للحسين حبا كذا بقية العائلة.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
السلام على مسلم ابن عقيل .
اسال الله ان يوفقنا لكل خير وان يحفظ زوار الحسين بحق الحسين ع واخر دعوانا ان الحمد لله رب االعالمين وصلى الله على محمد وال محمد
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha