المقالات

حرب الخدم وشقاء المخدوم /

647 10:35:00 2012-01-25

حافظ آل بشارة

الأزمة السياسية شرها على الشعب ، وخيرها للحكومة ، بها صرفت الانظار ونقلت الأضواء عن موضوعات خطيرة لتروج موضوعات غيرها ، الوزراء والنواب كل منهم هجر مكتبه ولبس لامة حربه وقصد ساحة الصراع السياسي مناديا هل من مبارز ، هم اقسموا في البداية على انهم خدم لهذا الشعب ، أما الآن فكل منهم نسي يمينه وترك واجبه وذهب ليشترك في المعركة ، هؤلاء ليسوا خدما فيقدرون مصلحة المخدوم ، هم خدم في الاسم وملوك في السلوك ، لو كانوا خدما مخلصين لشعبهم فشرف الخادم من شرف المخدوم ، نعم غابت ملفات الوطن والمواطن عن الاعلام وتصدرته اخبار الصراع العقيم ، هذا الصراع الذي يعرف المواطن حلوله قبل الساسة ، المعاناة الشعبية الخطيرة انسحبت الى زاوية الاهمال ، وبدأنا نتعايش مع صور الحرمان القديمة ، الحرمان يسحق قطاعات شعبية جديدة في كل يوم ، نعتاد على الشكوى التي لا تجد مغيثا ، لم نعد نسمع صدى للحياة المدنية العراقية في اعلامنا وما فيها من شعارات الاصلاح والاعمار والتنمية ، الامن يتراجع ، عدنا الى حملات الابادة العشوائية التي تستهدف العمال والمدارس والاسواق ، عدنا الى تسجيل الجريمة ضد مجهول مع اننا حكومة وشعبا نعرف من هو المجرم ولماذا يهاجمنا الآن ؟ عادت قوى الفساد المالي والاداري تلتقط انفاسها ، وترمم مواقعها بصمت بعيدا عن الانظار ، وقد اغلقت ملفاتها في النزاهة والبرلمان ، ورفعت جلساتها الى اشعار آخر ، اما الشتاء الجاري فقد هجم هذه السنة بكل جفافه وبرده ، وسط شحة في نفط التدفئة وتعثر الكهرباء ، طوابير الناس تزدحم على محطات التعبئة تنتظر ليلا ونهارا لعبوة نفط بائسة لا تأتي ، وان جاء النفط ونادى المنادي وانتعشت الآمال تبخر فجأة ليجدوه على الارصفة باضعاف سعره في بلد النفط ! أما البطاقة التموينية فهي جبهة مستقلة سجلت انتصارها النهائي على الحكومة والشعب علنا ، لم يبق من البطاقة الا اسمها ومن الحصة الا رسمها . بعدها تأتي عقدة البطالة ، نتذكر كيف فرح العاطلون اياما عديدة وهم ما بين مستبشر بقوائم التعيين الجديدة المزعومة وبين من صدق بخبر منح رواتب للعاطلين ، فلم يتعين أحد ، ولم يتسلم راتب اعانة أحد . أما حكاية المساكن العمودية المدعومة حكوميا فقد رأينا الدعاية ولم نر العمارات الشاهقة ، هيئة الاستثمار اصبحت خرساء بعد جعجعة هائلة من الاعلانات والبيانات الحماسية ، شقق تبنيها شركات كورية ، وعمارات تشيدها شركات امريكية ، وأخرى تتفاوض عليها الصينية ، حاليا الصمت يلف الجميع . أما الموازنة المالية السنوية فما بين شروط البنك الدولي ، ومخاوف صندوق النقد الدولي ، وملاحظات النواب وتعليقات الوزراء ، والعجز المتوقع وغياب الحسابات الختامية لموازنة العام الماضي ، توقفت الموازنة ومصيرها مجهول ، عندما يكون الخادم امبراطورا ، وعندما يقاتل النواب والوزراء في غير معاركهم ، ويلطمون في غير عزاءهم ، فماذا تتوقعون غير هذه النتائج ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك