علي حسين غلام
العراقية والمأزق الخطيرتدور العراقية في متاهات فلك التخبط السياسي وفقدت زمام المبادرة بعد السقوط العاصف لرموزها في الخريف العراقي الذين يتمتعون بالحذاقة السياسية كما يدعون الواحد تلو آخر أبتداءً من اياد علاوي مروراً بالهاشمي وليس أخيراً بالمطلك، ولانعيد الذاكرة للذين سقطوا في الماضي القريب، وكلما إزدادت أرقام سقوط الرموز والشخصيات إهتزت أركان العراقية وتصدع قاعدتها وأصبحت آيلة للسقوط مما سيؤثر تداعياته سلباً على العملية السياسية برمتها وعل عموم الشارع العراقي.إن إعتماد العراقية على التحالف الكوردستاني في حسم القضايا الخلافية وإيجاد الحلول للمشاكل مع دولة القانون دلالة واضحة على الرؤية الضيقة والقاصرة، لإنها حشرت نفسها في حجر زاوية ووضعتها مجبرة تحت مطرقة دولة القانون وسندان الكوردستاني الذي يسعى في إستغلال هذه الأزمة وتوظيفها بشكل جيد للحصول على وعود وإتفاق على إحياء المادة (140) وتطبيقها والتي تعتبرها العراقية أنها قد ماتت، ناهيك أنها ستولد ردود أفعال غاضبة لبعض القوى المشاركة في القائمة وخصوصاً الكركولية.إن تعدد رؤوس القائمة وصراعهم المحموم على المناصب وأختلافهم في كيفية التعامل وإدارة الأزمات وإتخاذ القرارات اللازمة بصدد الاوضاع المتأزمة إضافة الى إتساع الفجوة بينهم وبين الأعضاء الأخرين المهمشين الذين لا رأي لهم ولا قوة في الإحتجاج أوالمعارضة على ما يتخذ من قرارات وسلوكيات، مؤشر واضح على إستبداد تلك الرؤوس والتزاحم فيما بينها للسيطرة على القائمة والأستحواذ على المنافع السياسية والحكومية، لتتشابك الأفكار بالمصالح وتفقد القائمة الرؤية الموحدة وقد ولد هذا الوضع أزدراء وضجر وردود أفعال لدى بعض الأعضاء أدى الى إنسحابات متكررة وتخبط وتخلخل في المواقف.إن إرتباط أصحاب القرار في القائمة من حيث التمويل والدعم بأجندات خارجية جعلتهم مسيّرين ومطية صاغرة لتنفيذ أوامر وسياسات ومشاريع هذه الدول ضمن تسلسل وجدول زمني تتوافق مع مصالحها ومخططاتها الهدامة لتصعيد الصراعات الداخلية المختلفة وتحريك القضايا المتشابكة وتأجيج سعير الشارع من أجل مآرب طائفية أو إقتصادية والأهم من ذلك من أجل الهيمنة الأقليمية وكان واضحاً من خلال التدخل التركي السافر في شؤون العراق الداخلية بتصريحات تفوح منها رائحة الطائفية والعنجهية العثمانية ولو لا هذه الأرتباطات لم تتجرأ تركيا وغيرها من الدول من التطاول والتدخل، وكان الأجدر بتركيا أن تحل مشاكلها الداخلية والعالقة مع دول أخرى ولا تحشر أنفها فيما لا يعنيها والألتزام بالمواثيق الدولية وصيانة علاقات حسن الجوار والإحترام المتبادل طالما هناك مصالح مشتركة بين البلدين، وإنطلاقاً من هذه العلاقات فأن من الخطأ تصور العراقية له مشروع وطني كما يدعون، وبدأت تنكشف جوانب خطيرة لحقيقة واقع العراقية وآخرها محاولة تسييس قضية الهاشمي والإتجار بها طائفياً وكما هو الحال مع قضية المطلك.من أجل تفادي هذا المأزق المميت فكرياً والمنتحرسياسياً والخروج منه على العراقية أن تنظر بعين سياسية موضوعية ورؤية واقعية تستند الى التعايش السلمي والقناعة بقبول الآخر صاحب الأغلبية الإجتماعية والسياسية، وإعادة تقييم مسارها السياسي والإبتعاد عن المناكفات والرثاثة في الحوارات وتخفيف حدة التصريحات التي تصب الزيت على النار، ومغادرة مضجع السلطة الوراثية وطوي صفحاتها التأريخية، والجلوس الى الطاولة الوطنية بإرادة جادة ومخلصة ونية صادقة لا تشوبها المخاوف والهواجس، والإيمان المطلق ببناء الدولة وإستنهاض روح المواطنة وترسيخ الولاء للوطن والتمسك بعرى حبل الوطنية، وإلا ستبقى العراقية في نظر الشعب مشروع طائفي وفئوي وجهوي تتعامل بإنتقائية مع الدستور والتوافق السياسي، فهي تعارض الفيدرالية في الدستور وتدعوا الى الأقاليم في المحافظات، وتدعوا الى نبذ الطائفية وهي تصر على التوازن الطائفي في مؤسسات الدولة، وتدعوا الى عدم تدخل إيران وتغض الطرف وتقبل بتدخل تركيا والسعودية والدول الأخرى، ، إن المشروع الوطني الذي تتشدق به العراقية ما هو إلا شعارات إنتخابية للوصول الى الغايات والأهداف الشخصية وغير المشروعة... وستخسر الكثير الكثير في قادم الأيام بعد كشف اللثام عن ما يدور في أروقة ودهاليز القائمة من صفقات وتوافقات على الضد من تطلعات وطموحات الجماهير التي إنتخبتها وعجزها بالإيفاء بتلك الإلتزامات التي وعدت بها، إن أسلوب الترهيب والتهديد بحرب طائفية الذي تمارسها العراقية لا يفضي الى حل المشاكل والقضايا العالقة بل سيزيد من تعنت المقابل وإستعصاء للحلول، وإن الإستمرار في طرح الشروط المسبقة لايسمح بمراجعة المواقف من جميع الجهات وستزداد حدة التصارع السياسي وإفشال المؤتمر الوطني المزمع أقامته من أجل الخروج من هذه الأزمة السياسية الصعبة... فالظاهر إن الصراعات الكبيرة لا تمثل إلا جانباً من الجوانب العديدة لمحنة القائمة العراقية فهل ستنجوا من الإنهيار والسقوط السياسي؟!!!
https://telegram.me/buratha