المقالات

وقفة مع هيئة الاعلام والاتصالات

636 08:28:00 2012-01-25

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

انطلاقا من بديهية صيرورة أية امة لا تتشكل الا من خلال تكامل عناصرها الاساسية ومرتكزاتها البنيوية وصولا لانجاز ذاتها وهويتها ووجودها النوعي المتميز، فان وحدتها وقوتها وتراصها مقترن بوحدة مؤسساتها المشكلة لكينونتها ولوضع تصورات استراتيجية ومستقبلية لابد من تبني رؤية استراتيجية وطنية تحدد الفوضى الاعلامية التي تضج بها الساحة العراقية اذ تخرج اصوات هنا وهناك تدعي الدفاع عن حقوق الصحافة والاعلام الا انها في حقيقة القول تستهدف البنى الارتكازية للبناء المؤسسي الوطني، فلا يروقها بناء المؤسسات في اطار مهني متوازن.اذ ان الدول وبلا شك التي تعيش اجواء الديمقراطيات العتيدة امثال الولايات المتحدة ودول اوربا والتي قطعت شوطا طويلا في بناء مؤسسات تنظم العمل الاعلامي والاتصالات استطاعات ان تسهم بتطوير هذا القطاع الهام ليكون مكملا لباق القطاعات الاخرى وبذلك حصنت وسورت المؤسسات الاخرى التي تدخل في بناء الانسان والمواطنة ليكون الانماء فيها بشكل افقي وعمودي في ذات الوقت، ومن هنا يجب البدء من حيث انتهى الاخرين. لذلك فان استحداث هيئة الاعلام والاتصالات ودخولها على هذا القطاع الهام بشكل منظم ماهي الا خطوة متقدمة يجب ان تتبعها خطوات انمائية اخرى من باق المؤسسات ذات العلاقة لتخليص البلد من الفوضى والتداخل الغير مبرر الذي فيه تزاحم وتدافع لتطوير المنظومة القيمية الانسانية، وهدر واضح للطيف الترددي الذي يعد ثروة وطنية كبيرة، فضلا عن تحديد مسارات الديمقراطية الوليدة التي لاتروق للبعض ممن يحاول الانتقاص او النيل من هذا التشكيل الوطني.. وفي حديثي هنا لست بمعرض المدافع عن حالة معينة انما يجب قطع الطريق على كل من يحاول العبث بمقدرات ودماء العراقيين او يحاول اشاعة اجواء الفوضى بحجة (الحرية) ففي الكثير من الاحيان حاول بعض ممولي الارهاب الفكري تصدير قطعان من الاجساد النتنة لتوزع شضاياها على الابرياء من عمال وزوار واسواق وكذلك التفخيخ والتهجير وغير ذلك من الممارسات اللانسانية التي عانى منها ابناء شعبنا طيلة السنوات التسع الماضية.. وفي صريح العبارة اعتبر كل من يقف في طريق بناء دولة المؤسسات كمن يضع العصي في دواليب العجلة العراقية.. ولابد من الحديث عن الديمقراطية المجتمعية بتفعيل كل القطاعات سيما الاعلام والاتصالات التي تصل البيوت دون استئذان، لذلك فان تنظيم القطاعات الوطنية تدخل في اطار ديمقراطية المجتمع المدني والتي تعني بث روح المسؤولية عند الافراد تجاه التفكير والعمل على البناء الوطني الحقيقي، ففي ظل الحياة الديمقراطية سيكون المجتمع المدني داعماً للدولة بكل امكاناتها ومكوناً رئيساً لها، لتصبح سلطة القانون هي النافذة بعد أن كانت سيطرة قانون السلطة، ومن اجل ان تعود الدولة الى مجالها الطبيعي لتنظم ادارتها بما ينسجم والواقع الوطني.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك