بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى " ولاتتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وأسال الله من فضله ان الله كان بكل شي عليما "
تشير الاية الكريمة الى مفهوم الفضل فما هو الفضل ؟
الفضل عرفا هو التمايز من فرد الى اخر بشيء ما , كأن يتميز شخص بالعلم او المال او الجمال او حسن الخلق وغيرها من الصفات المحببة التي يتمنى يمتلكها الناس ولكي نحيط بالمصطلح احاطة جيدة لابد لنا من امثلة من رحم التاريخ لشخصيات تعاملت مع هذا المفهوم لنستعرض تطبيقهم لهذا المعنى عسى ان نستلهم الدروس من النتائج التي وصلوا اليها فلكل واحد منهم رؤياه ونتائجه التي تستحق الدراسة .
ولقد اخترت شخصيتين تزامنت حياتهما مع فترة حياة امير المؤمنين عليه السلام وهما شخصيتان نسويتان ام البنين عليها السلام وعائشة زوجة رسول الله (ص) .
لقد كان لام البنين (ع) رسالة عظيمة مهدت لها منذ ان تزوجت بكرار اهل البيت (ع) والقتها في طف كربلاء ومضمونها متراكب بين الايثار وبين الفضل لقد طبقت هذه السيدة الجليلة نظرية تستحق منا التأمل بل انها خير من فهم مفهوم الاية التي استهل بها الكلام واذابها في عمله فالسيدة الجليلة لم تتمنى فضلا خصه الله لغيرها فهي لم تقارن نفسها مع الزهراء عليها السلام ذات يوم ابدا على الرغم من مؤشرات ربما كانت لتغر غيرها فلقد عاشت هذه الجليلة مع امير المؤمنين اكثر مما عاشته الزهراء معه كزوجه كذا فلقد وهبها الله اربعة من الاولاد لكنها لم تعتمد المفاضلة وانما اختارت ان تكون خادمة لاولاد الزهراء ولتبتدء رحلة ايثارها بهجر اسمها كي لا تمس احساس يتامى الزهراء عليها السلام .
لقد ادركت ام البنين ع فضل الزهراء ع والذي لا يدانيه فضل وعرفت ان لا منازع لها في مكانتها عند الله ورسوله وامير المؤمنين فرضيت بذلك وسلمت له بل انها ربت اولادها وارضعتهم ذلك المبدأ بانكم مرهونون بأشارة من امامكم فالاخوة لم تكسر هيبة الامامة ومعرفة الفضل لاولي الفضل.
فأهل البيت لهم من الفضل ملا يمتلكه احد من البشر مهما اجتهد ولكن السيدة الجليلة اجتهدت لنيل فضل من الله بعيد عن التزاحم مع اهل البيت بعكس بعض من عاصرنها وكن قريبات بل زوجات لرسول الله ص ومنهن عائشة واللتي امتلئت قلوبهن بنار الحقد والغيرة من اهل بيت الرسول وخاصة بيت علي عليه السلام ولقد سجل لها التاريخ مواقف مع زوجات الرسول الاخريات وقد اشتكين للرسول لتعيرها لهن بالاصل والنسب والجمال وغيرها من الامور التي لا اريد الاسهاب فيها حتى لا تضيع الفكرة المقصودة وهي التعامل مع مفهوم الفضل .
لقد قدم لنا التاريخ شخصيتين الاولى ارتضت بالفضل الذي وهبها الله لها وجاهدت على الاستزادة دون التزاحم مع الاخر المتمثلة بام البنين ع والثانية امتعضت بل وعملت على كل مافيه ايذاء لال الرسول طمعا في مقامهم والمتمثلة بزوجة الرسول عائشة بنت ابي بكر.
فما سجل التاريخ لتلك الشخصيتان لقد سجل للاولى فضلا وكرامة لم تصل لها أمراءة دون الزهراء ع فها هي المجالس تعقد بأسمها وها هي الثغور السائلة تسأل بجاهها عند الله فكان ذلك جزاءا نلمسه لتضحياتها وايثارها وادراكها لمكانتها وموقعها وعملها في ذلك الحيز فكانت النتيجة ابطال اربعة ضحوا بانفسهم دون امامهم الحسين ع فلقد اشبعتهم والدتهم بفضل اهل البيت وها هي تستقبل زينب ع ناحبة على الحسين لا على اولادها ولم تكتفي فلقد قادت حملة اعلامية لبيان مظلومية الحسين ع , لم تبك وحدتها ولم تفكر من يدفنها ومن سيزورها وقد قتل اولادها فكان اللطف الاهلي ان يا ام البنين اعطيتي عباس فارقدي بجوار الحسن ع اعطيتي عثمان فارقدي بجوار السجاد ع اعطيتي عبد الله فارقدي بجوار الباقر ع اعطيتي جعفر فأرقدي بجوار الصادق ع وهبتي اسرتك ودفنت في الفلوات ولازوار لك فهذه شيعة ال محمد كلها تزورك في البقيع فاي جزاء واي عطاء اعلى من ذلك .
لقد اوقدت ام البنين شمعة الرضى فارضاها الله باكثر، عملت من موقعها ولم ترفع عينها لم عند سواها ادركت انها بما فضلها الله به قادرة على شكره بأداء مميز استوجبت به هذا الجزاء فكانت ولازالت اما لابو الفضل كله .
اما النوع الثاني المتمثلة بعائشة والتي لم ترتضي بموقعها وطمعت بمنزلة اعلى فلقد خسرت الاثنين فلا موقع عملت به خيرا ولا منزلة ارتفعت اليها بل انها حرمت من حبهم الذي يشبع الذات المحتاجة بل وحرمت محبة محبيهم فكان هذا عقابا دنيويا مؤلما وهو درس بليغ لنا من قلب التاريخ عسى ان نكون من الذين نرضى بالتكامل دون التفاضل السلبي فللفضل اهله ودورنا ان نتكامل معهم لا ان نتفاضل مع من لسنا بمستواهم .
ابطال الطف كمثال منظومة تكاملية عرف كل فرد فيها موقعه ومكانه وارتضى فسجل بذلك نصرا له وللمنظومة كلها وهنا لابد من التأمل وادراك اننا نعيش في منظومات كثر اولها الاسرة والمدرسة والمجتمع ونحن جزء فيها ولنا في كل واحدة دور وموقع فلو احسنا الاختيارات بقلب محب لمن هو اعلى منزلة وايقنا ان لدورنا اثر مهما كان كبيرا او صغيرا لوصلنا الى الرضا الذي هو طائر الرفعة في سماء الفضل .
المنظومة الاسلامية تعاني فوضى عارمة لانها ببساطة اسلامية الاسم علمانية التطبيق بحاجة الى اسلمة كل مبدأ نفذ الى عقائدنا على انه اسلامي وهو في الحقيقة علماني العلمانية انانية والاسلام متسامح فما لنا واياها والدواء في ايدينا والنتائج المثمرةامامنا في هكذا امثلة وهنا بحاجة الى ان انوه انني ما اخترت الشخصيتين على اساس طائفي ولكن على اساس معطيات اعطيت لكلا الشخصيتان وطـُلب منهما برهان ونتيجة لذات المعطيات فكانت النتائج مبهرة لام البنين والتي استحقت ان تكون صاحبة لنظرية خالدة تستحق التأمل بل والتطبيق .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على اله الطيبين الظاهرين وسلم تسليما كثيرا.
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha