المقالات

زوار الاربعين حلم المدينة الفاضلة / حافظ آل بشارة

1641 11:17:00 2012-01-18

حافظ آل بشارة

 يلتقي الفلاسفة والانبياء في حلم واحد ، تكوين المدينة الفاضلة او جمهورية افلاطون او الأمة المثالية ، وبتعبير القرآن (كنتم خير امة اخرجت للناس) ، من اراد ان يرى المدينة الفاضلة فليتأمل زيارة الاربعين ، عناصر بناء الفرد الصالح هي نفسها عناصر بناء الأمة الصالحة ، التقى الاخلاقيون والفلاسفة عند نقطة تعريف الفضيلة ، وهي عندهم ذروة تهذيب قوى النفس الطبيعية ، الغضب والشهوة والفكر ، لانتاج الذروة في التوازن الثلاثي : الحلم والعفة والحكمة ، ينتقل الانسان في ارتقاءه من النشأة الحيوانية الى النشأة الملائكية ، افلاطون والفارابي تخيلا المدينة الفاضلة ، لكن الامام الحسين (ع) صنعها على الارض ، لم يكتف ذلك الوصي الفدائي بتوريث امته صفحات مكتوبة كما فعل الفلاسفة بل قاتل واستشهد واعطى كل مالديه لانجاز حلم المدينة الفاضلة ، الهوة واسعة ما بين (ملئت ظلما وجورا) وبين (كنتم خير امة اخرجت للناس ) هناك تختنق احلام الانبياء ، مدينة الحسين الفاضلة بأهلها وبركاتها هي مجتمع زيارة الاربعين ، عشرة ايام كالحلم ، عدة ملايين من الناس ينسلخون فجأة من كل انواع الرذائل ، حشود مليونية سائرة على الاقدام وسط الصمت والبكاء ، مئات الكيلومترات على حب الحسين ، يواجهون الموت والمتاعب ببهجة وشجاعة نادرة ، تتقرح الاقدام وتئن المفاصل ، فلا يزدادون الا سعادة ! ملايين لا يزدحمون ولا يتدافعون ولا يتشاجرون ، ملايين أخرى على الطرقات خالفت كل قواعد الاقتصاد وحب التملك ، وراحوا يقدمون للزوار الذ الاطعمة والاشربة والحلوى والفاكهة وكل مالذ وطاب مجانا ، صاحب الموكب يدعو الجميع الى مائدته فان اعرضوا عنه ظهرت علامات الأسف على وجهه ، فان استجابوا له واكلوا وشربوا لديه شعر بسعادة بالغة ، لم يترك خدام الاربعين طعاما يخطر على بال الا واتوا به ، فريق آخر هيأ اماكن الاستراحة المؤقتة فيستقبل الزائرين أكفأ خبراء الطب الرياضي والتدليك باجهزة المساج ووسائل التضميد والمسكنات ، فريق من سكان الاحياء المحاذية للطرقات افرغوا منازلهم وفتحوها للزوار يبيتون فيها على فرش وثيرة واغطية جديدة ، والحمامات نظيفة والماء ساخن والصابون معطر والمناشف تقدم مغلفة بالسلوفين ، مدينة فاضلة تمتد من البصرة الى كربلاء ، من الموصل الى كربلاء ، من المشارق والمغارب الى كربلاء ، سوق رائجة فيها الاكل والشرب والعلاج والمبيت من الدرجة الاولى ، فان سألت عن الثمن قيل لك حب الحسين (ع) ، وفي الطريق سجل ما حلا لك من القصص ، كرامات ومعجزات تحتاج الى مجلدات لاحصائها ، حب الحسين (ع) يصنع المدينة الفاضلة في عشرة ايام ، فكيف لو صح الاقتداء بعد الحب ، ماذا لو ان الناس تجاوزوا المكان فجعلوا المدينة الفاضلة كل العراق ؟ وتجاوزوا الزمان فجعلوا المدينة الفاضلة قائمة في كل يوم ؟ انها معجزة الحسين (ع) انه مصباح الهدى وسفينة النجاة وصانع المدينة الفاضلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن كربلاء
2012-01-22
المشكلة اخي" jabar abod" انك في فرنسا ومن حقك ان تسال ماسالت ولكن ان رزقت زيارة كربلاء ستعرف اين تذهب اموال الامام الحسين عليه السلام اتمنى لك التوفيق شكري وتقديري للاستاذ حافظ اسال الله تعالى ان يجعله من انصار الحق
jabar abod
2012-01-21
اولا لافض فوك ثانيا نعم تتحقق المدينة الفاضلة فقط بالعدالة وعزل المسئ لكن شخص واحد مثل امام الشهداء ابي الضيم صلوات الله وسلام ملائكته عليك ياابا عبدالله اين تذهب الاموال التي تؤتى من اغنى رجل في العالم والكون اين تذهب في اي جيب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك