المقالات

ازمة الكبار !!

724 22:13:00 2012-01-23

جواد العطار

جاءت دعوات مشاركة القوى السياسية من غير الممثلة في الحكومة والبرلمان بالمؤتمر الوطني المزمع؛ بادرة ايجابية استحقت القبول والثناء في حينها من المعنيين بها وغير المعنيين ، واستبشر المتابعين بداية خيرا بالمؤتمر ونتائجه؛ لانه جاء مرافقا لمرحلة الانسحاب الامريكي المهمة والحساسة قبل نهاية العام الماضي وامكانية معالجة تحديات ما بعد الانسحاب الحالية .لكن الدعوات؛ في الممارسة السياسية بالعراق؛ شيء والتطبيق شيء آخر مختلف تماما ، فقد تعرض مشروع المؤتمر الى هزات سياسية وامنية عنيفة جدا غيرت مساراته وتوجهاته من الاتفاق العام بين مختلف القوى على ادارة البلاد والسير بها نحو بر الامان والتطور في مرحلة ما بعد الانسحاب؛ الى البحث عن حلول لقضايا جزئية ومواقف آنية لاستقلالية القضاء في قضية الهاشمي التي هي تحصيل حاصل في النظام البرلماني القائم على الفصل التام بين سلطاته الثلاث او لانسحاب ممثلي العراقية من مجلسي النواب والوزراء او الدخول في متاهات تنفيذ الاتفاقات السياسية السابقة وتداخلات الخروق الامنية وخلافات متعددة آخرها الجدل حول مكان انعقاد المؤتمر بين بغداد واربيل .. كل ما تقدم شأن وخلافات الكتل الكبيرة حصرا؛ لذا ينبغي حلها بعيدا عن المؤتمر لانها ليست من اسبابه ، كما انها ان ادرجت على جدول اعماله لذهبت مرة اخرى بالفرصة ادراج الرياح ، ولعدنا الى مربع صراعات القوى التي تسمي نفسها "اساسية" والذي لا ولن ينتهي لانها تدير الازمة باتجاهين :الاول - استباق المؤتمر بالتصعيد ، املا بالحصول على مكاسب من الطرف المقابل او في مقرراته وتوصياته .الثاني - الجلوس منفردة على طاولة المؤتمر التحضيرية للاستئثار بمساراته وحصاد نتائجه .. وفي الاتجاهين تسعى الى المكاسب لنفسها دون غيرها عن طريقين :- استلام القيادة والمبادرة وتوجيه المؤتمر كيفما تشاء ، لضمان عدم انفلات زمامه او مشاركة القوى الاخرى فيه .- زيادة رصيدها الجماهيري .ان الجلسة التحضيرية للمؤتمر التي عقدت مطلع الاسبوع الماضي وتم تأجيل اجتماعاتها الى الاسبوع الحالي .. خير دليل على انفراد الكتل الفائزة بالمؤتمر القادم من جانب . ووأد دعوات مشاركة القوى غير الممثلة بالبرلمان من جانب آخر ، الى درجة ان بعض القوى البرلمانية الصغيرة لم تتم دعوتها اصلا؛ فكيف الحال مع القوى غير الممثلة؛ ومنها العراقية البيضاء مثلما اعلنت؛ او المستقلين وحتى احد كيانات الائتلاف الوطني اغلقت الابواب بوجه ممثله عند محاولته الدخول الى قاعة المجتمعين؛ فاي ارضية سيبنى عليها المؤتمر القادم واي مقررات ستصدر عنه ؟؟السؤال لا يحتاج الى اجابة .. لان المؤتمر سيعقد لحل ازمة سياسية اعقبت الانتخابات التشريعية الماضية طرفاها الرابحون الكبار فقط ، وبالتالي لا نصيب للخاسرين فيه الا من باب الظهور الاعلامي او تجميل التوصيات النهائية للمؤتمرين حتى تنال الشرعية المطلوبة .. شرعية الفائز وضمن شروطه التي تضمن وتعزز مكاسبه !! .لذا فان قبول الدعوة من القوى غير الممثلة لحضور المؤتمر؛ يجب ان تكون مشروطة بالدور والمشورة الفعلية ليس في قبة المؤتمر فحسب؛ بل منذ اللحظة الاولى وعند بداية التئام اللجان التحضيرية ، وان لم يكن كذلك وهو طبيعي لن يكون .. وفق المعايير المطروحة حاليا ، فان تلك القوى مدعوة اكثر من اي وقت مضى للتقارب البناء فيما بين اطرافها؛ الصغيرة والكبيرة؛ من اسلاميين وعلمانيين وشيوعيين وتيارات ديمقراطية وحتى مستقلين ونشطاء مدنيين دون استثناء . اما اللقاءات التي تتم مثل اجتماع ممثلي الاحزاب السياسية الذي عقد برعاية الشيوعي العراقي قبل شهرين او مؤتمر الاحزاب السياسية غير الممثلة الذي انعقد ببغداد بتاريخ 21 / 1 / 2012 تحت عنوان ( رؤية للحل ) ، ما هي الا محاولات جادة بحاجة الى انضاج وبلورة فعلية للدخول بمشروع وطني يوحد هذه القوى .. تكون بوابته المؤتمر الوطني القادم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك