المقالات

الشركاء متناحرون والجيران يتدخلون /

729 15:08:00 2012-01-26

حافظ آل بشارة

لا يفكر العراقيون باعادة بناء علاقاتهم الدولية على اسس صحيحة الا عندما تحدث مشكلة مع دولة ثانية ، التوتر الأخير مع تركيا بسبب تصريحات اوردغان جعل اكثر من صوت ينادي باصلاح علاقات العراق بمحيطه العالمي والاقليمي ، يكررون هذه الدعوة العقيمة كلما حدثت مشكلة مع دولة جارة او دولة بعيدة . كل المشاكل التي تحدث بين العراق وجيرانه لحد الآن لا تحل جذريا بل يتم تهدئتها ، فالعراق مثل من يواجه امراضا خطيرة بالمسكنات . تدهور العلاقات الاقليمية يعود الى عاملين ، اولهما خارجي يتعلق بتلك الدول ، وثانيهما داخلي يتعلق بالعراق نفسه ، خارجيا العراق محاط بدول اغلبها ينتمي في نظام حكمه الى النموذج الفردي او الملكي ذي الغطاء الديمقراطي الفاقد للمرونة الاسير لثقافة التنازع ، ولنظام صدام مشاكل مع الجميع ، كل نظام فردي يكون عادة متوترا وخائفا وعدوانيا تجاه شعبه وتجاه الدول الأخرى لانه يشعر دائما بأنه مطلوب الرأس ، خاصة عندما يكون الحاكم عميلا لدولة كبرى ويمثل مصالحها وتوازناتها ، لذا لا يمكن للدول الاستبدادية او العميلة ان تبني علاقات دولية ايجابية ، فكل بلد يخاف جاره ، ثم ان دول الشرق الاوسط مازالت تعيش تحولات ولم تتبلور بعد جغرافيتها السياسية ، فالحدود بين دول هذه المنطقة صنعها المستعمرون فهي حدود هشة وواهنة وليست ذات مصداقية ومن السهل اثارة مشكلة حدودية بين اي بلدين فتقود الى حرب ، هذا الواقع يمنع الانفتاح الاقليمي وتأسيس مشاريع تبادل وتعاون وتكامل ، كل حاكم في المنطقة يخشى ان يتعرف شعبه على تجربة الدولة المجاورة ، لذا تجد شعوب دول متجاورة لا يعرفون شيئا عن بعضهم ، يجب ان تتغير الانظمة القائمة ، وتتغير ثقافتها ، فتتكون دول ديمقراطية هي دول الشعوب وتزول دول الحكام ، الشعوب بطبيعتها تتعارف وتتعاون بلا عقد او مخاوف . أما العوامل الداخلية التي تمنع تكوين علاقات دولية سليمة فهي فقدان الاستقرار في البلد بسبب الصراعات السياسية ، واستمرار التقاطع بين الشركاء وتراكمه الى المستوى الذي يجعل الحزب المحلي يتحالف مع دولة أجنبية من أجل مواجهة الخصم الوطني ، فيقابله خصمه الخائف باللجود الى طرف اجنبي آخر للاحتماء به ، فهناك استعداد للاطراف الوطنية لقبول التبعية والعمالة واستعداد لدى الدول المجاورة لقبول التدخل ، هذه الطريقة في التخندق غير المشروع لا تحسم الصراع سلبا او ايجابا بل تسبب توسيع رقعته وتحويله من صراع وطني داخلي الى صراع بين دولتين او اكثر ، ثم ارتكاب الخيانة العظمى بالعمل لدولة أخرى خلافا لمواثيق الاستقلال ، ثم فقدان المصداقية والاحترام في الاقليم والعالم بسبب التبعية للغير ، ثم تشجيع استمرار النمط السيء في العلاقات بين الدول وبين الاحزاب داخل البلد الواحد . البلد الذي يريد اقامة علاقات دولية سليمة تخدم مصالحه فلا بد له من نظام سياسي متماسك داخليا ، وشخصية موحدة في المحافل الدولية يخشاها الاشرار ويثق بها الأخيار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو مهدي البغدادي
2012-01-28
تحية شوق الى اخي الاستاذ ال بشارة اتفق معك تماماً بان الاجنبي و الجار يمكن ان يتدخلا في شؤون البلد الآخر عندما يكون اهل البلد متناحرون متصارعون و لايعرفون كيف يتعايشون في اجواء صحية و سليمة تماماً مثلما هو سائد اليوم في العراق .ان حل مشكلةالاختلاف و التنافس المحموم على السلطة في العراق لايتم بواسطة الوصايا الأخلاقية و الحث على الوحدة و التلاحم و...ذلك ان هذه الامور، اعني الاختلاف و التنافس، اشياء صحية في كل مجتمع و لكن يتم عن طريق صناعة رأي عام يلزم الجميع بالاحتكام للقانون خصوصا السياسيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك