المقالات

يعيش المقرنص ويسقط التبليط

3821 12:25:00 2012-01-28

• بقلم: علي لطيف الدراجي.

عندما تتناثر الوعود كبالونات الأطفال بألوانها المختلفة و(الفيالة) بأحجامها الثقيلة والخفيفة نردد على السنتنا عبارة ( من ايبيض الديج !) ولكن حتى هذا الديج المسكين قد باض يوماً ما في احدى بلدات سويسرا الامر الذي جعله يرضخ لسوء القدر بعد ان عوقب بــ (الإعدام) بتهمة مخالفة الطبيعة التي تحتم عليه ان لايبيض الى ان يموت ، اذن الديج (بيض) وحكم بالإعدام والوعود لم تنضج بعد لأنها تخرج من افواه الكذابين ومن يتلاعب بمقدرات البلد.سمعنا عن ملاعب لكرة القدم شبيهة بملعب(كامبو نو) و(الهايبري) و(سان جيمس بارك) وسمعنا عن محطات المترو والمطارات والموانئ ومحطات الكهرباء والأبراج وكل ذلك وغيره لازال هواء في شبك والكل يكذب ويكتب سيناريوهات الدجل التي لم تعد تنطلي على العقلاء حيث اتضحت خيوط المؤامرة واعلنت(المافيات) عن نفسها بعد ان نهشت حتى(ابطانة) جيب الوطن.ربما يقول احد ما: لماذا تظلمون وتطلقون احكامكم بشئ من القسوة ، فهناك وعود قد تحققت فمثلاً(ميريام فارس) تحدت الظرف الصعب من (لكمات) سياسية و(دفرات) حزبية و(كلات) طائفية ، والأخت الفاضلة ميريام لم تأبه لكل هذه(الخرابيط) ووقفت بشموخ قامتها على خشبة المسرح وغنت بكل جرأة(دكَوا علخشب) لأنها بنت(الفارس) وليس بنت(الفرس)!!وفي (عينكاوة) غنت(نانسي عجرم) وتتمنى ان تغني في بغداد و(ستعجرم) حتى مطلع الفجر ، والبعض يرى ان بغداد الجريحة بحاجة الى(صايعة) مثل بنت(عجرم) لكي تضمد كل الجروح ماسهل منها وماصعب ، وربما يأتي كل (سفلة) الأرض الى عراق الصابرين الذي ينتظر من سياسي بارع مثل(زيكو) يعرف كيف يضع(الميكروكروم) على جرح العراق ويرسم البسمة على شفاهه اليابسة ويؤكد المقولة التي تصدح بأن(السياسة تفرق ولا تجمع) وما دخلت السياسة في شئ الا وافسدته ، اما القائل بأن(السياسي جامع نفايات) فلنرفع له القبعات بكل احترام ، وربما يأتي اخر ويقول: اذا كنتم تعجبون لما تقدمه قناة(ناشيونال جيوكَرافيك) في برنامج(مشاريع عملاقة) فأنتهم تنظرون الى الحقيقة بعين واحدة لأن مشروع(المقرنص) سوف يدخل الى مفكرة غينيس للإرقام القياسية بعد ان استهلك اكبر عدد من المقرنص ، الامر الذي يجعل غينيس يلطم على رأسه وهذا بالتأكيد مشروع عملاق لايختلف عليه اثنان كونه كلف ميزانية باهضة ناهيك عن الجهد الذي بذل والوقت الذي استغرقه المشروع بالتفكير والتخطيط لأن البعض ربما لايعرف مدى صعوبة(تصفيط المقرنص) واظهاره بهذا الشكل الهندسي العجيب!!ولكن الطامة الكبرى ان هذا المشروع العملاق قد نفذ بشكل عنصري ينم عن فولاذية التفكير بمثل هكذا مشاريع وربما يفوق مشاريع المهندسة العراقية(زها حديد) كمرسى السفن في مدينة باليرمو الذي انشئ عام 1999 او حتى متحف غوغنهايم في تايوان ، او انجازها الأخير ضمن منشآت دورة الألعاب الأولمبية في لندن.فبعد ان ترفع طبقة الزفت القديم بطريقة اشبه بهزة ارضية تجاوزت كل درجات مقياس ريختر وهذا الامر يستغرق عدة ايام ، تأتي مرحلة التخطيط لوضع الساقية ، وبعدها التحضير لــ (مقرنص الانابيب) الذي يشبه الى حد كبير(طفل الأنابيب) حيث تؤخذ عينة من الشارع القديم وتوضع في رحم احدى المقرنصات فتلد ملايين المقرنصات الصغيرة وهذه هي واحدة من المنجزات الجبارة التي لم تخطر على بال(فولت) ولاحتى(كلاشنكوف) ولولا القدر الذي فاجأهم فرحلوا عن هذه الدنيا لمزقوا كل ثيابهم لهول هذا المنجز الأسطوري !! وكيف لا وعملية الأنشطار المقرنصي لم تنجح الا في مختبرات امانة بغداد وهذا ماعجزت عنه(العقول) الراجحة ولكنه لم يأخذ وقتاً طويلاً لدى بعض (الصماخات) التي تسهر الليل تاركين زوجاتهم واطفالهم من اجل تدقيق حسابات(الكرف) والخروج بأكبر(خمطة) من مشروع العصر الجديد.وبعد ان توضع(الساقية) العجيبة محفوفةً بهلاهل النساء ورقص الأطفال ودعوات الشيوخ وامنيات الشباب تأتي مرحلة نثر التراب على جانبي الساقية بعد ان تفقد الأخيرة العديد من (فيتاميناتها) نتيجة الضربات التي تأتيها من العجلات وهجمات الأطفال المتوالية ، ومن ثم تبدأ الرحلات المكوكية لإقرباء المسؤولين في دوائر البلدية وكذلك الإتصالات الهاتفية للفوز بـ(المقرنص) قبل الغير ، فنجد بعض الشوارع تنال هذه المكرمة السخية قبل غيرها لأن فلان الفلاني اتصل بأحد المسؤولين واخبره بأن زوجته(ازحلكَت) بحذاء كعبها العالي وأخر يقول بأنه يريد ان (يرش) المقرنص بالماء قبل ان يموت ولايعيش نشوة هذه اللحظة التي لاتمر علينا ربما الا بعد 100 سنة كمذنبات ونيازك السماء !! وبعض المسنين يريد ان يفترش الشارع ويشرب الشاي مع الكعك ابو السمسم ويستمع لأغاني (قائد وحلمي) واحياناً (راغب وعلامة) وكل ذلك لايحلو الا فوق المقرنص الذي يحاصر كل احلامنا سواء كانت احلام على اقراص السي دي او الدي في دي ، والطريف الذي يضحك له حتى المجانين هو ان الفترة التي يستغرقها انهاء شارع واحد لايزيد طوله على 50 متر يعادل نفس الفترة التي يستغرقها بناء ملعب كرة قدم وهذا مايجعل مشروع(امبراطورية المقرنص) في عداد المشاريع العملاقة ، اما المبالغ التي تصرف عليها فـ(خليها سكتة) !!ثمان سنوات مرت على انقضاء عهد التسلط اللامنطقي فعرفنا (المقرنص) وميريام فارس ودلوعة عجرم وبعد ثمان سنوات اخرى ان شاء الله سيتحطم المقرنص وتصاب ميريام بـ(الشرجي) وتطلق بنت عجرم من ازواجها الأصليين والإحتياط مالايقل عن 10 مرات والله اعلم !!! ويكبر الأطفال ويموت الشيوخ بجانب فتات الكعك وبقايا السمسم قبل ان تمر عليها (انامل) النمل ، اما الزوجة ذات الكعب العالي فإنها تتعرض لإنهيار عصبي لأن المقرنص لم يأتي لها بجديد .. وماذا بعد ؟هل سيأتي مسؤول جديد ويقتلع(المقرنص) ويضع كاشي ابو الــ (1000) دينار ويستغرق وقت المشروع مايعادل بناء 3 ملاعب كرة قدم ، وتكلفة شارع واحد تعادل تكلفة هذه الملاعب ويكون(عمر) الكاشي اقل من عمر المقرنص ام يأتي(فطحل) ذو ماركة حديثة يستخدم(الأسفنجة) بدل المشط لأن الشعر قد فارق رأسه الى الأبد نتيجة افكاره الجهنمية ويقول ان المقرنص يسبب العقم لدى الرجال والهلوسة لدى النساء والتبول اللاارادي لدى الأطفال ويستبدله بــ(الكاربت) فيفرشه بالنهار ويسرق بعد الساعة الثانية فجراً حسب توقيت(الحرامية) او تأتي (نائبة مقرنصة) تضع حجابها على الحنك والكفوف السوداء لاتفارق يديها الخشنة وتقول(شيلوا المقرنص والكاربت وخلي الشعب ايعيش على الحجار والحصو!!) حتى نخلق منهم جيل قوي قادر على مواجهة النوائب والمصائب وبعد ذلك يدخلون الجنة حسب مقولة الزعيم عادل امام(الشعب يجب ان يعيش فقير لأن الفقراء يدخلون الجنة !!انا اعتقد ان هذه النائبة تفكر بجدية(وكَلبهه علشعب) ونطاق تفكيرها اوسع من كل علماء الطرق الذين مروا علينا لأنها اختصرت الطريق من خلال علاج ناجع يعبر عن مدى كفاءتها اولاً وحرصها ثانياً.فلماذا كل هذه العذابات والمواطن الذي(لعبت نفسه) من الأحلام بكل الوانها الحمراء والصفراء والوردية يريد ان يرتاح ويعرف مع من يتعامل ولماذا .. بعد ان استهلك كل علامات الاستفهام والتعجب نتيجة مارآه من مصائب لم تمر على افقر واغنى بلدان العالم ولم تمر حتى على القبائل القابعة في أقصى غابات افريقيا من اقزام وعمالقة !!نعود(اشوية) الى المقرنص ، فبعد ان يتربع على عرش الطرقات بخير وسلام واذا كانت هناك ثمة مساحة فارغة على الجدران او العوارض الكونكريتية المنتشرة في بغداد فليهرول عشاق(الشخابيط) ليعبروا فيها عن مدى الغبطة التي تنتابهم ، وكذلك هواة اطلاق الرصاص الذين لايعرفون كم يبلغ ارتفاع مرمى كرة القدم ونجد احدهم يعشق الأندية الأسبانية ويهتف بحياة اللاعبين وكأن والده كتلوني او لديه اخ بالرضاعة تركته امه يتسكع في شوارع مدريد ، وهنا اجد ان الفرصة مؤاتية لا لإطلاق الرصاص فحسب بل لإطلاق المدافع الثقيلة ولكن اتمنى ان لاتوجه الى اهالينا في بغداد والمحافظات لأنهم نالوا مايكفي من اقساط الموت البطئ بل من باب اولى ان توجه الى دول الجوار الذين يستحقون كل مامر علينا من مأسٍ وويلات وان غداً لناظره قريب.الموقف الأول يذكرني بما حدث في كلية الطب في جامعة بغداد ، فبعد ان اكمل الدكتور(خليفة الشرجي) محاضرته على الطلبة والتي تخللتها معلومة تقول بأن كثرة استخدام (الليفة) يترك اثاراً في منطقة المرفق وعظم الترقوة ، قام احد الطلبة ممن تأثر بهذه المعلومة بكتابة عبارة على السبورة تقول(يعيش خليفة وتسقط الليفة) وبعد ان وصل الخبر بسرعة البرق الى بائعي(الليف) في شارع الكفاح عبروا عن غضبهم من هذا الأمر وكتبوا على احد الجدران ـ يوم كانت الجدران تشكو من قلة السائلين عن صحتها ـ عبارة(تعيش الليفة ويسقط خليفة) واليوم سوف يكتب المناصرون لإمبراطورية المقرنص(يعيش المقرنص ويسقط التبليط).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2012-01-29
لم تتكلم على صبغ الارصفة بالابيض والاصفر ومافائدتها
علي السيد مهدي
2012-01-28
اكثر المشاريع في العراق هي عبارة عن تبديل ارصفة وتبليط شوراع وبعد سنوات من الخبرة وعدة تجارب من ارصفة وتبليط ارجوا ان نكون وصلنا الى اخر مرحلة ولا نقوم بتغيرها السنة القادمة, رغم اني متاكد وحسب ما ارى ان التبليط سوف يتم تغيره السنة القادمة لانه سيء جدا ولا اعرف المهندس المسؤول لذي يقبل به هل يحاسب ام لا ارجوا الذهاب ال منطقة المعلمين قرب بغداد الجديدة وملاحظة التبليط السيء  
عراقي
2012-01-28
كنت اتمنى ان اعرف هل كاتب المقال ضليع بالهندسة المدنية ويعرف مدى مقاومة المقرنص للظروف الجويه وكنت اتمنى من كاتب المقال ان يعرفنا عن مدى معرفته بنتائج فحص المقرنص في مختبرات امانة بغداد من حيث مطابقته للمواصفات من عدمها بس للأسف ماوصلتني فكرة المقال انه الاخ كاتب المقال يخاف على الشعب من المقرنص سيء الصيت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك