ابو فاطمة العبودي
يعتبر الملف الأمني من الملفات التي ترتكز بها استقرار وحياة الناس وسبباً رئيساً في مضي مسيرة حياتهم وبالتالي تحاول السلطات المتواجدة في الدولة والسلطات المحلية إبراز إنجازاتها في هذا الملف لتسجل نجاحا لنفسها والمنطقة الجنوبية في بلدنا تعتبر من المناطق الامنة كما يقول أصحاب الاختصاص ألا أن مفاجأة الإرهاب كسرت هذه الصورة وأخرها تفجيرات البطحاء التي طالت زوار الإمام الحسين (ع) السائرين لزيارة في ذكرى الأربعين .
ولخصوصية هذا الحدث السنوي وما جرى من اعتداء ارهابي نسجل أمرين مهمين :
اولهما :أن الزيارة الأربعينية ليست حدثا عابرا أو يجري لمدة ساعات بل مسيرة تستمر لعدة أيام تشغل مسافات في داخل المحافظة وهو خط السائرين مشيا للزيارة بالإضافة إلى تواجد المواكب الحسينية التي تقوم بتقديم الخدمة للزائرين.ثانيهما : أن منطقة التفجير حصلت في نقطة استراتيجية مركزية تمثلت بتقاطع الشارع العام مع الخط السريع حيث تتواجد السيطرة الرئيسية .
وكانت نتائج التفجير استشهاد العشرات من الزائرين واثنين من عناصر السيطرة احداهم(الملازم نزهان فالح) من أهالي كركوك واستنادا لشهود العيان فان التفجير وحسب ما نشر في وسائل الاعلام جرى من قبل انتحاري قادما من اتجاه ناحية البطحاء بسيارة نقلته الى موقع التفجير من جهة جسر فهد الشرشاب ليندمج مع الزوار اثناء عملية حجزهم عن الشارع ألا ان وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء انفجرت بقصة مفادها ان الشهيد الملازم (نزهان فالح) قد اكتشف الانتحاري واندمج معه لالقاء القبض علية الا ان الانتحاري فجر نفسة مما ادى الى مقتل الانتحاري واستشهاد الملازم ممتدا الانفجار ليصل الى الزائرين وهنا لنا وقفات ووقفات كثيرة امام خيال هذه القصة الذي تعمدت بعض الجهات في المحافظة بترويجهاوتحويلها الى واقع وتاريخ ولنتابع ما يلي :
1- استنادا الى الصور المنشور ة للارهابي الذي فجر نفسة والتي تم التعرف علية منها تظهر راسه وقد حفره التفجير اما الجسد فلا يوجد منه سليما واضح المعالم سوى قدمية من منطقة الركبة فما دون وهذه الحالة مشابه تماما لصورة نشرت للارهابي الذي فجر نفسه في كنيسة سيدة النجاة تثبت ما يجري لجسد الانتحاري.
2- استنادا للصور المنشورة لشهداء التفجير نجد منهم من قطعت يده او راسه بالاضافة الى وجود حالات احتراق كبير في الاجساد نتيجة العصف الحاصل من المواد المتفجرة .
3- هنا نأتي الى بيت القصيد وهو قصة اكتشاف الملازم نزهان للانتحاري ومن ثم احتضانه والانفجار معه مما ادى الى قطع راسة كما بينت الصور المنشورة وهذه كانت القشة التي نسفت هذا الخيال حيث ان الصورة تبين ان جسد الملازم نزهان سليما بالكامل ما عدى امرين هما:قطع الراس ووجود حرق في الملابس للجنب الايسر فهل يعقل ان يتمزق جسد الارهابي الذي احتضنه ويبقى جسده سليما ما عدى هذين الاثرين مع حصول حالات حرق وقطع لاجزاء من اجساد الزائرين وهم الابعد.
4- ان منطقة قطع الراس ليس فيها اثار احتراق كناتج طبيعي للعصف الحاصل من التفجير وبمتابعة شكل الحرق الموجود في الجهة اليسرى من الجسد نستنتج واعتمادا الى رواية التي تحدد منطقة تواجد الارهابي في جهة جسر فهد الشرشاب ونزولة باتجاة الزائرين المحجوزين نصل الى نتيجة ان وقوف الملازم نزهان كان بزاوية مقدارها 45 أي ليس بشكل مستقبل الزوار او الارهابي وليس بشكل مستدبره ولعدم وجود الحرق في منطقة الرقبة يقودنا الى ان موقعه هو منطقة الرصيف المرتفعة وبزاوية 45 متجها بنظره الى الزوار بهذا الزاوية وان التفجير اصابه وهو لم يكن يلحظه ولسلامة بقية الجسد من الاحتراق يؤكد وجوده اعلى مسافة ليست بالقريبة ولتاكيد هذه النقطة كانت اجابة قائد شرطة ذي قار صباح الفتلاوي واضحة جدا حيث جاء في تصريحه(ذهب نتيجة التفجير العديد من الزوار بالاضافة الى احد الضباط الذي كان متواجدا في نقطة التفتيش)فهل يمكن ان نصدق القصة السابقة
اذن لماذا روجت هذه القصة يمكن القول ان الاجابة تتمثل بامرا واحد وهو استغلال العاطفة الانسانية لدى جمهور المحافظة والبلد من خلال استغلال احترام مبدء التضحية بالاضافة الى اثارة فقرة اكتشاف الارهابي المزيفة لتكوين صورة تضيع خلفها الاخفاقات الامنية والفشل في الاستعداد المتخذة وضعف الخطط الامنية الموضوعة في داخل المحافظة وبالتالي يستطيع المتواجدين على كرسي الامن بالاحتفاظ بمناصبهم والنجاة من المحاسبة الشديدة والغضب الجماهيري وليس ببعيد ما جرى من خرقا امني حصل يوم التاسع من محرم في الفترة السابقة وما جرى من صدام ادى الى مقتل قادة الملف الامني على يد 13 مسلحا والذي كشف هذا الضعف ولعل ابسط سؤال يمكن ان يطرح ان المواقع الاستراتيجية الامنية والمرورية في حركة السيارات مثل موقع تفجير البطحاء كان يمكن ان يزود بكاميرات مراقبة والتي تمثل ابسط وسائل المتابعة الامنية .
اذن هذه رسالة الى من روج هذه القصة مع تقديري واعتزازي بشهادة الملازم نزهان فالح الى ان عملية تزوير الحقائق وزيف التاريخ كان من حوادث الزمن الماضي التي لا يمكن ان تمر وتنجو باصحابها اذن ننتظر القصة الحقيقية من الاجهزة ذات الاختصاص ولكل حادثا حديث
https://telegram.me/buratha