المقالات

المؤتمر ولعبة الانعقاد والتأجيل

951 10:15:00 2012-01-24

حافظ آل بشارة

تأجيل انعقاد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني حدث غير سار ، أجمع كبار القوم على ان المؤتمر لا ينعقد ما لم تسبقه عملية تفاهم على كل الملفات ، مؤتمر كهذا يعد حركة كواليس للقوى المختلفة تظهر ثمارها على المسرح السياسي لاحقا ، ولكن التفاهم الذي يسبق المؤتمر هو كواليس الكواليس ، او سر الاسرار ، بتصنيف المواقف تجاه المؤتمر هناك فئة تريد الاسراع بانعقاده وانجاح مهمته ، فشعارها الاسراع والانجاح ، وفئة تريد انعقاده بشرط ان يتم التفاهم على كافة الملفات ويبقى المؤتمر مجرد غطاء دعائي لاعلانها ، وفئة ثالثة لاترغب في انعقاده ولا ترغب في الوصول الى حلول فاصلة حتى تتغير ظروف طارئة في الخارج والداخل ، الدولتان الأكثر تاثيرا في مصير العراق وهما اميركا وايران سينشغلان في انتخابات الربيع المتزامنة ، ستكون السماء حافلة بالمفرقعات ، وستفتح ملفات الدعاية الانتخابية في طهران وواشنطن وهي تتناول نقاط خلاف البلدين ، المرشح الاميركي الذي يهمه رأي الناخب اليهودي عليه ان يهدد ايران بالويل والثبور ويحذر من أزمة طاقة بسببها اذا اغلقت مضيق هرمز على خلفية منعها من تصدير نفطها ، ثم تهديد بضربة لمواقعها النووية والبالستية ، وما الى ذلك ، يعقبها الرد الايراني على التهديد الغربي ، رد يصوغه المحافظ والاصلاحي كلا على مقاسه الانتخابي ، حملة اميركا تقوي المحافظين الايرانيين وهم اعداؤها ، وتضعف الاصلاحيين وهم اصدقاؤها ، لكنها ترضي اليهود ، سيكون العراق ورقة في دعاية الطرفين ، فيذكرونه بالاسم في العاصمتين لانه منطقة اشتباك ولا بد من حضورها في الدعاية الانتخابية ، يقول دعاة التأجيل ان البلد الذي يحترم نفسه عليه ان لا يكون مفردة في المعارك الدعائية والاعلامية بين دول تفكر في مصالحها الوطنية ، العراق سيد نفسه وله مصالحه ايضا ، عليه ان يسكت او يتوارى او يهدأ قليلا حتى تنجلي الغبرة ، يقولون : اذا حاول العراق حسم قضايا مهمة في هذه الظروف فسيتعرض الى ضغوط اجنبية ويخسر . المؤتمر الوطني فرصة للقائمة العراقية لتحكي مظلوميتها كلها وتحيي ورقة وعود اربيل وتطالب بتنفيذها ثمنا للتخلي عن السيد طارق الهاشمي وتقديمه للقضاء ، وقد تخلت عنه بالفعل ويتنازع اعضاؤها الآن حول البديل ، ورقة العراقية ستشجع الكرد على ابراز ورقة مطالباتهم المستحقة على السيد المالكي ، هذا المؤتمر كدرس حروف الهجاء فمن رضي ان يقرأ حرف الالف فلن تقف سلسلة قراءته حتى يصل الى الياء ، هذه المطالب الشرهة لا يستطيع المالكي او دولة القانون مواجهتها الا بتوحيد التحالف الوطني ليقاتل صفا كأنه بنيان مرصوص ، ولكن هذا الصف مهدم ويحتاج الى ترميم ، فمكونات التحالف لن تقاتل مع المالكي الا بعد ان يستمع الى قائمة مطالبها هي الأخرى ، لذا يبدو تاجيل المؤتمر ضروريا لتجنب الوقوع تحت تأثير دعاية الخارج ومطالب الداخل ، ولكن متى يحسم الخلاف بين دعاة التأجيل ودعاة الانعقاد ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك